اصدقاء المحطات


سليم نزال
2022 / 3 / 29 - 05:14     

كتبت بعض القصص القصيرة عن نادلات المقاهى.و سبب الكتابة كان انى عادة كنت افضل ان اقرا و انا طالب فى المقاهى و استمر الحال الان عندما اكتب .الامر الذى اتاح لى التحدث مع عشرات النادلات.لم تكن احاديث طويلة و عميقة لكن المرء كان يتعلم الكثير من فكرة هنا و هناك.لا تقلل من شان احد كان دوما شعاري فى الحياة.يمكن للمرء ان يتعلم الكثير حتى من خلال احاديث قصيرة.
لكن من الامور السلبية التى تغيرت هوان المقاهى لم تعد ملكا لعائلة بل صارت شركات و من يعمل فيها موظفون .اتذكر المقاهى السابقة عندما يدير المقهى عائلة رجل و زوجته و يشعر المرء انه فى بيته .تغير هذا كله على وقع ضربات العولمة.


اما اصدقاء المحطات فهم الذين نلتقى بهم فقط على المحطات . و غالبا باستثناء قليلة لا يعرف المرء حتى اسمائهم و هم لا يعرفون ايضا .و هذا الامر لا يعود مهما مع الوقت . المهم تبادل الاحاديث القصيرة وقت انتظار القطار .و لو اردت ان اعد عدد من تحدثت معهم على المحطات فلا استطيع تقدير العدد..الناس تنتقل من مكان الى مكان و تغير اماكن سكنها و عملها .المجتمع الذى نعيش فيه مجتمع يسمى موبايل اى انه مجتمع متحرك يتغير طوال الوقت . و قد حصلت معى عدة مرات ان اذهب الى محل على انه كان يبيع ملابس على سبيل المثال فاجد انه تغير الى امر اخر .اما فى المجتمعات التقليدية يبقى نفس الدكان و غالبا ما يتوارثه الابناء مع تغيرات طفيفه .
اتذكر انى زرت محلا للاحذية كان اخررجل اسكافى تقليدى فى اوسلو . و كنت عادة اشترى منه .مررت على المحل فى احدى المرات منذ نحو عشر اعوام و كان قد بدا يستعد ان يغلق . قال لى ان زمنه قد تغير و ان زمنا جديدا قد بدا .