رحلة الى بيت الشناشيل


وليد مهدي
2022 / 2 / 13 - 20:13     

مع خيوط الشمس شرق البصرة
وندى الفجر على ازهار شط العرب
تبدأ هذه الحكاية
مداها كل العمر ..
ووقعها صدى
يمتد كاسراب نوارس
وهي تغادر سماوات الزمن
الى فجر آخر يسمى :
اللارجوع ..
رحلتي الى بيت الشناشيل
نقشت على شغاف القلب
ورتلتها صبرا الدموع
انشدها كمدا حمام الدوح ..
فوق سعفات نخيل البراضعية ..
رحلتي الى بيت الشناشيل
لا تختلف كثيرا عن شد الرحال
الى نجف العراق المقدس ..
فبجانب ما تراه من بهاء ..
وما تعيشه هناك من خشوع
تجد شواهد القبور مخبرة
عن حقيقة هذا العالم ومآله
في الطريق الى بيت الشناشيل
تتحدث الاماكن , تتنهد الجدران القديمة
وهي تروي ما كان , كانها
شواهد قبور
كل شيء يبدو باهتا كئيبا
لو حاولت باذنيك وعينيك
لكن الاستماع بقلبك لما تقوله الجدران
يعود بيتنا هذا الى حياته
تتجدد فيه الألوان ويتعالى الصخب
اعود الى الصبا مع الباقين
في بيت الشناشيل
الجنة التي هبطنا منها جميعا
كيف يقسو علينا الزمن الى هذا الحد ؟
كيف تحول الزقاق الواسع الى صغير ؟
في الخامسة كنت احسبه مئة خطوة
كيف تقلص الى عشر بعد ثلاثين سنة ؟
كيف جار الزمان هكذا ؟
حتى يقلص مساحة البهجة
ويقتص من طول امتداد الفرح
بعدما وصلت الى حيث يسكنون
من كانوا يلعبون معي هنا
ادركت انها النهاية حين رايت
البياض وقد خالط شعرهم ..
ادركت ان قطار العمر يمضي
الى المحطة الاخيرة ..
دفنت ذلك النبي ..
الذي انتظر اربعين سنة
ولم يهبط عليه وحي !
دفنته حيث ولد ، في بيت الشناشيل !
نفضت ترابه للشمس ..
وغسلت يدي بشط العرب ..
#كتبتها_بالدموع

رابط الفيديو بالصوت على يوتيوب :
https://youtu.be/9eHXdrLWnhM