حوار مع اشتراكي روسي يعارض حرب بوتين

سيد صديق
2022 / 2 / 26 - 10:56     

ترجمة سيد صديق

في هذا الحوار، يتحدث أليكسي، وهو اشتراكي روسي ينتمي للتيار الاشتراكي الأممي، مع موقع “Black Banner – العلم الأسود” الأوكراني، في ما يعد مثالًا ساطعًا على التحريض الشجاع ضد الحرب.

إلى أيِّ حركةٍ تنتمي أنت ورفاقك؟

أنا عضوٌ في مجموعة “التيار الاشتراكي”، ومجموعتنا هي جزءٌ من التيار الاشتراكي الأممي، وهو تيارٌ يجمع الاشتراكيين الثوريين في العالم.

كيف ترون هذه الحرب من حيث الأسباب والعواقب؟

نرى هذه الحرب باعتبارها صراعًا إمبرياليًا بين روسيا والغرب، أصبحت فيه أوكرانيا للأسف ورقة مساومة بين الطرفين. نأسف بشدة على الشعب الذي يُجبَر على خوض هذه التجربة المريرة. يختلف المزاج السائد في المجتمع الروسي كثيرًا عمَّا كان سائدًا في العام 2014، حيث انخفض الجنون الوطني بشكلٍ كبير. لا يريد الناس الحرب، غير أنه من الجدير بالاعتراف أن هناك أيضًا عددًا غير قليلٍ من الشوفينيين الذين يجرفهم الحنين إلى الإمبراطورية العظمى.

ما الذي دفعكم للمشاركة في التحركات ضد الحرب على أوكرانيا؟

ما دفعنا لذلك هو رفض العدوان العسكري الذين تشنه دولتنا على أوكرانيا. نحن نقف في صف هزيمة حكومتنا في هذه الحرب الإمبريالية. نريد أن نبني حركةً قاعديةً عريضة ضد الحرب، ونضيف البُعد الطبقي لهذه الحركة. يمكننا حقًا أن نصبح مؤثِّرين فقط من خلال جذب الجماهير.

من غيركم يشارك في هذه التحركات؟

في موسكو ونيجني نوفجورود وسان بطرسبورج، شاركت قوى مختلفة في التحركات. للأسف، يهيمن الليبراليون عليها، لكن اليسار حاضرٌ أيضًا بشكلٍ كبير. هناك المزيد من الليبراليين بين المنظِّمين وبين المحتجين الآخرين. وهناك أيضًا الماركسيين والأناركيين، لكنهم يظلون في الهوامش.

وبالنسبة للمشاركين العاديين، فهؤلاء الليبراليون إنما هم “ليبراليون عفويون” لا يحبون بوتين ليس لأنه “إمبريالية للغاية”، بل لأنه “ليس إمبرياليًا بما يكفي”. إنهم ينظرون إلى مواطني الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ويشتكون من أنهم يعيشون حياةً أفضل، كما لو أن الناس يعيشون أفضل ببساطة بسبب نوعٍ من النظام الديمقراطي، وليس من الإمبريالية المتقدمة لبلدانهم.

ما الذي تفعلونه لهزيمة الليبراليين؟

للاستحواذ على زمام المبادرة من الليبراليين، فإن الماركسيين والأناركيين إلى تدشين تحركات مناهضة للحرب بأجندتهم الخاصة، وإلى العمل بين الناس، وفي النقابات والتجمعات العمالية.

لقد ترجمنا مقالة بعنوان “حول التناقضات”، للمنظمة اليسارية الأوكرانية “Chernoye Znamya – العلم الأسود”، فموقفهم قريبٌ منا، وهم يطبقون تحليلًا قويًا للوضع الراهن.

لدينا رفاقٌ في كييف ولفوف، ولابد أن نبني جبهةً أممية مناهضة للحرب.

الكثير من الروس يبغضون الحرب، وحان الوقت لأن نقول “لا حرب بين الشعوب، لا سلام بين الطبقات”. وندعو اليساريين كافة للمشاركة معنا في التحركات المناهضة للحرب.

ما هو المزاج السائد بين المحتجين أنفسهم في ما يتعلق بالاعتقالات؟

هناك مزاجٌ نضالي حقًا. تشد آلة بوتين القمعية الخناق، لكن الناس لا يزالون يخرجون. لابد أن تُعرَض فيديوهات المسيرات على الأوكرانيين حتى يدركوا أن عدوهم ليس الشعب الروسي، بل الكرملين.

* المقال مترجم عن صحيفة “العامل الاشتراكي” البريطانية