رحلة الحقيقة نحو الذات


وليد مهدي
2022 / 1 / 22 - 17:11     

دراسة الإطار الثقافي الاجتماعي الإبراهيمي وفق المنهج اليونغي التطبيقي في علم النفس

طريق الإنسان في هذه الحياة مليئة بفوضى من المفاهيم التي تشوش على الهدف الأساس لوجودنا في هذا العالم : إكتشاف الذات
سبب ضياعنا هو تعدد الأهداف وعدم ترتيبها ضمن اولويات ، غالبا اكتشاف ذاتنا ورؤيتها صريحة تكون في نهايات اولوياتنا واحيانا خارج حساباتنا . نعيش شطرا طويلا من اعمارنا نلهث وراء أهداف بلا معنى ولا تمثل ذاتنا العميقة ، نتصور أنها صميمنا و ما يجب أن نسعى في سبيله . عندما نحقق الكثير من هذه الأهداف ندرك أننا كنا تجري خلف سراب . بطريقة ما , نشعر بأن هذا الوجود له رسالة مختلفة ، ونحن ، كجزء منه ، لدينا مسار مخفي و هدف ازلي مطبوع قبل خلق العالم !!

قوة هذه المشاعر بالطبع تتناسب مع مستوى الوعي والتجرد العقلاني لفهم العالم والمحيط . هي حالة من شعور ، يضعف احيانا أو يشتد ، كما لو أننا ما خلقنا لنكون ما نحن عليه اليوم ، هناك في اعماقنا يسكن انسان يختلف عن الذي نعرفه عن انفسنا ، نشعر دوما أننا بحاجة إلى معرفته بوضوح..!!

الحقيقة ، انساننا المعروف بين الناس مجرد قناع ، واهدافه و حياته هي إطارات مزيفة الارتباط بالانسان الحقيقي العميق . البناء الثقافي الخفي للمجتمع هو الذي أجبرنا على خلق القناع ، حتى تعودنا عليه كانه جزء من كياننا العميق . بل كانه حقيقتنا الجوهرية المطلقة !

مفهوم الاستيقاظ واليقظة الروحية هو ببساطة :
القدرة على كشف هذا القناع و خلعه بالإرادة المجردة . حالة من التخلي عن كل هوية أو شيفرة ترميز ختمها المجتمع على قفا رقابنا . الاقنعة هذه ، غايتها تحديد دورنا الاجتماعي في الحاضر ليس الا . كشفها وايجاد طريق التخلي عنها هو مجرد بداية لرحلتنا الطويلة نحو الذات . قد يصل هذا التخلي عن الهوية إلى حد استغراب أسمائنا الشخصية وانكارها في لحظة استيقاظ صافية وعميقة جدا .
إعادة إكتشاف الذات و التجرد عن كل الإلزاميات التي قيدت الفكر والنفس هي رحلة طويلة مداها أعمارنا . لكن ، في لحظة تجل صادقة سندرك أنها رحلتنا الحقيقية الوحيدة التي تستحق الاستعداد والصبر والعمل . بل ، لا شيء في حياتنا نحن موجودون لاجله الا ركوب سفينة هذه الرحلة ..
هذه اليقظة تصبح جلية واضحة بداية رحلة الموت والسفر للعالم الآخر ، النجاح ، هو أن تدركها قبل أن تموت حتى تستطيع ادراك غايتها ورسالتك قبل انقضاء أجلك . لان انقضاء الاجل دون معرفة الرسالة ، يعني ببساطة ، انك لم تعمل أي شيء حقيقي في حياتك !
هذه الرحلة حسب منهجنا الروحاني تسير في طريقين يبدوان متناقضين ، متعاكسين في الاتجاه ، لكنهما يلتقيان خلف الخريطة الكونية كما تلتقي أميركا وآسيا عبر آلاسكا . رحلة نحو الذات السفلى في الحياة وجذورها الحيوانية الرغائبية ، والرحلة العليا نحو المستقبل والملكوت الإلهي وموقع الفرد في رتب الكائنات و مستقره الأخير . هدف الرحلة الأولى لاعماق ذاكرة الحياة هو تحرير طاقة الحياة ، دفق الشعور بعظمة هذا العالم والوجود . استعادة فيض الحيوية الذي فقدناه منذ الطفولة . اما الرحلة العليا فهي رفع هذه الطاقة ، هذه المشاعر ، عبر التسامي ، سحب هذه الطاقة نحو الأعلى من خلال التحرر من الأنا والاندماج بنحن الكونية الكلية .
