بيان مشترك


الحزب الشيوعي الفلسطيني
2022 / 1 / 29 - 19:30     

عقد الحزبان الشيوعيان الشقيقان الحزب الشيوعي الفلسطيني والحزب الوطني الديمقراطي الإشتراكي (تونس) لقاءا ثنائيا لمناقشة قضايا الوضع الراهن في فلسطين وتونسوفي المنطقة العربية والعالم وواقع الحركة الشيوعية الأممية والعربية وتبادل القراءات والمواقف إزاء القضايا المحورية والأساسية.
أمّا على مستوى الأوضاع المحلية في كل من فلسطين وتونس فإن الحزبين:
يدينان سياسة التطهير العرقي وأعمال الاضطهاد والقمع والقتل والاعتقالات وعنف المتوحشين المستوطنين الغزاة التي يتعرض إليها الشعب الفلسطيني في كافة المناطق المحتلة كما يحصل في نابلس وجنوب الخليل والشيخ جراح والخان الأحمر في القدس وما يحدث في منطقة النقب من عمليات قمع واعتقال أصحاب الأرض الحقيقيين والجماهير المقاومة لعمليات تدمير المنازل وتجريف الأراضي الزراعية، وإسكان مستوطنين أوروبيين مكانهم على الأراضي العربية في جريمة تطهير عرقي كاملة الأركان.
كما يشيدان في هذا السياق بالهبة الشعبية في النقب تصدياً لهذه الأعمال القمعية التي يهدف العدو من خلالها إلى اقتلاع الفلسطينيين من أراضيهم وتكريس الاحتلال التام وإنهاء تصفية القضية الفلسطينية .
هذا ويعتبر الحزبان أن الوضع الذي تعيشه القضية الوطنية الفلسطينية هو نتاج مسار أوسلو الإستسلامي الذي بان بكل وضوح أنه نقيض لنهج التحرر والنضال الوطني وهو ما تؤكده اليوم الخطوة التي قام بها محمود عباس في إعادة تشكيل منظمة التحرير الفلسطينية لمزيد تطويعها إلى خدمة سياسة سلطة أوسلو ومهام التفريط والتهجير، وهو ما يقتضي في هذه المرحلة تعزيز الحراك الشعبي حيث يمارس القمع والتهجير وتنظيمها ،واستثمار ذلك لاستنهاض المقاومة الوطنية الشعبية وإعادة هيكلة منظمة التحرير الفلسطينية على الثوابت الوطنية المناضلة ووفق متطلبات النضال الوطني الثوري الحالية إضافة إلى تشكيل أوسع جبهة وطنية فلسطينية جامعة لعموم الوطنيين ضد نهج أوسلو وقائدة للنضال الوطني الشعبي من أجل الدولة الوطنية الديمقراطية الواحدة.
وأمّافي تونس، فيعتبر الحزبان أن حدث 25 جويلية في مضامينه الوطنية هو مكسب نضالي حققه الشعب التونسي تتويجا لسلسلة النضالات ضد منظومة 23 أكتوبر الإخوانية والعشرية السوداء التي أودت بالبلاد إلىحافة الانهيار الشامل، وأنّ ما صاحبها من قرارت 25 جويلية و22 سبتمبر كان استجابة لجزء من المطالب الشعبية المنشودة والمطلوب ارتباطا بذلك مواصلة النضال من أجل الاستنهاض الفعلي للمسار الثوري والإطاحة الشاملة بمنظومة الحكم الإخواني والتصدي لكل المحاولات الساعية للانحراف بمسار 25 جويلية عن بوصلته الوطنية. كما يدين الحزبان بشدة التدخل الأجنبي الاستعماري الأمريكي الأوروبي الذي تكاثف في الفترة الأخيرة وعبرت عنه زيارات الوفود الأمريكية وقرار إجتماع البرلمان الأوروبي والبعثات الدبلوماسية العشر الكبرى بهدف دعم العملاء وتكريس الهيمنة الاستعمارية، وقانون الميزانية الأخير الذي احتوى حزمة من الإجراءات اللاشعبية كالزيادة في الأسعار وتجميد الأجور وهو ما يندرج بشكل واضح في خدمة إجراءات الدين العام وإملاءات الدوائر المالية الامبريالية.
و أما بخصوص المستجدات البارزة في المنطقة العربية فإن الحزبين:
يؤكدان إدانتهما للانقلاب العسكري في السودان بقيادة عبد الفتاح برهان وجرائم القمع والاعتقال والقتل التي تقوم بها االلجنة الأمنية ضد المتظاهرين متحالفة مع القوى الانتهازية للالتفاف على المسار الثوري الساعي إلى إسقاط الحكم العسكري في السودان
كما يؤكدان دعمهما بشكل واضح للنضال الثوري الباسل التي تخوضه الطبقة العاملة والجماهير الشعبية في السودان بقيادة الحزب الشيوعي السوداني ضد الانقلاب من أجل إستكمال المسار الثوري
وقد سجل الحزبان أيضا تنديدهما بالحرب الاستعمارية المتواصلة على اليمن التي يقوم بها التحالف الرجعي العربي بقيادة واشراف امبريالي صهيوني، خاصَّين بالذكر الجريمة العسكرية البشعة الأخيرة التي طالت المدنيين العزل ومُشيدَين بالصمود الوطني الكبير للشعب اليمني
و على صعيد آخرتطرق الحزبان إلى مناقشة وضع الحركة الشيوعية العالمية وأشادا بكل الجهود والخطوات المبذولة منذ عقدين من قبل الأحزاب الماركسية اللينينية في العالم مقاربة وتقييما وعملا في سياق إحياء العمل الأممي الثوري ومن أجل اضطلاع الحركة الشيوعية العالمية بدورها النضالي في خضم وضع عالمي يشهد تفاقم أزمة الرأسمالية العالمية وتبعاتها وحالة النهوض النضالي العمالي الشعبي في عموم بقاع العالم مما يتطلب دورا نضاليا أكبر من قبل الأحزاب الشيوعية بهدف إعادة تأسيس الأممية الشيوعية بدءا بتشكيل القطب الماركسي اللينيني الأممي كخطوة أولى خاصة أمام التطورات المستقبلية المرتقبة على المستوى العالمي
وارتباطا بوضع الحركة الشيوعية العربية تدارس الحزبان واقع أزمتها وحتمية استنهاض دورها الثوري أمام الاستحقاقات النضالية المرتقبة في مقاربة ثورية تؤسس للوحدة الثورية الفعلية للحركة الشيوعية العربية وتعبد الطريق نحو إنجاز مهام التحرر الوطني والاشتراكية في الوطن العربي وفي سياق ذلك عمق الحزبان مناقشة مبادرة اللقاء الشيوعي العربي وأكّدا على ضرورة تفعيلها كخطوة محورية هامة على قاعدة برنامج عمل واضح يؤسس للوحدة الثورية المنشودة
وهذا واتفق الحزبان على مواصلة اللقاءات وتعميقها وتعزيز العمل المشترك بينهما ومع الأحزاب الماركسية الليننية في المنطقة والعالم التي تشاركها الرؤية والمقاربة لقضايا الوضع الراهن وواقع الحركة الشيوعية العربية والأممية والسير نحو دعم هذه الحركة وإرسائها على ثوابت الأممية البروليتارية واستحقاقات الثورة البروليتارية في القرن 21