اغتيال منظمة التحرير الفلسطينية مشروع مبرمج


غسان ابو نجم
2022 / 2 / 19 - 03:02     

اغتيال منظمة التحرير الفلسطينية
مشروع مبرمج
لم يفاجئني كثيرا قرار رئيس سلطة دايتون اعتبار منظمة التحرير الفلسطينية احدى دوائر هذه السلطة ورغم المخالفة القانونية التي انضوى عليها قرار عباس فوجوده وسلطته اكبر مخالفة قانونية ولكن حفاظا على هذا الارث النضالي للشعب الفلسطيني لا يحق تحديد مستقبل منظمة التحرير الا المجلس الوطني الفلسطيني القاعدة الشرعية لهذه المنظمة وسلطة دايتون جاءت بقرار من هذه المنظمة وليس العكس وهذا العور القانوني الذي شاب القرار انما يجب تسجيله للحفاظ على قانونية وشرعية منظمة التحرير وبطلان اي اجراء بحق وجودها وكينونتها بعيدا عن الوضع القانوني للمظمة رغم اهميته فأن شرعية هذا الاطار الجبهوي صنعته ايادي مناضلة وحملته اكتاف مقاتلة وحافظت عليه بحدقات العيون وعمد بالدم الفلسطيني في فلسطين ولبنان وذهب على مذبح بقائه وشرعيته الاف الشهداء والجرحى والاسرى وهذه الشرعية الثورية التي تحفظ هذا الارث النضالي ولا تلغيه مواد قانون سلطة دايتون لذا اقتضى التنويه ما اقدمت عليه سلطة دايتون هو احد اهم الاستحقاقات التي فرضت عليها لديمومة بقائها كشريحة ريعية متنفعة من بقاء الاحتلال من جهة وشطب اي دور للمعارضة من جهة اخرى حتى وان كانت هذه المعارضة شكلية ومتنفعة فالمرحلة القادمة ليس القضاء على اشكال النضال الفلسطيني فقط بل اغتيال الحلم الفلسطيني في تحقيق الحرية والاستقلال ونفي مبرمج لوحدة الشعب الفلسطيني في اماكن تواجده مشروع شبيه بالكردنة ليصبح المسمى الفلسطيني ليش شعبا مكتمل الكيان والهوية والثقافة بل فلسطينيو لبنان وفلسطينيو سوريا والاردن وامريكا ..الخ وهؤلاء خارج الحسابات السياسية لسلطة دايتون التي لا تمثل الا من يحمل وثيقتها وبذلك يتحقق النفي لشعبنا كمكون ثقافي وسياسي ويفقد بعد شطب ممثله الشرعي منظمة التحرير مكونه السياسي القانوني ان خطورة هذا المشروع يجب ان ينظر اليه بما سيحمله من نتائج كارثية على شعبنا ليس كصاحب الحق في الارض فقط بل في نفيه كشعب له مقومات ثقافية تاريخية وهذا احد اهم اهداف الحركة الصهيونية في اغتيال المستقبل الفلسطيني واحد اهم مقومات برامج التطبيع التي صاغتها قوى الشر العالمي الهادفة الى تصفية فلسطين كقضية طالما انها لم تستطع انهائها ديموغرافيا بحكم النمو السكاني الهائل للفلسطينين والحل لدى هذه الدوائر تفتيت وحدة هذا الشعب وشطب كل الاطر السياسية التي تحافظ على وحدته وعزله ضمن كتل بشرية موزعة على بلدان الشتات وطرح البرامج المناسبة لدمجهم ضمن الدول التي يتواجدون بها وتصبح فلسطين القضية حلما عاطفيا يتغنى بها في المناسبات وتصبح سلطة دايتون ممثلا لفلسطيني الضفة الغربية الذين سيقبعون تحت نيران الاحتلال والسلطة معا ضمن برنامج تنسيق امني بينهما ان هذا المشروع الحلم الذي سعت اليه الحركة الصهيونية منذ قيامها كان يصطدم بحائط المقاومة الوطنية الفلسطينية والبندقية الفلسطينية تحديدا ووحدة وكفاحية فصائل العمل الوطني ولكن مع انخفاض منسوب العمل الفعلي على الارض وضياع البوصلة لدى العديد من الفصائل المتنفعة والتجاهات المشبوهة لبعضها والسعي خلف الفئوية والمصلحة والارتباطات الخارجية لبعضها جعلها غير قادرة او مؤهلة لقيادة هذا الشعب رغم حالة الاسناد الدولي والعربي لمقاومته ومعركة سيف القدس اسطع دليل لهذا الاسناد ولكن لم يتم استثمار هذه المعركة لصالح شعبنا وعكس قادة هذه الفصائل وجوههم نحو سلطة دايتون لاستجداء الوحدة الوطنية معها للحفاظ على مكتسبات مالية وتنظيمية فالخطورة تكمن ليس فقط في حجم المؤامرة على قضيتنا وكينونة شعبنا فقط بل في الانبطاح والترهل النضالي الذي تتسم به فصائل العمل الوطني بعد ان حسمت القيادة المتنفذة موقفها لصالح الاحتلال ونفذت اهم متطلباته في شطب منظمة التحرير الفلسطينية التي سعى الاحتلال وحلفائه عشرات السنين لتحقيقه ان الأوان لتشكيل أوسع جبهة وطنية من كافة مؤسسات العمل الوطني والفصائل المناهضة لاوسلو وسلطته والشخصيات والرموز الوطنية لاسقاط مشروع التصفية القادم حتى لا نفقد هويتنا السياسية والثقافية بعد أن فقدنا الارض.