هنا ، في هذه المرحلة ، بعد استعادة طاقة الحياة ، يصبح مفهوم الحرية التي يسعى إليها المستنير هي التحرر من قيود الغريزة التي كبلنا بها الإنتماء إلى ماضي المملكة الحيوانية !!
وهي مرحلة ما بعد التحرر من قيود المجتمع ، يأت دور التحرر من قيود التاريخ البيولوجي . هنا ، يختلف الشرق عن الغرب في فهم الحرية المتناقض ، الغرب يسحب الانسان نحو السقوط في قاع الأعماق الغرائزية باسم تحرير الانسان !!
هو يحرر الانسان فعلا من قيود المجتمع والاعراف والدين ، لكنه ينزل به بئر الغرائز حبيسا ، لا يمتلك أي سيطرة على نوازعه وميوله ، التي يعرفها مع نفسه أنها نوازع حرية وتحرر ، لكنها في الحقيقة ، رمال الماضي الحيواني المتحركة التي تسحب الانسان لأعماق سحيقة وتجعله لا شعوريا يسير وفق خريطة حتمية المصير ، عبودية من نوع مطلق للقدر الحيواني الذي يجعل الانسان مجرد هورمونات ومثيرات حسية تسحبه الى حيث يريد مهندسوا السلوك البشري في الغرب !!
رحلة الاستنارة من الأنا نحو نحن القرآنية لا تفرض أي قيود مكتوبة أو محددة سلفا ، الفرد حر في اختيار قدره ومسار حياته عبر رؤيته الذاتية لموقعه الأسمى في الوجود . لأنه يندمج مع ذات كلية عليا لهذا العالم . تبدأ رحلته من جمع كل طاقته وتركيزها لاستخراج حيوان اعماقه ، ثم يقوم بالتحرر منه والسفر إلى الملكوت الأعلى . هذه الرحلة تم ترميزها مطلع القران عن جمع بني اسرائيل كل ثروتهم لشراء بقرة ثم ذبحوها ، وما كادوا يفعلون . وكما ذكرنا سابقا في مواضيع أخرى . سورة البقرة احتوت كل تعليمات رفع الطاقة الروحية عبر التسامي حتى شاكرا التاج .

فقصة ان الله يأمركم ان تذبحوا بقرة ، ثم صف لنا ما هي ، لدرجة ان البقرة بمواصفاتها استنزفت كلفتها اموالا كثيرة ، تجسد الرحلة عبر الدوامة ( الميركابا ) السفلى نحو تشخيص الحيوان الداخلي للنفس ، لأجل ذبحه واحياء النفس المقتولة في تلك الحادثة في بني اسرائيل ..
البقرة هي الماضي البيولوجي الذي تعالى السلوك الاجتماعي وترفع عن دونيته الغرائزية ، أما النفس القتيلة في القبيلة هي الذات الادمية الحقيقية للإنسان . الذات التي تمثل الانسان النموذجي الذي يمجده الإطار الإجتماعي . هذا النموذج يختلف من إطار لآخر :
النموذج الآدمي الإسرائيلي الذي يحدده التوراة والتلمود يختلف عن النموذج الآدمي الإسلامي الذي حدده القرآن وصحيح الشيخين . لكن , هذا الإنسان تم ترميزه بشكل مشفر في قصة آدم الخليفة في الكتب السماوية , لكن , زيد عليه في القرآن قصة سجود الملائكة له ..ومفهومنا في الوعي المتعالي الاسمى ما هو الإ محاولة لتجديد فهم هذا الانسان , والأصح , اعادة خلق اطار جديد !!
