بمناسبة الذكرى ال 91 لميلاد الحزب الشيوعي العراقي


فلاح أمين الرهيمي
2022 / 3 / 31 - 13:12     

نتيجة للتأثير الأممي العميق الذي أحدثته ثورة اكتوبر الاشتراكية العظمى عام/ 1917 في روسيا حيث بدأ الوعي الاشتراكي والأفكار الماركسية تتغلغل بين صفوف المثقفين الثوريين العراقيين وشكلوا عدد من الحلقات الماركسية في العشرينيات من القرن الماضي وقد حاول جماعة من الماركسيين العراقيين الأوائل تأسيس أول منظمة شيوعية قبيل تأسيس الحزب الشيوعي العراقي في محاولة لم تنجح لأنه لم تنضج الظروف الموضوعية لنشوء حركة سياسية تقدمية منظمة فانفرط عقد الجماعة وكان من بين أعضائها المثقفون الثوريون الذين كانوا من رواد الدعوة الشيوعية في العراق حسين الرحال وعوني بكر صدقي ومحمود احمد السيد وعبد الله جدوع ومصطفى علي وفاضل محمد وفي جنوب العراق برز اسم المناضل الشيوعي الكبير يوسف سلمان يوسف (فهد) في وقت مبكر سواء كأحد قادة الحزب الوطني المحليين في فرع الناصرية وفي حركة النقابة والعمال في مدينة البصرة وكقائد منظم للإضراب العام في مدينة الناصرية آنذاك حيث اهتدى للنظرية الماركسية في طريق بحثه عن العلاج الناجح لمشاكل الشعب السياسية والاقتصادية والاجتماعية واعتنق الفكر الشيوعي عام / 1929 بعد أن وجد فيها الوسيلة والسلاح الوحيد الذي يستطيع فيه الشعب العراقي والشعوب المستعبدة والمستعمرة وجميع المظلومين في العالم من التحرر من الاستعمار والاستغلال والعبودية وإقامة مجتمع يقوم على العدل والمساواة ولا مكان فيه للألم والمآسي والظلم .. وكانت تنظيمات الخلايا التي أسسها الرفيق فهد في مدينة الناصرية والبصرة ومدن أخرى هي التي استطاعت أن تنازع البقاء وأن تكون أقوى دعائم الحزب الذي تأسس في يوم 31/3/1934 عندما انعقد في العاصمة بغداد أول اجتماع تأسيسي للشيوعيين العراقيين الذين جاءوا من مختلف المدن العراقية وقرر المجتمعون توحيد منظماتهم في تنظيم واحد مركزي باسم (لجنة مكافحة الاستعمار والاستثمار) وانتخبوا اللجنة المركزية كما أصدروا بياناً لخصت فيه الأهداف السياسية ونظام الحزب وودعوه على جماهير الشعب العراقي .. وكان الدور الفعال والرئيسي في تأسيس المنظمات الحزبية من أوائل الثلاثينات وفي عملية تأسيس مركز الحزب وبالتالي بناء الحزب وتدريبه وتربيته وفق القواعد اللينينية والضبط والالتزام الحديدي لتنظيماته الحزبية من نصيب القائد الفذ البارز الشيوعي (يوسف سلمان يوسف (فهد)) الذي هو بحق المؤسس الرئيسي للحزب وباني كيانه وهو الذي عزز في الحزب الروح النضالية والثورية لا يفنى ولا يموت ويبقى خالداً حتى تحقيق أهدافه الإنسانية النبيلة وهو الذي كرس كل حياته من أجل قضية الكادحين والمظلومين والجياع والشعب والوطن حتى استشهاده وهو يهتف (الشيوعية أقوى من الموت وأعلى من أعمدة المشانق) و (اليوم تعدمون فهد وغداً تأتيكم فهود) في يوم 14/ شباط/ 1949 عند بوابة المتحف العراقي في بغداد وأصدر الحزب أول جريدة مركزية باسم (كفاح الشعب) الناطقة باسم لسان الحزب الشيوعي العراقي بعد أن اتخذت اللجنة المركزية قراراً بتبديل (لجنة مكافحة الاستعمار والاستثمار) إلى اسم (الحزب الشيوعي العراقي) وكانت جريدة (كفاح الشعب) أول جريدة طبعت سراً في تاريخ الحركة النضالية الثورية في العراق وكان على صدرها رمز الشيوعيين (المطرقة والمنجل) وشعار كارل ماركس (يا عمال العالم اتحدوا) وشعار الحزب الشيوعي العراقي (يا كادحي العراق اتحدوا) ومقتطف من البيان الشيوعي العالمي (فلترتعش الطبقات الحاكمة الرجعية من شبح نضال الشيوعيين فليس لنضالهم ما يفقدوه سوى الأغلال وتربح العالم بأكمله).
وظهرت القيادة للحزب الشيوعي العراقي التي لا تعرف المهادنة والمساومة على حساب مصالح الحركة الوطنية العراقية والإخلاص بلا حدود لقضية الشعب العراقي العادلة وكانت تلك القيادة هي التي رسخت وعمقت الأفكار التقدمية والثورية لدى الشعب العراقي وتوجت ذلك النضال البطولي العظيم بثورة الرابع عشر من تموز عام/ 1958 الخالدة.