الرفيقة البولشفية الأثيرة نجاة طلحة من الحزب الشيوعي السوداني (2)


فؤاد النمري
2022 / 3 / 11 - 13:11     

عذراً لتأخري بالرد على تعليقاتك الأخيرة بسبب المرض الشديد، وردي يتجلى في مسألتين في غاية الأهمية ..

المسألة الأولى، وهي أن القراءة الماركسية للصراع الطبقي تقول : ينتهي الصراع الطيقي بقيام البروليتاريا بثورة إشتراكية "دائمة" في مركز النظام الرأسمالي العالمي، وكان إذاك في أوروبا الغربية . بسبب الحرب العالمية الأولى التي أهلكت الزرع والضرع في أوروبا الغربية إنتقل المركز إلى روسيا وهو ما أدركه لينين ودعا البلاشفة لاستلام السلطة في نيسان 1917 .
في السادس من مارس 1919 أعلن لينين الثورة الشيوعية الدائمة في الإجتماع التأسيسي ااكومنتيرن وهي الثورة التي كان قد قرأها ماركس .
وجه الكومنتيرن نداءه الأول لجميع الشيوعيين في العالم ليأخذوا نصيبهم في مساعدة مشروع لينين الشيوعي .
وهكذا تشكلت جميع الأحزاب الشيوعية في العالم لمساعدة مشروع لينين وليس بحكم التناقضات في مجتمعاتها الخاصة .
"إنطفاء" الثورة بفعل خيانة قيادة الحزب للثورة في العام 1953 نزع المشروعية الشيوعية من مختلف الأحزاب الشيوعية في الأطراف .
تجاهل هذه الحقيقة التاريخية الثابتة من شأنه أن يسمح "لشيوعيي" البورجوازية الوضيعة أن يسيئوا للشيوعية أكثر مما أساء أعداؤها وأن يفتأتوا بما هم ليسوا فيه .

المسألة الثانية،وهي أن الحزب الشيوعي السوداني يسيء للفكر الماركسي الشيوعي عندما يدعي بأن هناك في السودان طبقة تتطفل على النظام العام في السودان وتمارس الإنتاج الرأسمالي وهو المبرر لشيوعية هذا الحزب . لم يذكر أحد من علماء الإقتصاد السياسي بوجود مثل هذه الطبقبة على الإطلاق . وبافتراض وجود مثل هذه الطبقة التي تمارس الإنتاج الرأسمالي في مجتمع متخلف فستكون عندئذ علامة تقدم تستوجب التشجيع وليس الصراع ضدها .
في السودان ربيع عربي ينهض فيه الشعب بجميع طبقاته للإطاحة بعصابة حاكمة لا تنتمي لأي طبقة وتحول دون تقدم المجتمع على مختلف الصعد .
النهوض ضد الطغيان ليس دلالة على الشيوعية . الدلالة الشيوعية الوحيدة هي الصراع ضد الطبقة الرأسمالية بعينها .