عموما , روح الإنسان النموذج حسب الإطار , ايا كان , لن يكون بالإمكان إعادة اكتشافها حتى تذبح البقرة ، حتى يتم التخلى عن الغرائز والارتقاء بالسلوك في سلم الاخلاق حتى تمامها لمعرفة الحقيقة . حتى تتسامى الرغبة في حياة الأنا نحو الأنا الكلية - نحن . سبق وشرحنا في مواضيع سابقة بقية الرحلة ، وقصة الكلمات السبعة التي ارتقى بها ابراهيم حتى أصبح للناس إماما . شرحنا بالتفصيل علاقتها بإصلاح دواليب الطاقة الروحية (الشاكرات). سورة البقرة بكل آياتها تجمع مسار الرحلتين السفلى نحو الجذر الحيواني وتشخيصه ، والعليا عبر التسامي واجتياز العقبات التي تقف في طريق التطور الروحي . ذكرنا أن تفعيل هذا الارتقاء مرتبط بطقوس رمضان والاشهر الحرم ، شرحنا ذلك بالتفصيل مسبقا . لكن ، يبقى ترميز سجود الملائكة لآدم في نفس السورة هو اهم هذه الترميزات لأنها تكشف غاية رحلة الارتقاء البشري هي آدم الخليفة ، صورة الله ، يتصرف بإرادة مطابقة لإرادة الله ، وليس بالطاعة والامتثال المسبق الأوامر. والدليل معصية ادم لتعليمات النظام هناك .

لان سجود الملائكة له يعني وصوله لهذه المرتبة باستحقاق وبدافع ذاتي حر يجعله يختار طريقه ويهتدي إليه بالاستبطان الروحاني ، ما نسميه في منهجنا :
الوعي المتعالي الأسمى ..
لهذا السبب ترك الانسان حرا على الأرض يفعل فيها ما يشاء بدون رقابة وقيود كونية عليا . لأجل أن يختار طريقه ويهتدي إلى سمو ذاته العليا بنفسه وبجهده حتى يستحق مقام الخلافة و سجود الملائكة . وهو مقام مطابقة الارادة الإلهية دون تدخل الهي .. عبر تأسيسه لنظام موازي خارج النظام الكوني الذي عصى تعليماته فنقل منه إلى عالمنا الأرضي هذا .
هذا الكلام لا يعني تاليه الانسان ، معاذ الله ، لان الألوهية عدالة القدرة ، اما الخلافة فهي تحقيق الارادة الإلهية . قدرة الإنسان ستبقى دون القدرة الكلية لله جل و علا . لكن ارادته تصبح مطابقة لإرادته دون قدرته وتلك حكمة الخلافة وسجود الملائكة له وخلق الانسان ( على صورة الله ) كما ورد في الاحاديث .
سندخل الآن في مسار تقني نفسي في سبيل الرحلة نحو الأعماق , اولى الخطوات هي الإتجاه الأول نحو الماضي البيلوجي النفسي العميق الذي كشفه لنا كارل جوستاف يونغ في القرن الماضي .

- جلسة تأمل عبر الميركابا السفلى أعادة إنتاج طاقة الحياة العميقة -
ذكرنا في فيديو سابق ، ايقاظ الساعة البيولوجية الروحية ، وهي نظام من الأحاسيس والمشاعر البشرية القديمة التي كان انسان الماضي القديم بسببها يشعر بطاقات روحية اثيرية تنساب عبر جسده أو من خلاله . يحدث ذلك حسب طبيعة حياته الشاقة القديمة ، والتي ذكرنا في فيديو التحضير لصحوة الكونداليني أن ممارسات خاصة يمكن أن تساعد في استعادة مسار هذه الساعة البيولوجية لكي تستيقظ وتجعل الانسان يشعر بقواه وقدراته الروحانية المكتومة اليوم . هذه القدرات التي أصبحت خفية باطنية بسبب تغير اساليب العيش عن الماضي. جدول وبرنامج الساعة الروحانية للجسد مهم جدا أيضا لرحلة الدوامة الحمراء أو تحت الحمراء السفلى في رحلة الوعي نحو ذاته الغرائزية الحيوانية التي تكون هي مصدر طاقة الكونداليني الاساسي .
