وزن النواب المسستقلين في العراق .. في ميزان الذهب


علي عرمش شوكت
2022 / 3 / 22 - 17:08     

في واقعنا السياسي العراقي لايوجد مستقل، ومع هذا اطلق على الناشطين في الحراك المدني الديمقراطي صفة المستقلين.. جاء ذلك تعبيراً عن عدم ارتباطهم في الاحزاب المتنفذة . هؤلاء { المستقلون } لا شك انهم مرتبطون بتيارات فكرية ومنهج مدني علماني على الاغلب الاعم، وخلاصة القول انهم من ثوار تشرين الرافضين لنهج المحاصصة ومكافحين للفساد والهيمنة على مقدرات الدولة.
اليوم عندما نطلع على موقفهم من الاشتراك بعملية انتخاب رئيس الجمهورية الذي يعبّرعن رؤيتهم التي مجسدة بشروطهم { التشرينية }. نجده يعكس ما يعادل وزناً ذهبياً اذا جاز هذا الوصف. هم لا يشكلون غير عدد قليل بالنسبة للكتل الكبيرة، الا ان فعلهم الذي يمكن ان يلعب الدور الحاسم في تفكيك الانسداد السياسي، حينها يتبين انه اكبر من مفاعيل الكتل الكبيرة. كما سيعلن انتمائهم لارادة ولمصلحة اوسع الجماهير.. اذن هم منتمون للشعب وللوطن لكن الاستقلالية عن الارتباط بالاجندات اللا وطنية . ربما هي الصففة الدائمة.
بيد ان انتمائهم الاكثر ثورية " للتغيير " في الشارع، يجسد كونهم ما زالوا " تشرينيين " اي انهم يعبرون عن بقائهم من صلب مخاض الانتفاضة التشرينية. مما يلقي على عواتقهم حمل مهمات المرحلة المدنية الديمقراطية، وبمعناه الواضح، ترجمة مطاليب الانتفاضة.. وعسا ان يكون اشتراكهم في الحكومة المقبلة عاملاً فاعلاً لمعاجة امراض ومخلفات نهج المحاصصة المخرب شرط ان يتميزوا بالصلابة المبدئية وبالمرونة السياسية. كما ان يكون الزاماً عليهم التقيّد بتعهداتهم للناس وللفقراء نحو التغيير وتحقيق العدالة الاجتماعية.
ان الاكثر الزاماً هو ان يلحقوا بغية ايقاف انتهاء الازمنة والمهل المحددة لعملية انتخاب رئيس الجمهورية التي يترتب عليها فراغاً دستورياً من شأنه الذهاب بنا الى انتخابات مبكرة تحت رحمة حكومة تصريف اعمال مرتعبة من السلاح المنفلت. لا احد يضمن في ظلها حتى سلامة الوطن برمته التي هي الان تحتضر.