فيلم Don’t Look p.. تحذير متجهِّم من التغير المناخي

ترجمة مصطفى عبد الغني

يدور فيلم Don’t Look Up، من كتابة وإخراج آدم مكاي، حول نهاية العالم، في الوقت الذي يصبح فيه التغير المناخي خطرًا حقيقيًا متزايدًا على البشرية. تلقَّى الفيلم، المليء بالنجوم والذي حصد أرقام مشاهدة عالية، مراجعات متباينة من ناقدي الأفلام، وأثار نقاشاتٍ كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي. وصف بعض النقاد الفيلم بالضعيف، وقال آخرون إنه يتعالى على جمهوره لاهتمامهم بأزمة المناخ، ووصفه الناقد السينمائي البريطاني بيتر براشاو في صحيفة الجارديان بأنه “145 دقيقة أقرب لحلقةٍ من عرض Saturday Night Live”.

على الجانب الآخر، رحب آخرون، خاصةً في الحراك المناخي، بالفيلم خاصةً في وصفه لقادة العالم الذين يضعون الأرباح أولويةً على حياة البشر. كتب عالم المناخ بيتر كالموس: “فيلم Don’t Look Up هو فيلم ساخر، ولكن كعالم مناخ، هو أدق فيلم شاهدته يعبر عن التجاهل المرعب من جانب المجتمع لكارثة المناخ”.

نستعرض في السطور القادمة بعض خصائص هذا الفيلم المناسب جدًا للوقت الحالي، ويفحص سبب الضجة التي أثارها.

تبدأ أفلام نهاية العالم عادةً بشخصٍ ما من المجتمع العلمي يكتشف كارثةً وشيكة، وفي حالة هذا الفيلم فإن الكارثة هي مذنب يتجه نحو الأرض. بعد ذلك يكافح عالمان من أجل إقناع مؤسسة سياسية متعنتة بحجم الخطر القادم. بعد محاولات الإقناع، يضع العالَم، والذي عادةً تقوده الولايات المتحدة، كل موارده تحت تصرفهم للتعامل بنجاح مع هذا التهديد. ولكن الأمور لا تجري هكذا في هذا الفيلم.

ينجح العالمان في تحذير السياسيين من الخطر القادم، وهنا تبدأ الأحداث المسلية والألعاب. تسيطر الرئيسة الأمريكية على القضية لتعزيز موقفها الانتخابي، وتبدأ الولايات المتحدة في الحشد لاعتراض وتدمير المذنب القادم. لكن المهمة تُلغَى بأوامر من ملياردير من نوعية جيف بيزوس. يملك الملياردير خططه الخاصة للمذنب القادم، وهي الاستيلاء على المعادن النادرة التي يحتويها المذنب، حتى لو كانت تلك الخطط تشمل مخاطرة مرتفعة بتدمير الأرض، وتؤيده حكومة الرئيسة بشكل كامل في ذلك.

يلجأ العالمان بعد ذلك إلى حشد الجمهور الحائر بحملة تسمى “فقط انظر للأعلى”، ولكن يواجههم تحالف المال والسلطة بحملة تسمى “لا تنظر للأعلى”. وما يحدث بعد ذلك هو صدى مرعب مشابه لحملة “fake news” التي أطلقها ترامب وأنصاره، ويشبه ما شهدناه خلال الحملة الانتخابية في 2020. يمكنكم مشاهدة الفيلم لاستكشاف كيف نجح الأمر.

أخرج آدم مكاي الفيلم كتشبيهٍ لأسلوب الطبقة الرأسمالية في التعامل مع أزمة المناخ، ولكن الأمر ينطبق أيضًا على أسلوبهم في التعامل مع كارثة جائحة كورونا. يتضح يومًا بعد يوم بشكل أكثر جلاءً أن الساسة الحاكمون يتبعون المال وليس العلم. كان يوجد سابقًا من قد يرفض الفيلم ويعتبره غير واقعي، ولكن رؤية مكاي قابلة جدًا للتصديق الآن بعد سنوات ترامب الـ 4 الكارثية.

فيلم Don’t Look Up ممتع، ومن الأفلام المرشحة لتشاهدها في فئة أفلام الكوارث. ولكن عدد قليل من المشاهدين ينهون الفيلم بدون الشعور بالاستياء لأن حبكة الفيلم قابلة جدًا للتصديق. وسيعتقد الكثيرون أن القادة السياسيون الحاليون قد يتعاملون أو لا يتعاملون بنفس الطريقة.

* المقال بقلم ستيف جاي – صحيفة “العامل الاشتراكي” البريطانية