إن مشاعر السعادة والاثير في الجسم تعني بانعكاسها النفسي توهج و تألق الشاكرات الرئيسية السبعة . رحلة الميركابا السفلى تسمح بإعادة تجميع " الطاقة الجنينية " في الانسان .
وهي نقيض صحوة الكونداليني التي ترفع الطاقة من الجذر إلى أعلى التاج ، هذه ، تعيد تجميع الطاقة من الاعلى باتجاه الاسفل وصولا للجذر ..!!
واذا كانت الأولى تزيد في الوعي وتفتح الحواس ، فهذه قد تزيد من الغفلة وتخفض مستوى الادراك ، لكن ، بالمقابل ، هي تعيد ترميم خلايا الجسم والانسجة وتساعد في زيادة شد الدي إن إيه والتيلوميرات الطرفية في الكرموسومات ، والتي تنعكس بشكل صحة بدنية شاملة وإعادة تشغيل غدد الجسم واعضاءه بطاقة وكفاءة افضل .
كما تعلمون ، يسعى علم الأحياء والطب إلى استعادة ترجمة الخلايا الجنينية الجذعية ، لانها تحمل كل معلومات الجسد ، ويمكن من خلالها نظريا استعادة الأعضاء التالفة من الجسم عبر استنساخها ، المحاولات لم تنجح بعد لكنها واعدة فيما يخص مرضى السكري أو الكلى أو الكبد والقلب . لكن ماذا عن الطاقة الجنينية ؟
الطاقة الروحية الجنينية ، هي ذاتها مشاعر الحيوية العالية والفرح الغامر في الطفولة الذي كنا نواجه به الحياة ونعيشها ، هي فردوس المشاعر المفقود المنطوي المتخفي في الخلايا الجذعية الجنينية . صحوة الكونداليني مجرد فيض بسيط من تلك الطاقة ، حتى مشاعر طفولتنا الأولى هي جزء صغير من تلك الطاقة الكامنة في الجنين التي لم نكن نشعر بها بسبب غياب الوعي والإدراك . تبدأ الطاقة بالتحرر لحظة تكوين البيضة المخصبة بعد الاتصال الجنسي بين الأم والاب . منذ تلك اللحظة ، يكون ما يشبه عملية خلق العالم !
خلق العالم ابتدأ بانفجار أو دوي ، أو اتساع الكون من أصل طاقة عالية جدا ، منذ لحظة خلق العالم وهي تبرد تدريجياً مع تقدم زمن عمر الكون .
كذلك الطاقة الجنينية ، منذ لحظة الاخصاب تكون بأعلى مستويات الطاقة وتتراجع مع تشكل الجنين و الولادة والصبا والشباب حتى الشيخوخة اللتي نبدأ نشعر عندها بحقيقة تراجع هذه الطاقة والحيوية واقترابها من الصفر لحظة الوفاة . رحلة الميركابا السفلى هي محاولة لاستعادة بعضها ، إعادة تجميعها لما لها من دور شفائي فائق .تلك النار الأولية ، سنحاول ادراكها , لعلنا نات منها بقبس . فائدة هذه المقدمة هي التوكيد الذهني ، نزرع فكرة اساسية في راسنا هي : استعادة هذه الطاقة عبر تحديد ماهيتها الطبيعية بدقة وعلاقتنا بها ، هي بالضبط مراحل إعادة خلق عالمنا الداخلي الاولى ، أول لحظات خلق الروح . لذا هي طاقة متعلقة بالزمن والذاكرة . ومثلما تبقت من طاقة خلق الكون خلفية من اشعاع ميكروي ، توجد هناك خلفية من بقايا الخلق الأولى لعالمنا الداخلي الجنيني تتردد في اللاوعي العميق .
