منتدى شباب مين؟ الشباب بتاعنا!

مصطفى عبد الغني
2022 / 1 / 16 - 22:42     


خلص من كام يوم منتدى شباب العالم، الحمد لله، في نسخته الرابعة في مدينة شرم الشيخ. قبل المنتدى كان فيه حالة دعاية مكثفة في قنوات النظام، وأشهر فيديو كان فيه جزء من خطاب السيسي في ختام النسخة التالتة من المنتدى.

التصريحات اللي الفيديو مركز عليها كانت بتقول “استمعوا إلى شبابكم، املأوا قلوبهم بالأمل والحرية، افتحوا لهم أبواب الثقة وأعطوهم مفاتيح القيادة، فلا حاضر بدونهم، ولا مستقبل بغيرهم”. حاجة كده تخلي أي حد يسأل: شباب مين؟ الشباب بتاعنا! وهو مش ده برضو السيسي اللي منظم المهرجان عشان يلمع صورته. مش هو ده اللي حابس شباب البلد؟ الشباب بتاعنا يا محبوس يا مطحون عشان يعرف يعيش.

الشباب في السجون
من بعد ثورة يناير لغاية أبريل اللي فات، اتبنى 35 سجن جديد، ما بين سجون مركزية وسجون عمومية. وأعداد المعتقلين السياسيين في ارتفاع وصل لتقديرات إن فيه النهاردة 65 ألف سجين على خلفية سياسية، متقسمين ما بين 26 ألف محبوسين احتياطيًا و39 ألفا محكوم عليهم.

مع صعود السيسي كان فيه تركيز كبير على القبض على الشباب سواء شباب الإسلاميين أو شباب الثورة عمومًا من التيارات المعارضة، وحتى الطلبة عشان زي ما هو بنفسه طلع وقالنا “يناير دي متحصلش تاني”. منتدى شباب العالم اتعمل للشباب اللي شايف البلد واقفة على رجليها وبتتقدم ومفيش مشكلة لا في حقوق الإنسان ولا في مستوى المعيشة ودي كلها مؤامرات خارجية عشان استقرار الوطن. أما الشباب اللي بيفكر يتكلم وينتقد ويعارض مش في شرم الشيخ.

من بعد ثورة يناير، اتحبست ماهينور المصري وإسراء عبد الفتاح، وسلافة مجدي وحسام الصياد وباتريك زكي، قبل خروجهم في الشهور الأخيرة. الشباب لسه محبوسين عشان رأي زي هيثم محمدين وعلاء عبد الفتاح وغيرهم الآلاف، أو عشان فكروا يتكلموا في انتخابات زي زياد العليمي وحسام مؤنس وغيرهم، أو عشان الدولة بتكمل انتقام من أهلهم زي أنس البلتاجي، أو عشان بس كانوا في ثورة يناير زي أحمد دومة وسيد مشاغب، وغيرهم.

حتى الشباب اللي ملوش في السياسة وكان حظه وحش بس في وجوده في مكان بالصدفة أو وقت مش على مزاج النظام، أو قالوا كلمة مش على هوى النظام على الشبكات الاجتماعية. القمع مافرَّقش بين أي تيار سياسي أو حتى غير سياسي وطال الكل.

المنتدى ولا التموين يا طه؟
من كام سنة أعلن السيسي عن انطلاق مؤتمر الشباب، وفي نفس الوقت كان بيكلمنا عن الإصلاح الاقتصادي و”احنا فقرا قوي قوي”. النسخة التالتة من المؤتمر بس في 2019 كانت مكلفة 600 مليون جنيه.

السنة دي وقبل ما يفتتح النسخة الرابعة من المنتدى كان بيكلمنا عن أنه “مفيش بطاقة تموين تاني لحد بيتجوز”. ده مجرد مثال لمفارقة واحدة من ضمن مفارقات عديدة جدًا بتوضَّح أولويات النظام فين. طب مين أولى طيب؟ المنتدى ولا التموين؟ مش ده برضه منتدى للشباب، الشباب عايز تموين وعايز يتجوز. الشباب عايز شغل وعايز سكن وتعليم وصحة. الشباب نزل في 25 يناير يقول إنه عايز يدير موارد بلده، عايز عيش وحرية وعدالة اجتماعية.

الشباب مش محتاج مؤتمر في شرم الشيخ يتفشخر بيه قدام العالم، في الوقت اللي هو مطحون فيه عشان يعيش. معدل البطالة في مصر وصل في الربع الثالث في 2021 لـ 7.5%، منهم 58.4% في الفئة العمرية من 15 إلى 29 سنة. الأسعار زادت لأرقام قياسية خصوصًا بعد التعويم، وأزمة جائحة كورونا أثرت على الغالبية العظمى من الشعب.

معظم الشباب النهاردة عايش في ظل شغل مفيهوش الحد الأدنى من الأمان الاجتماعي حتى، وبيتقاضوا مرتبات هزيلة، وفي نفس الوقت بيتصرف على منتدى شباب وطرق وكباري وعاصمة إدارية ومواكب وفشخرة لإرضاء غرور ومصلحة حاكم وحاشيته ورجال أعماله.