مشكلتنا في الثناء على العلامة الشيخ أحمد القبانجي الشيعي العربي العراقي ....


عبد الرزاق عيد
2022 / 2 / 1 - 10:43     

كتبنا مقالة نثني بها على الانشقاق الفكري للشيخ العلامة الأستاذ أحمد القبانجي، سيما عندما ندد باتجاه الملالي لأيرنة (العراق ) عبر التشييع الذي نهجته ايران الخمينية بعد سقوط نظام الشاه، عبر شعار تصدير الثورة الذي رفعته ( الخمينية ) مع التداعي العالمي لشعارات تصدير الثورة الاشتركية مع ارهاصات سقوط الاتحاد السوفيتي ـ فقد احتض الغرب الخميني عبر فرنسا كمستقبل ثوري مفاده تحويل الثورة ( الغيفارية) من العالمية الأممية الاشتركية الإنسانية إلى العالمية الأممية الإسلامية بقيادة ولاية الفقيه الإيراني كبديل عن النموذج (غيفارا ) الذي تواطأ النظام العالمي الرأسمالي الأمريكي والسوفييتي على إطفاء هذا الروح الكوني الذي غدا رمزا للشباب العالمي المتطلع للثورة على الظلم، واستبداله بالنموذج الذي سيتهيكل بصورة المقاتل (الداعشي )عبر تصدير ماسموه الثورة الإيرانية التي أسست الصورة الجديدة للبطل الثوري الإسلامي، لتصوغ الامبريالية العالمية نموذجا للبطل المضاد في صورة الفحل الغرائزي الذي ألهب الخيال الجنسي لكثيرمن الفتيات الغربيات اللواتي وهبن أنفسهن لهؤلاء المجاهدين الغوريلا البدائية وأنجبن من هؤلاء سلالة أورو _ إسلامية ....

حيث هذا النموذج (الغوريلي البدائي) هو الذي يناسبها بعد هزيمة الاشتراكية المسفيتة الستالينية التوتاليتارية، من خلال هذا النموذح الخميني أية الله الشيعي فوق العادة النبوية في القدرة على معرفة الغيب مما لا يستطيعه الأنبياء، والذي في الآن ذاته يعتبرالسيد قطب السني مرجعه وأستاذه لتوحيد تيارات الإسلام تحت الزعامة الإيرانية كعود ثقاب قابل للاشتعال فورا لنشر الحروب الحضارية والطائفية والعنصرية وإشاعة الفوضى الخلاقة التي نعيش يومها اليوم منذ اكثر من عقد بسبب ما كان يسميه الراحل مالك بن نبي بقابلية المسلمين للاستعمار، لكن عبر إدخال عنصر ثوري عالمي جديد هو الثورة الجنسية من خلال تجديد زواج المتعة وإشاعته، الذي يتيح شرعية زواج المرأة ليس وفقا لحسابات السن والعمر وموافقة الأهل وإنما وفقا لتحملها (الوطأ أو النكاح )، بالإضافة إلى تجاوزه الثورة الجنسية الغربية بإتاحته الشرعية الولايتية للجنس الطفلي ( البيدوفيليا ) أي شرعية الجنس مع الأطفال بدون الإيلاج في الرضيعة، أي ما سماه الخميني وشرعه باسم شرعية (المفاخذة )، حيث يحل للذكرأن يفاخذ الرضيعة لكن بدون الإيلاج، لأن الإيلاج يخالف شرعا حد تحمل الوطأ من قبل الأنثى الصغيرة الرضيعة ؟؟؟؟....

لقد أجبرت إيران على الإفراج عن الشيخ بسبب الضغط الشعبي في العراق المطالب باطلاق سراح الشيخ الشيعي العربي العراقي من سجون إيران التي كان قد استنكر عليها العلامة القبانجي أن تفرض مذهب ولاية الفقيه على بلد آخر وشعب آخر، حتى ولوكان هناك وشائج طائفية شيعية بين قطاعات شعبية في إيران والعراق، لكن مع الأسف أن أكثر الاعتراضات على مقالي كان من أبناء طائفة السنة، رغم أن موقف العلامة يصب في إطار الوحدة الوطنية للعراق ونقد الشيعية الإيرانية الطائفية والعنصرية .
إن إخوتنا المسلمين (السنة) يضعون أنفسهم بموقع صاحب الوكالة الحصرية عن ( الأب التراثي) ، الأرثوذكسي المسيج بسياج القداسة، ورفض أي سؤال أو تساؤل على هذا الأب التراثي ومدى مصداقية دوره ووظيفته ، رغم ما شهده تاريخ البشرية من ثورات وتمردات على النموذج الأبوي البطركي، بل وما شهده التاريخ العربي الإسلامي ذاته من خلال ما يحدثنا عنه تاريخ الفرق والملل والنحل، فرغم أن الثلاثي الشهير ( المعري والتوحيدي وابن الراوندي ) طالما كفروا من قبل بعض الفرق ، لكنهم ظلوا يحافظون على مكانتهم الفكرية والثقافية عبر قرون في تاريخنا الفكري والثقافي الابداعي النقول والمعقول، سيما المعري الأعظم في تاريخنا الثقافي العقلاني، وهو الذي يهمنا في مجال بحثنا هذا، إذ يلتقي معه الشيخ القبانجي في انكار إعجاز القرآن، ورغم أنه كلام الهي ولكنه ليس هو كلام الله ذاته بل كلام النبي الموحى والملهم به الهيا وروحيا ....

هناك من أنكرعلى شيخنا الفيلسوف والشاعر العظيم المعري قوله هذا ، وقوله انه قادر على الاتيان بمثله ، لكن هناك تيار فكري رأى أن عدم الاتيان بمثله ليس معجزة في ذاتها، لكنها حكمت بمبدأ الهي سمي بمبدأ (الصرفة) أي أن الله صرف قلوب المسلمين عن محاكاته والاتيان بمثله .....

ومن هذه الزاوية نظرنا إلى المنظومة الفكرية للعلامة القبانجي بأنها تجديد للعقل النقدي التساؤلي في الفكر الإسلامي ، سيما وأنه يعلن صراحة أنه أقرب إلى المنظور (اللا أدري ـ الأغنوستية ) في تحديد ماهية الربوبية الإلهية دون انكارها ....
فلماذا والأمر كذلك يريد الكثيرون من المثقفين المسلمين المتنورين من (السنة) ، أن يبعدوا كل فكر عقلاني متسائل عن تراثهم الفكري الإسلامي التنويري ( إن كان معتزليا أم صوفيا عرفانيا ..) مناوئا لتغريب العروبة والثقافة العربية الحاضن الأصلي للاسلام المعتدل، ويقدمونه هدية مجانية للفكر الوسطوي الشيعي الولايتي الإيراني عبر الدور الوظيفي للفارسية المتغلفة بغلاف الإسلام عبر التاريخ لهدمه من داخله، الذي يرفع رمزه في ايران حتى اليوم بقداسة (أبو لؤلؤة المجوسي ) وشيطنة عمر بن الخطاب ....