ايقاظ ساعة الروح البيولوجية يستعيد هذه الخلفية ويجعلها واضحة ، و يهيء لنا الوعي للنزول أعمق لاستعادة اكبر قدر منها عبر رحلة سفلى في الأعماق ، لاستعادة مسار تراجعي لحياة الاجناس البشرية وما قبل البشرية من خلال ذبذبات الدماغ بيتا وغاما . نحصل على هذا المستوى من الذبذبات أثناء التمارين التناغمية الجسدية ، في مراحل متقدمة تكون كونفو الشاولين ، لكننا في جلسة اليوم سنبدأ بتمارين بسيطة ترفع طاقة الدماغ إلى مستوى 40 هيرتز ونمارس تأمل المسار التراجعي لخريطة مسار حياة اجناس البشر أثناء التمارين . هذا التأمل سيعيد تجميع طاقة الحياة الكامنة وقابليتها على الشفاء الجسدي كبيرة جدا وخفية وغامضة .
وهو تأمل يختلف عن التأمل الاعتيادي كما في اليوغا . فهو بدلا من أن يطلق طاقات باطنية ويحررها ويجعل النفس تشعر بنشوة ، تمرين اليوم يقوم بتجميع الطاقة في اسفل الجذر وقد يتسبب بشعور عميق بالوحدة والفراغ والحزن واستغراب هذا العالم !!
لذا نرجو الانتباه ، بانه شعور مؤقت غير دائم ، وهو عامل عرضي للرحلة السفلى التي ستنفعنا كثيرا لاستعادة صحة الجسد واستشفاءه
.
البداية :

بعد تمرين بسيط للجري في غابة ، أو على اجهزة جري عادية لمدة عشرة دقائق مع تنفس مثالي بكل الصدر والبطن اختر مكانا منعزلا تكون فيه لوحدك ..
حاول مشاهدة هذا الفيديو واستماعه من مسافة مناسبة والصوت يكون واضحا لتسمع التعليمات واضحة أثناء التمارين .
يكون قد مضى على اخر وجبة غذاء تناولتها 3 ساعات
لا يجب أن تكون شبعانا ممتلىء المعدة ، ولا جائعا تشعر بحاجة للطعام ، شرب الماء يكون رشفات فقط أثناء التمارين احرص على أن لا تملأ معدتك ..
اذا كان الموسم شتاء ، مكانك يجب أن يكون دافئا ، اما اذا كان صيفا ، المكان يجب أن يكون باردا منعشا ، في الربيع يكون مريحا في الهواء الطلق وأجواء البحر أو الغابة .
اولا : تمارين التنفس ، ضبط ايقاع التنفس العميق ، التنفس الذي تشعر به يصل إلى البطن ، بكل رئتيك أثناء الحركة البسيطة للمشي في غابة أو طريق عام او حتى على جهاز الجري .. لمدة عشرة دقائق
تأخذ استراحة في وضع استرخاء وجلوس ..
تنفس واملأ رئتيك ، احبس النفس أربع ثواني ، اطرح الزفير
كرر التمرين ستة مرات .
الآن نبدأ تمرين إرتداد كرة البايسبول عن الحائط ..
أثناء رمي الكرة وإعادة التقاطها من الجدار ، انت لا تفكر بشيء سوى استعادة مشاعر طفولتك ، حبك العميق القديم للحياة والأصدقاء والناس ، استمر في الحركة والتركيز على الكرة ، دماغك بدأ يتردد اكثر من 30 هيرتز ، جسمك أصبح مستنفرا بكل طاقته ..
استمر برمي الكرة والتقاطها ، خمس دقائق ، يمكنك أن تطور التمرين إلى كرتين بدلا من واحدة ، حسب استطاعتك ، اذا لم تقدر لا بأس بواحدة .
استمر برمي الكرة والتقاطها وانت تتذكر طفولتك ، كيف كنت تحب كل الناس ، كل الاشياء ، كل الكائنات
بعد خمس دقائق من الحركة ورفع طاقة الجسد والمخ و تركيز مشاعر المحبة ( من شاكرا القلب الخضراء ) تأخذ استراحة تنفس لمدة دقيقة .. ، اجلس على كرسي مكتب دوار بوضع الاسترخاء , اذا لم يتوفر يمكن تفعيل الدوران ببطيء بطريقة لعبة الدوران المعروفة لكن ببطيء شديد ..
