من مذكرات اول فنان على البسيطة


جوزفين كوركيس البوتاني
2022 / 1 / 11 - 21:09     

من حطام سفينة قديمة
صنع قارب النجاة
الارض ومن عمق
ولدت امرأة او بعبارة اصح
صنعت امرأة
لا تنتمي لأحد
صنعت على يد صانع بارع
نصفه فنان
نصفه انسان
يعمل بأتقان صائغ مخضرم
ترك الجنة لاجلها وغير نادماً
صنع لعبته اقصد معبودته
ليكمل مشواره مع
هذه المصنوعه هذه المخلوقة
التي تحمل ضلعاً من اضلعه
هذه التي خرقت قانون السماء
لمحبتها للارض وله
هذه المصنوعة من
الرمل
والملح
والزجاج
المصبوبة بقالب مدهون بزيوت مقدسة
تمسح بها
جباه المولودين
الموتى
المرضى
والمتزوجون على سنة اللله والطبعية

هذه المعجونة بماء عرقهِ
و خجله
امامها وامام نفسه
يوم طاوعها
هاهو يعيدها من جديد
كما يريدها
ها هو يركنها بزاويته المفضلة
قريبة من القلب
بعيدة عن عيون الشيطان
الذي اغواها مرة واحدة
ومن يومها يبحث عن وسيلة ليعيد الكرة معها
غير انه عاجزاً عن الوصول اليها لانها مدهونة بدهون مقدسة
ومعجونة بعرقه الذي نضح
يوم استجاب لها للشيطان بإشارة منها .
اليوم لا يملك سوى عكازتهِ
وبضع فطرا ت عرق عالقة على جبينه المتغضن
و في قلبهِ امنية وحيدة
وهي العودة الى الجنة التي من اجلها تخلى عنها .. .