التحريفية


عبد الهادي الشاوي
2022 / 3 / 2 - 21:17     

في الحركة العمالية , يسعى الى افراغ الماركسية من محتواها وتحطيمها لصالح البورجوازية عن طريق " التنقيح " اي اعادة النظر والتشويه وانكار موضوعاتها الأساسية .
وقد تصدى لتحريف الماركسية بشكل مكشوف في تسعينيات القرن التاسع عشر الاشتراكي الديمقراطي الالماني " برنشتاين " .
ان التحريفيين اذ نظروا الى تطور الطبيعة والمجتمع كعملية نمو بسيطة وكتطور تدريجي بطيء خال من الطفرات وبدون انفجارات ثورية , وانكروا النظرية الماركسية عن الصراع الطبقي والثوري للاشتراكية ولقانون البروليتاريا .
ان ممثلي التحريفية النموذجيين في روسيا هم الماركسيون الشرعيون " الاقتصاديين " والمنشفيين حيث سيطرت التحريفية في الاممية الثانية . زمن الأشكال الخطرة للتحريفية التروتسكية التي تصر على تحريف الماركسية بادعائها الموافقة عليها نفاقا .
ان الحزب الشيوعي في الاتحاد السوفياتي السابق قد فضح التحريفية بلا رحمة وطهر صفوفه من العناصر الانتهازية ودافع عن نقاوة الماركسية الثورية .
ان النضال ضد التحريفية يعتبر قانونا اساسيا من قوانين تطور الأحزاب الشيوعية العالمية . ودائما ما تتعرض الحركة الشيوعية العالمية وفصائلها : الأحزاب الشيوعية واحزاب العمال في مختلف البلدان الى خطرين في هذا المجال وهما :
أ‌- خطر الانتهازية اليمينية ويكمن في محاولاتها الرامية الى :
1-النيل من شأن التعاليم الماركسية اللينينية العظيمة ووصفها بأنها اصبحت قديمة ووجوب الاستعاضة عنها بالفكر الاصلاحي الذي ينكر الصراع الطبقي والثورة الاشتراكية ودكتاتورية البروليتاريا والتستر على التناقضات الحاصلة في المجتمع البورجوازي الأساسية ونشر فكرة تحول رأسمالية الدولة الاحتكارية الى اشتراكية , دون قيام ثورة .
ب – انكار دور الطبقة العاملة باعتبارها القوة الثورية الرئيسية .
ج- اعطاء صفة الاطلاق للأساليب البرلمانية والتقليل من اهمية النضال الجماهيري الذي يجري خارج البرلمان .
د- الطعن بتجربة بناء الاشتراكية في الاتحاد السوفياتي والبلدان الاشتراكية الاخرى .
ه – تجاهل صلة النضال الثوري في بلد معين بالنضال الطبقي على الصعيد العالمي ودور النظام الاشتراكي في هذا النضال .
ان خطر الانتهازية اليسارية يكمن في :
1) تنفي ضرورة وضع برنامج ديمقراطي عام واسع للنضال ضد الامبريالية وضرورة الجمع بين الأهداف والمصالح الديمقراطية العامة والبروليتارية الطبقية .
2) تشكل خطر عزل الشيوعيين عن فئات واسعة من الشغيلة فتحكم عليهم بالقيام بأعمال يسارية مغامرة كما يؤدي الى اعاقة مهمة اعداد قوة سياسية للثورة الاشتراكية وانتصار الطبقة العاملة.
3) انها تعارض توجيه القوى الثورية الرئيسية في تيار واحد متماسك وتحول دون تقويم الوضع المتغير والتجربة الجديدة في الوقت المناسب وبشكل صحيح .
4) تعرقل استخدام جميع الامكانات المتاحة لتحقيق انتصار الطبقة العاملة مع جميع القوى الديمقراطية في النضال ضد الامبريالية والرجعية وخطر الحروب .
5) لا تعترف الا بالأشكال المسلحة من النضال في سبيل الوصول الى السلطة.
6) تتنكر وتشوه لمبدأ التعايش السلمي بين الدول ذات الأنظمة المختلفة .
وعلى الرغم من اختلاف الانتهازية اليمينية عن الانتهازية اليسارية من حيث المبادئ الأساسية فانهما تلتقيان في كثير من الأحيان , اذ توجد بينهما المعارضة المشتركة للثورة , ويبرز دورهما الرئيسي في التبشير بالايدلوجية السياسية المناهضة للماركسية اللينينية داخل الحركة الشيوعية والعمالية . تعمل الانتهازية سواء كانت يمينية او يسارية الى تحقيق انحراف موجه ضد الثورة من حيث الأساس . يحاول الانتهازيون اليمينيون واليساريون تقويض وحدة الحركة الشيوعية العالمية واضعاف الروابط الأممية للأحزاب الشيوعية في مختلف دول العالم . وبذلك تعمل الانتهازية اليمينية واليسارية معا على زعزعة المواقع الثورية للطبقة العاملة ولكل المناضلين ضد الامبريالية وعلى اعاقة تقدم العملية الثورية في العالم .