تنفس بعمق ثلاثة ثواني ، واطرح بعمق ثلاثة ثواني
كرر ستة مرات
الآن تحرك ببطيء بتدوير الكرسي باتجاه عقارب الساعة ، نظرك مركز إلى نقطة في الأرض ، انت تتتخيل طفولتك وماضيك كله قد تجمعوا في تلك النقطة .
اذا لم يكن هناك كرسي يمكنك الوقوف والدوران مع اتجاه عقارب الساعة من اليسار إلى اليمين وانت تركز بنظرك في نقطة في الأرض فيها كل ذاكرتك . دورانك البطيء سيجعل دماغك الآن في تناغم مع حركة الميركابا السفلى الخاصة بجسدك الاثيري ، لا تجتهد في الدوران ، يجب أن يكون بسيطا لا يجعلك تشعر بغثيان أو اضطراب في الرأس أو المعدة أو القلب ، فقط تحرك ببطيء ، ببطىء ، ( بمعدل دورة واحدة كل 20 ثانية ) .نظرك في مركز ذاكرتك في الأرض يمكن استعمال سندانة ورد او حتى كرة لماعة او ملونة كايقونة للتركيز عليها بالنظر، انت ترى فيها , تتخيل , ما حدث يوم امس معك ، اجعل مشاهد الأمس تمر بسلام ، لا تتوقف عندها . ستهبط أعمق لترى، أحداث الشهر الماضي ، ستظهر امامك صور وانطباعات ، في الحقيقة ، هي ليست مهمة كثيرا ، فقط تجاوزها ، استمر بالتحرك الدوراني البطيء ، ستبدأ رؤية أحداث العام الماضي ، اشياء مهمة قد تكون وقعت فيه ، في الحقيقة هي لم تعد مهمة تجاوزها فقط ، توقف عن الدوران قليلا ، تنفس بعمق ثلاث ثواني ، اطرح الزفير ثلاثا أخرى ..
تنفس ثلاثا ، اطرح ثلاثا ، انت تتنفس الزمن كما تلاحظ
وتحاول الهبوط بالزمن ، تنفس ثلاثا ، واطرح ثلاثا ..
تنفس ثلاثا واطرح ثلاثا وارجع النظر الى الايقونة التي وضعتها على الأرض وفيها كل ذكرياتك . كيف كنت تمرح وتلهو وما هي امنيات الطفولة البسيطة ؟ تذكر امنيات الطفولة ما تحقق منها وما لم يتحقق ، تذكر اهم الألعاب التي كنت تمارسها ، اهم الرفاق الذين كانوا يلعبون معك .
أيقونة الذكريات ، ركز فيها النظر ، تنفس الآن بشكل اعتيادي ، لكن بملىء رئتيك . ركز على ذكرياتك ، تجاوز أي ذكرى اليمة أو محزنة فقط ركز على ذكرياتك الجميلة في الطفولة الأولى ..
أي الألعاب كانت لديك ؟ أقرب الاصدقاء لقلبك ؟
أي الأماكن كنت تحب أن تلهو بها ؟ هل ترى ذلك المكان الآن بوضوح ؟ تنفس بعمق ، تذكر بدايات طفولتك الأولى عندما كنت في الخامسة أو السادسة ، أي الأماكن كانت مفضلة عندك كي تلهو وتمرح ؟ ركز عليها كلها ، اختر مكانا منها لتبقى فيه دائما ، سوف تتخيل نفسك كطفل صغير تجلس فيه ، تنفس بعمق تذكر رائحة ذلك المكان ، تخيل انك ستبقى في ذلك المكان ليوم كامل ، ستقضي ما تبقى من يومك في ذلك المكان .
انت ستكمل التمرين في ذلك المكان الذي تحبه ..
