اشتراكيو روسيا يشاركون في المظاهرات المناهضة لحرب أوكرانيا ويوجهون المقاومة نحو الصراع الطبقي

مصطفى عبد الغني
2022 / 2 / 28 - 10:39     

ترجمة مصطفى عبد الغني

خرج آلاف المتظاهرين المعارضين للحرب إلى شوارع روسيا في أول أيام الغزو الروسي لأوكرانيا. عارض المتظاهرون سياسات الرئيس فلاديمير بوتين، وأدانوا الهجوم الشامل على أوكرانيا. ونظم المتظاهرون احتجاجات في حوالي 50 مدينة في أنحاء البلاد، فيما اعتقلت الشرطة ما يقارب الـ1800 ناشط، منهم حوالي 500 شخص في موسكو وحدها.

تعاملت الشرطة مع المعتقلين بشكل شرس وسادي، وانهالت بالضرب الوحشي على العالم السياسي وعالم الاجتماع المشهور جريجوري يودين، الذي نُقِلَ فاقدًا للوعي إلى مستشفى معهد سكليفوسوفسكي بوسط موسكو لتلقي العلاج.

كانت هناك أيضًا أفعال فردية بدافع اليأس، مثل الفتاة الشابة التي ألقت مولوتوف منزلي الصنع على صفوف الشرطة، وتم فتح قضية جنائية للفتاة ذات الـ22 عام، على الرغم من عدم إصابة أي من قوات الشرطة. واعتُقل النشطاء الاشتراكيون الذين خرجوا لمعارضة حكومتهم وحربها الإمبريالية في كل المدن تقريبًا التي شهدت مظاهرات.

وضعت جموع المتظاهرين مطالب مجردة لوقف الحرب، ولكن مهمة الماركسيين والاشتراكيين الثوريين هي توجيه الاحتجاج إلى سيادة تيار الصراع الطبقي. يجب أن يحولوا الحرب الإمبريالية نفسها إلى حرب طبقية باستخدام وسائل الدعاية والتحريض الحالية. قال فلاديمير لينين، الثوري العمالي الكبير، عن دور الثوريين في الحرب العالمية الأولى أن “شعار “السلام” خاطئ، يجب أن يكون الشعار هو تحويل الحرب القومية إلى حرب طبقية. (قد يكون هذا التحويل عملًا طويلًا، وقد يتطلب وسيتطلب توافر عدد من الشروط المسبقة، لكن يجب أن يجري كل العمل في اتجاه هذا التحول بالتحديد، بتلك الروح وعلى ذلك الخط). لا عمليات تخريب ضد الحرب ولا أعمال فردية معزولة، بل الدعاية الجماهيرية (ليس فقط بين “المدنيين”) في اتجاه تحويل الحرب إلى حرب طبقية”.

يوجد فرق هام عن الموقف قبل 8 سنوات في 2014، عندما أيد غالبية المجتمع الروسي بشكل مباشر وعلني احتلال القرم وإنشاء روسيا لدمية “جمهوريتي لوغانسك ودونيتسك الشعبيتين”. الوضع الآن مختلف، ومن الواضح أن جزءًا كبيرًا من المجتمع يعارض الحرب، أي أن المجتمع نفسه منقسم. وهذا الانقسام ليس مجموعتين متساويتين ولكنه معسكرين، أحدهما يؤيد العدوان بدرجات مختلفة، والآخر معارض بشكل من الأشكال.

ما هو قادم سيكون خطوة مهمة للمجتمع الروسي المحافظ، فهذا يعني أن المظاهرات ستكون ضخمة وسوف تستمر حتى انتهاء الحرب أو قيام شرطة بوتين السرية بقمع المشاركين في الاحتجاجات الأقوى، وترهيب الباقين. وهذا يعني أن لدى الاشتراكيين والماركسيين فرصة لاستخدام حالة التحريض والدعاية الحالية لتحويل الحرب القومية إلى حرب طبقية. الاشتراكيون ملزمون باستغلال هذه المساحة، وسوف نستخدمها بالتأكيد. مع التضامن الاشتراكي من روسيا، لا حرب إلا الحرب الطبقية. لا حرب بين الشعوب، ولا سلام بين الطبقات. الحرية للشعوب والموت للإمبراطوريات.

* المقال بقلم دينيس، من التيار الاشتراكي في روسيا
* المصدر: صحيفة “العامل الاشتراكي” البريطانية