اشتراكي روسي يكتب “بوتين يصعِّد القمع.. لكن حالة الهستيريا الوطنية أقل”

مصطفى عبد الغني
2022 / 3 / 5 - 12:00     

ترجمة مصطفى عبد الغني

ارتفاعٌ كبير في الأسعار في روسيا، والانهيار الاجتماعي أصبح حتميًا. ينعكس الهجوم في الخطوط الأمامية دائمًا إلى هجومٍ داخل الوطن، والحرب الروسية الحالية تؤكد تلك القاعدة.

كلما زاد انخراط روسيا في الحرب العدوانية، زاد القمع ضد الحركات الاجتماعية والمعارضة للحرب في الداخل. لا أحد منا يشعر بالأمان اليوم؛ فقوات فلاديمير بوتين الأمنية تتحدث بشكل علني عن قمع وشيك، وتفرِّق الشرطة وقوات الحرس الوطني المسيرات المعارضة للحرب، ويعتقلون النشطاء.

لم يمر سوى أسبوع على الحرب، ورغم ذلك لدينا هذه الأمثلة على حالة “التضييق الأمني”. تهدد القوات الخاصة بتطبيق المادة 275 من القانون الجنائي الروسي، “الخيانة ضد الوطن”، على النشطاء المعارضين للحرب، والتي تصل عقوبتها إلى الحبس لمدة 20 سنة. ويمكن إدراج الدعاية ضد الحرب تحت هذه المادة أيضًا.

حُظرت وسائل الإعلام من استخدام كلمتيّ “حرب” و”احتلال”، وتُغلَق الآن وسائل الإعلام المعارضة، مثل إذاعة “صدى موسكو.”

طلبت “الدائرة الاتحادية لرقابة الاتصالات وتقنية المعلومات والإعلام” من 10 وسائل إعلام حذف مقالات عن الحرب على أوكرانيا، بعد تصنيف السلطات لمحتوى المقالات بـ”المعلومات غير اللائقة.” صدرت تلك التعليمات إلى وسائل إعلام مثل Mediazona وDozhd وNovaya Gazeta وEcho Moskvy وInoSMI وNew Times وSvobodnaya Presse وKrym.Realii وZhurnalist and Lenizdat.

يلجأ الناس اليوم للمصادر الروسية فقط بشكل حصري لتغطية وضع الجيش الروسي. يقول مكتب المدعي العام لروسيا الاتحادية إن شبكة فيسبوك متورطة في انتهاكات ضد حقوق وحريات الإنسان الأساسية وحقوق مواطني روسيا الاتحادية، بما يشمل الحقوق التي تضمن حرية وسائل الإعلام الجماهيرية. ويواجه فيسبوك وإنستجرام مشاكل تقنية في روسيا، تجعل التواصل مع الرفاق الأجانب مستحيلًا.

بدأ جنود الاحتياط الذكور في تلقي إشعارات من مكاتب التسجيل العسكري والتجنيد في مناطقهم بدعوى “توضيح البيانات”. وكل هذه الأسباب تجعلنا نعتقد أن هذا سيؤثر على النشطاء المعارضين للحرب في المقام الأول.

دخلت المواجهات بين روسيا والناتو مرحلةً جديدة، حيث تجري الحرب في المناطق السكنية في أوكرانيا المضطهدة. والروس، الذين فرحوا في 2014 بتوسع بوتين الإمبريالي، أصبحوا الآن ساخطين. بدأت الأسعار في الزيادة بشكل كبير إلى درجة أن الانهيار الاجتماعي في روسيا أصبح حتميًا، وتغادر الأعمال روسيا الآن بمعدلات مذهلة.

حالة الهستيريا الوطنية الآن أقل بشكل واضح عما كان عليه الوضع من 8 سنوات. الوضع الآن خطيرٌ للغاية، ولا يوجد في تاريخ روسيا الحديث ما يشبه ذلك. كل تواصل مع الرفاق الأجانب قد يكون الأخير. نطالب كل النشطاء المعارضين للحرب واليساريين بنشر الخبر.

أوقفت روسيا بوتين الخطوط الجوية مع الأغلبية العظمى من الدول، مما يجعل الهجرة من أجل اللجوء السياسي مستحيلة عمليًا. ومن واجب كل الاشتراكيين الأمميين، إذا استطاعوا، مساعدة النشطاء الاجتماعيين والمعارضين للحرب الذين فروا من روسيا، للتأكد من عدم تسليمهم مرة أخرى إلى حكومة بوتين. في المقابل، فإن مهمة الاشتراكيين الروس هي مقاومة الإمبريالية في قلب روسيا بكل ما في مقدورهم.

الحرية للشعوب! والموت للإمبراطوريات!

* المقال منشور بالإنجليزية في صحيفة “العامل الاشتراكي” البريطانية