ستنهض إلى تمرين رمي الكرة على الجدار من جديد . وانت تتخيل نفسك في مكان ينتمي الى تلك الطفولة ، ذات رائحة الازقة والشوارع والاماكن القديمة ، أيقونة الذكريات في مستوى نظرك وانت تراها أثناء التمرين، حاول التقاط الكرة أسرع وركز على التقاطها وتحرك بكل جسمك بمرونة عالية ، ستبدأ مشاعرك تتحرر ببطيء ، الكبت النفسي قد يبدأ بالظهور بشكل حزن أو بكاء ، عليك تجاوز هذه المشاعر والاستمرار ، ستشعر بحرارة جسمك مصحوبة بحرارة اثيرية " باردة " تيار بارد يتدفق من بعض مناطق الجسم ..
استمر بالتنفس الطبيعي أثناء الاجهاد والحركة أثناء التمارين فقط ركز انتباهك انك في مكان قديم جميل تحبه ينتمي إلى طفولتك . هذا الخيال مثل اشعاع يخرج من أيقونة ذكرياتك على الأرض او فوق الطاولة ويصل إلى راسك . أيقونة الذكريات يجب أن تكون مرئية أمام عينك . استمر في الحركة والتقاط الكرة وانت تفكر في الهبوط أعمق في الميركابا ..
بعد خمسة دقائق ، تأخذ استراحة تنفس لمدة دقيقة .
تنفس بعمق ثلاث ثوان ، اطرح بعمق ثلاث ثوان
كرر ، كرر ، كرر ، كرر ، كرر ، كرر ، كرر ، كرر ...
لحد الان مستواك الذهني والبدني جيد ، والآن تتحرك ببطيء مع اتجاه عقارب الساعة دورانيا ، المفضل هو الكرسي الدوار في المكتب ، تحرك لمدة دقيقة وانت تنظر إلى أيقونة الذكريات يمكنك وضعها على طاولة والنظر إليها أثناء دوران الكرسي ببطيء ، سوف تصل الآن إلى مشاعر حب عميقة متعلقة بالأم والاب ، تحرك ببطيء وانت تحتضن بخيالك امك أو ابيك ، ركز في أيقونة الذكريات ، وانت تشعر بهذا الحنين للأبوين أو شخص مقرب ، تذكر رائحته ، الآن تهبط أعمق وانت تدور في بطيء مع عقارب الساعة ، انت تغادر أماكن طفولتك وحياتك المحبوبة ، أصبحت جنينا يسبح مثل السمكة في بطن امك . ركز على فكرة كونك مجرد سمكة في محيط لا محدود من حنان الأم .
الآن توقف عن الدوران ، اغمض عينيك قليلا ، تنفس بعمق ، املأ رئتيك بالهواء وانت مغمض العينين وتشعر بنبضات قلبك
انت الآن سمكة في محيط ، بلا نهاية ، هو امك أو أبوك ..
واصل تنفسك العميق
أي نوع من الأسماك ستكون انت ؟ انت ستختار نوعا ما ، سمكة ، او حتى سلحفاة أو ربما سلطعون أو حصان البحر أو قنديل بحر ، اترك مشاعرك تفيض بتلقائية دون ان تتحكم بها بعقلك ركز بعمق في خيالك ودع الحيوان البحري الذي في داخلك يعبر عن نفسه .. واصل تنفسك العميق , قد يكون ما يخطر بمخيلتك هيئة أو حيوان غير معروف اصلا ، فقط دعه يظهر بتلقائية ويعيش في الماء او حتى يخرج لليابسة بسلام دون ان تتحكم به .
اذا وجدت صعوبة في تخيله ، افترض انه تنين ناري ، مثل أفعى كبيرة لكن براس اسد أو ذئب أو أي شيء يخطر في بالك ، هذا الحيوان يمثل تمازج طاقة الكونداليني مع قدراتك الفعلية واستراتيجياتك في الحياة .
فقط تنفس بعمق واغمض عينيك ، استرخ ، عش حياتك في المحيط ، البحر الذي بلا نهاية ، أو أخرج لليابسة ، الخيار لك ، سجل انطباعاتك وبم شعرت ، في هذه المرحلة واكتبها لنا .
اذا وصلت الى قناعة بانك تشعر كما لو انك أصبحت حيوانا مميزا يسبح في تلك الأعماق ، وبدأت تشعر حقا بانتمائك للمحيط ، هذا يعني انك دخلت في ذاكرتك الجنينية في رحم أمك وانت تقف الان على اعتاب السجلات السفلى العميقة من الاكاشا .
