ندوة سياسية مشتركة


حزب اليسار الشيوعي العراقي
2022 / 1 / 17 - 22:20     


أقام (الحزب الوطني الديمقراطي الاشتراكي) في تونس (حزب الوطد الاشتراكي) ندوة سياسية داخلية مشتركة يوم 6 كانون الثاني 2022 في العاصمة تونس بمعية ضيوفه من (حزب اليسار الشيوعي العراقي) الذي مثله في الندوة الرفيقان (م. ش) و (خ. ز). وقد قدم الرفيق نوري- أمين عام (حزب الوطد الاشتراكي) استهلالاً وافياً عن ضرورة اللقاء الشيوعي الثنائي المميَّز بين الحزبين والموضوعات التي تناولها اللقاء، وأثنى على الأفكار الجادة خصوصاً مشروع العمل على تهيئة الظروف المشتركة لإنشاء (جبهة شيوعية عربية) تدعم العمل الشيوعي الأممي.
ثم قدَّم الرفيقان (الرفيق حاتم) و(الرفيق جوهر) عضوا قيادة (الحزب الوطني الديمقراطي الإشتراكي) قراءتين ضافيتين، بصورة متميزة، عن الأوضاع العربية الراهنة وأوضاع الأحزاب الشيوعية في المنطقة العربية ومن ثم في العالم. إضافة إلى قراءة مهمة عن الوضع الدولي والهيمنة الإمبريالية مع تحليل للوقائع التي يشهدها وطننا العربي ويشهدها العالم أجمع في عصرنا الراهن.
لقد ألقت القراءات الوافية هذه الضوء على أهمّ مشكلات المنطقة العربية وفضحت الهيمنة الإمبريالية الدولية والقوى الفاعلة فيها وعدوانها على شعوبنا عبر عملائها، وبدعم مكشوف من الحلف الخليجي الصهيوني الذي تقوده أمريكا والناتو بأحدث اسلحتهما وآلتهما الحربية العدوانية إضافة إلى جيش الإمبريالية الإعلامي الذي يزيّف الحقائق القارّة والتأريخية ويتلاعب بها لبلبلة العقل الجمعي في منطقتنا وفي العالم.
وفي الحقيقة أنّ القراءات الجادة هذه لاقت تأييدَ واستحسانَ الحضور لما فيها من اهتمام ودقة تحليلية تؤكد صدق وجدية الرفاق الذين قاموا بتقديمها. فشكراً لهم.
من جهة أخرى قدّم الرفيقان (خ.ز) و(م. ش/حازم) عضوا وفد الحزب إلى اللقاء الشيوعي الثنائي في تونس وعضوا قيادة (حزب اليسار الشيوعي العراقي) بناءً على طلب الرفاق الأشقاء الحاضرين من (الحزب الوطني الديمقراطي الإشتراكي) قراءتان مهمتان كانت الأولى في تاريخ الحركة الشيوعية العراقية، تضمنت النشأة والبناء بقيادة الرفيق الخالد (فهد) الذي يعتز به رفاقنا الشيوعيون التونسيون (حزب الوطد الإشتراكي) أيما اعتزاز، ثم تناولا متعاونين معاً؛ الصراع في الحزب الشيوعي العراقي خصوصاً بعد استشهاد الرفيق (فهد) حيث تحدث الرفيقان عن تاريخ الصراع هذا وهيمنة السياسات التحريفية والذيلية على الحزب الشيوعي العراقي وخضوعه الكامل للسياسة التحريفية الخروشوفية التي تسببت في أزمات متتالية للحزب وأضعفت مواقفه وخياراته النضالية ومنعت مبادراته الحاسمة في نهاية الخمسينات وسنوات الستينات من القرن المنصرم، تلك السنوات التي بدأت بتصفية الآلاف من قيادات وكوادر الحزب الشيوعي بعد نجاح الإنقلاب البعثي/النفطي في 8 شباط عام 1963.
كذلك فصّل الرفيقان وقائعَ وصراعات فترة الستينات من القرن المنصرم التي كانت صراعات حاسمة، وما نجم عنها وما حفلت به من حوادث بعد أنْ استعاد الحزب نشاطه وقوته في فترة قياسية، كان منها التصدي لبيان آب/اغسطس 1964 التصفوي الذي حاول حلّ الحزب والاندماج بالصفوف الرجعية الهزيلة لما سميّ (الاتحاد الاشتراكي العربي) العارفي على غرار التجربة المصرية المخزية. لكن هذه الخيانة لم تنجح بل انتهت بصعود الاتجاه الثوري في الحزب الذي كان محاولة جادة واساسية في تطهير الحزب من العناصر الانتهازية والتحريفية في لجنة الحزب المركزية ومكتبه السياسي. وقد تميّزت هذه الفترة بحراك وفوران وبروز اتجاهات رافضة للخط التحريفي، وكان من نتائج ذلك ظهور الخط التصحيحي لحزب (فهد) وتكوين قيادة شيوعية جديدة تبنت خطة عمل نضالية قامت على استقلال القرار السياسي النضالي بعيدا عن هيمنة التحريفية العالمية التي مثلها المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي السوفييتي عام 1956 أوضح تمثيل.
وتناولا أيضاً حوادث التآمر الدولي ضد هذا النهوض الثوري للشيوعية العراقية، حينما أعادت القوى الإمبريالية عبر أجهزتها المخابراتية، وبتمويل من شركات النفط، البعث إلى السلطة في العراق بعد خمس سنوات من مجزرة الشيوعيين على أيدي هؤلاء الفاشست أنفسهم، والذين شرعوا حال تسلمهم السلطة بتصفية خط قيادات التطهير، بحسب المخطط الأمريكي وفقاً لما جاء في مذكرات بعض من قيادات البعث ذاتهم. ثم تناولا تجربة الكفاح الثوري الذي امتد لسنوات طويلة قدم خلالها الحزب الدماء الزكية على مذبح النضال التحرري.
من جهة أخرى قدم عضوا وفد (حزب اليسار الشيوعي العراقي) قراءة للتجربة الإشتراكية في القرن العشرين وكشفا عن الإخفاقات والانحرافات التي لحقت بتلك التجارب، والتي انتهت الى انهيار التجربة اللينينية العظيمة على أيدي المرتزقة وخونة الشعب السوفييتي والطبقة العاملة والبناء الاشتراكي.
وقد حدّدا طبيعة الانحراف والظروف التي هيأت فرصاً لصعود شخصيات قادت الانحراف والارتداد المخزي بعد عقود من محاولات البناء، من مثل يلتسين وغورباشوف ليعملا على تحطيم الأُسس التي يمكن أن تنهض بالتجربة السوفييتية بشكل تام ونهائي. وشخّصا أسباب تلك الردة عن الإشتراكية التي انتهت بعودة الراسمالية إلى روسيا بحركة مجافاة خيانية للأسس الثورية والنضالية للطبقة العاملة السوفييتة.
وتخللت الندوة مداخلات وتعليقات للرفاق الحاضرين الذي ناقشوا فيها بصورة جادة وواعية تفاصيلَ ما قدّمه الرفاق في الحزبين أثناء الندوة، وقد أثرت تلك المداخلات والردود الندوة ومنحتها حيوية ثورية وتوقد أضفى على الموضوعات الجدّة والعمق.