إسرائيل تستعمر الإمارات


محمود فنون
2022 / 2 / 3 - 16:02     


أعلنت كل من إسرائيل والإمارات يوم أمس عن الإتفاق على أن تقوم إسرائيل بتزويد الإمارات بنظم رادارية حديثة لتستعملها الإمارات لحماية أمنها في مواجهة الضربات الصاروخية وضربات الطائرات المسيرة التي أطلقها ويطلقها الحوثيون على الإمارات .
أولا :هي الحرب بين اليمن وما يسمى بالتحالف العربي الذي نظمته ورعته أمريكا للقيام بالحرب على اليمن بالوكالة .
ثانيا : إن إسرائيل هي جزء من هذه الحرب بوسائل عدة واليوم تدخل الحرب من خلال صفقة الرادارات .
ثالثا : هي الحرب الدائرة ، وهذا ما يفسر ويبرر للحوثيين القيام بدورهم الدفاعي والهجومي دفاعا عن الوطن. فالحرب تستهدف اليمن بكل المقاييس والمعايير الإنسانية والإقتصادية بل والوجود ذاته والموقع الجغرافي والإستراتيجي لليمن .
رابعا : وعليه فإن مقاومة اليمن وبقيادة الحوثيين ومن معهم من جماهير الشعب اليمني هي ضرورة وطنية وسياسية وكفاحية وأخلاقية في مواجهة تجمع الأعداء .بما فيها توجيه الضربات العنيفة لمواقع العدو في عقر داره. مع العلم انه وبالتجربة الممتدة تبين أن الهجمات تجنبت التجمعات المدنية والسكان المدنيين . هذا بالرغم من الإستهداف المباشر لقوى التحالف العدواني لجماهير اليمن والسكان مباشرة بالإضافة إلى ضرب المنشئات والمرافق والحصار وكل مظاهر الحرب المجرمة .
ماذا تقدم إسرائيل في مثل هذه الحرب ؟
قبل ذلك ماذا تجني إسرائيل :
أولا : وقبل كل شيء وصلت إسرائيل إلى درجة الإنخراط العلني والمباشر في حلف العدوان على اليمن العربي . وما لهذا الأمر من دلالات تطبيعية عميقة وآثار معنوية وسياسية على جماهير الأمة العربية . وهذا جزء أساسي من الحرب. أي انها تخوض حربها ضد الآمة العربية وتربح ودون خسائر تماما .
ثانيا : وهي بتقديمها لمنظومة الرادارات إنما تقيم قاعدة عسكرية" شرعية " لها على أرض عربية وعلى نفقة الإمارات ثمنا للمنظومة وإقامتها وإدارتها وحمايتها من قبل الفنيين الإسرائيليين وكل من يعمل لخدمة هذه القاعدة والقواعد ووضعها في حالة الخدمة .
ثالثا : إسرائيل وبطلب من الإمارات وموافقة حكام الخليج تفتح أراضي عربية لإنشاء قواعد مراقبة لا تقتصر على مقاومة الصواريخ والطائرات المسيرة الموجهىة من اليمن ولكنها بالإضافة إلى ذلك وهذا هو الأهم : تقيم قواعد لها في منطقة حيوية جدا وتستطيع من خلالها مراقبة دول المحيط كلها بمن فيهم إيران ودول الخليج ذاتها وحركة النفط في الخليج وحركة الأجواء في المنطقة بكل تفاصيلها.
رابعا : إن الأمر لا يقتصر على القواعد العسكرية بل يتلازم مع ذلك كل ما يتعلق بالتجسس والتعاون الأمني من قبل دول الخليج مع إسرائل وعلى كل شيء في المنطقة.
خامسا : إن إسرائيل ترفع درجة المواجهة مع إيران بمعايير عالية جدا بتواجدها وتواجد قواعدها في حديقة البيت الإيراني .
سادسا : إسرائيل في مشاركتها الميدانيه هذه رابحة على كل الصعد وتشارك في الحرب دون أية خسائر وعلى نفقة الجماهير العربية في الإمارات وكل جماهير دول الخليج ، أي أنها تشارك في النهب الإستعماري كشريك مقبول على الحكام الرجعيين الخونة وهم بهذا يتحولوا بالإضافة لوكالتهم عن الغرب الإستعماري إلى وكلاء للعدو الصهيوني .
في كل مرة يجب أن نستذكر أعداء الأمة العربية وأصدقائها : إن الغرب الإستعماري بكل تركيبته الإستعمارية وعلى رأسه العدو الأمريكي هو المعبر الرئيسي عن معسكر الأعداء ومعه كل توابعه المرتبطين به في كل مكان وأقربهم تركيا ومعهم الرجعيون العرب جميعهم : كل حكام الخليج وحكام الأنظمة العربية الأخرى ومعه أدواتهم غير الحكومية من أحزاب وقوى رجعية ومعهم الأفكار الرجعية في خدمة الإستعمار والرجعية بما فيها الوهابية وكل مظاهر الدين المصاغ من قبل الغرب ومن قبل أعداء الأمة العربية .
إن حكم وحكام الإمارات في صف العدو وهم مع إسرائيل وضد الأمة العربية عموما وضد الشعب الفلسطيني كذلك .
إن مستقبل الأمة العربية في الحرية والإنعتاق يتطلب كنس هؤلاء الحكام ومعهم كل الطبقات الرجعية وذلك بكل أشكال النضال حتى النصر المؤزر وحتى تطهير الوطن العربي من كل عدوان ومن كل احتلال.