تخيل نفسك تتحسس بأصابعك اثيرا لجدران الرحم ، مشاعر اثيرية بسيطة ، يمكن أن تشعر أن جدران الرحم الذي تسكنه يعود لكائن اسطوري ، عنقاء أو تنين ، او حتى غول . المهم هو انك تشعر بانتمائك إلى قوى الحياة الأولى .
اذا أدركت بانك غير قادر على مغادرة جسد امك البشرية ، انهض وتحرك بصورة عادية وانه هذا التمرين . اما اذا شعرت فعلا بانك جنين في رحم كائن غريب ، استمر في تخيل جدران الرحم أو البيضة التي انت فيها ، تحسس حرارتها ودفئها .
تخيل أن الاف النسخ من هذه البيضة منتشرة في كل مكان ، وتحرسها الأم الكبرى ، الكائن الأسطوري ، التنين الكبير . اذا وجدت صعوبة في هذه المشاعر انه التمرين . اما اذا كانت مشاعرك تجري بتناغم مع هذه المشاهد ، فتخيل اندماجك في روح التنين الكبرى أو روح الغول . انت تتوحد معه وتحمل قوته لكنه أو لكنها تحبك جدا . هذا الكائن يحبك لانك ابنها.
سوف تحافظ عليك وانت ملتف بسلام داخل البيضة الدافئة.
باستمرار التركيز والتجربة ، وحتى بعد أن تترك التمرين وتعود إلى حياتك الاعتيادية ، اذا بقيت مشاعر الإنتماء للمحيط البحري أو البحر أو النهر أو البيضة الأسطورية الكبيرة وانت تسبح في اعماقها أو أعماق البحر فهذا يعني أن طاقة الحياة ستبدأ بالتجمع ، لكن مشاعرك النفسية مستهلكة ، وقد أصبح الكونداليني مشحون جيدا بالطاقة لمرحلة ما قبل اليقظة .
نحتاج أن تترك التمرين الآن وتعود لحياتك اليومية
اكتب لي على البريد الإلكتروني
[email protected]
او في تعليقات يوتيوب ما هي انطباعاتك ؟ كيف كانت تجربتك ؟ ما هو حيوان الأعماق الذي تجلى في داخلك وما هي مشاعرك بالضبط تجاه التمرين . لا تبال بمشاعر الخواء والفراغ وشعورك بالوحدة واستغراب هذا العالم ، هذه مشاعر طبيعية مؤقتة ، وهي تثبت بأن التمرين أدى غرضه .
سنقوم بهذا التمرين كل اسبوع مرة ، لمدة شهر ، بعدها ستبدأ اشارات باطنية في الظهور بشكل أحلام يقظة أو أحلام منام مصدرها ذاكرة الاكاشا الكونية السفلى .
ملخص ما انجزناه هذا اليوم هو أننا قمنا بتشغيل الطيار الالي للنفس البشرية ، جعلنا اللاوعي العميق يقوم بمهمة البدء بمشروع ترميم الجسد انطلاقا من روابط الذرات في جزيئ الدي إن إيه داخل كل خلية في اجسادنا ، قمنا بتعطيل مؤقت للقيادة الذهنية العقلية للنفس وسلمنا المركزية لتيار اللاوعي الذي يشبه قيادة الطيار الالي أثناء الطوارىء في الطائرات التي يفقد ملاحوها السيطرة عليها . لان اتيار اللاوعي مبرمج روحانيا باحسن تقويم !
مستقبلاً ، عندما نمارس تمرين تامل الاسترخاء الاعتيادي بعد انقضاء هذا الشهر ، أي عندما نشرع برحلة الميركابا العليا بتاملات الجلوس واغماض العيون ، ستبدأ الطاقة العميقة بالارتفاع وسيحدث تشافي نفسي وبدني ان شاء الله من كل عقد الماضي بسهولة ..
رابط المحاضرة على يوتيوب :
https://www.youtube.com/watch?v=CAtW7uEV2qc&t=1459s