الانتخابات والفساد الجماعي أي واقع وأية آفاق؟.....46


محمد الحنفي
2022 / 1 / 9 - 14:41     

من حقنا أن نحلم بمغرب بدون فساد:.....3

ح ـ ومن حق، كما من واجب الإدارة الجماعية، أن تكون خالية من الفساد، نزولا عند رغبة المتعاملين مع الإدارة الجماعية، من السكان، ومن خارج السكان، الذين يطمئنون على علاقتهم بالإدارة الجماعية، التي يعتبرونها خالية من الفساد الإداري، الذي تعج به الإدارات الجماعية الترابية.

فالإدارة الجماعية، التي تقوم بخدمة سكان الجماعة، والمتعاملين معها، من خارج سكان الجماعة، على أساس الحق، والقانون، وعلى أساس احترام حقوق الإنسان، كما هي متعارف عليها دوليا، من منطلق أن احترام حقوق الإنسان، يرفع من شأن إدارة الجماعة الترابية، أي جماعة ترابية، وترفع من شأن إدارة الجماعة الترابية، ومن شأن الجماعة، ومن شأن الإقليم، ومن شأن الجهة، ومن شأن الوطن، ومن شأن الدولة المغربية.

والجماعة التي تحرص على أن تكون إدارتها خالية من الفساد، والعاملون فيها، يستقبلون المتعاملين معهم، على أساس الحق، والقانون، وعلى أساس احترام حقوق الإنسان، الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، هي جماعة تحترم نفسها أولا، وتحترم سكان الجماعة ثانيا، وتحترم الإنسان ثالثا، وتحترم حقوق الإنسان رابعا، وتسعى إلى الرفع من شأن الجماعة، بين جماعات التراب الوطني، حتى يتأتى للسكان، أن يكونوا أوفياء لجماعتهم، وفاء أعضاء المجلس الجماعي، ووفاء الرئيس، الذي يبرئ ذمته من النهب الممنهج، الذي عودنا على ممارسته الرؤساء الجماعيون، منذ استقلال المغرب، وإلى اليوم.

وإذا كان أعضاء المجلس الجماعي، لا يفكرون في ممارسة أي شكل من أشكال الفساد، فإن الإدارة الجماعية، سوف لا تفكر في ممارسة أي شكل من أشكال الفساد، حتى يتأتى للجماعة، أن تتحول إلى بؤرة شفافة، متقدمة، ومتطورة، ومزدهرة، لتصير مثالا للجماعات الترابية، على المستوى الوطني، وقدوة لها.

ومن حق سكان الجماعة، والمتعاملين مع الإدارة الجماعية، أن تكون الإدارة الجماعية بدون فساد، أثناء تلقيهم للخدمات من الإدارة الجماعية. فإذا مارس العاملون في الجماعة الترابية الفساد، في تقديمهم للخدمات، التي يقدمونها للمتعاملين مع الإدارة الجماعية، من السكان، ومن خارج السكان، يصير العاملون في الإدارة الجماعية فاسدين، وتصير الإدارة الجماعية فاسدة، ويصير المجلس الجماعي فاسدا، ويصير الإقليم الذي توجد فيه الجماعة فاسدا، وتصير الجهة فاسدة، ويصير الوطن فاسدا، وتصير الدولة فاسدة، لتعرف الجماعة بالفساد، ولتصير مثالا للفساد، وللفاسدين، بسبب الفساد الذي يمارسه العاملون في الإدارة الجماعية.

وحتى تتخلص الجماعة، أي جماعة، من الفاسدين في الإدارة الجماعية، حتى لا تعرف بفساد الإدارة الجماعية، على الرئيس، وعلى السلطة الوصية، أن يقوما بدورهما، من أجل جعل الفاسدين من الإدارة الجماعية، يمتنعون عن ممارسة الفساد، بمظاهره الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية. وإلا، فإن اتخاذ الإجراءات التأديبية الجماعية، يصير واجبا، من أجل أن تصير الإدارة الجماعية خالية من الفساد، لتصير علاقتها بالمتعاملين معها، قائمة على أساس الحق، والقانون، ويصير العاملون في الإدارة الجماعية، يحترمون الإنسان، وحقوق الإنسان، ويحافظون على سلامة الإدارة الجماعية من الفساد.

ي ـ وتلقي الخدمات من الإدارة الجماعية، يعتبر دليلا على أن الجماعة متقدمة، ومتطورة، كما يؤكد ذلك، عدم تعاملها مع الوافدين عليها، لتلقي خدمات معينة، بدون فساد.

والسمو إلى مجال التقدم، والتطور، في جماعاتنا الترابية، هو ما يسعى إليه سكان الجماعات الترابية، والمتعاملون مع المجلس الجماعي، ومع الإدارة الجماعية، وكون الجماعة الترابية، أي جماعة ترابية، تتقدم، وتتطور، بسبب إنجاز المشاريع، التي يتقرر إنجازها، في إطارها، وبجودة عالية، ليس معناه: إلا أن مالية الجماعة، لا تتعرض للنهب، ولا للغش، في إنجاز المشاريع، ولا يوجد فيها لا إرشاء، ولا ارتشاء، ولا غش، ولا أي شيء آخر، مما يسيء إلى العاملين في الجماعة، وإلى سكان الجماعة، وإلى المتعاملين مع الجماعة، وإلى السلطات الوصية، وإلى الإقليم، وإلى الجهة، وعلى المستوى الوطني. وهو ما يعني: أن أعضاء المجلس، تم تصعيدهم على أساس الحرية، والنزاهة، ولا وجود لشيء اسمه الفساد الانتخابي، مما يجعل الفساد الجماعي مختفيا، جملة، وتفصيلا، وفساد الإدارة الجماعية، لا وجود له، لتجتمع للجماعة الترابية، كل أسباب التقدم، والتطور، على جميع الأصعدة: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية. ولتأخذ الجماعة طريقها نحو الأمل، في جعل الفساد الانتخابي، والفساد الجماعي، وفساد الإدارة الجماعية، في ذمة التاريخ، ليجد النمو الجماعي الترابي مجراه، الذي لا يعترضه أي شكل من أشكال الفساد، التي تعرقل النمو الجماعي، ويصير السكان شيئا آخر، وبعقلية أخرى، يرون في واقعهم، مالا يمكن أن يروه في واقع آخر.

اي ـ والأمل في زوال الفساد، الذي يعرقل التقدم، والتطور، في حماعاتنا الترابية، هو الذي ينتج الأمل الإنساني، في أي جماعة، ينتفي فيها الفساد، بأشكاله المختلفة، ليتنفس السكان الصعداء، وليصير التعامل الجماعي مع السكان، ومع الوافدين على الجماعة، من خارج السكان، على أساس الاحترام الكامل للإنسان، في شخص أي فرد من أفراد الجماعة الترابية، ومن سكان الجماعة الترابية، أو من خارجهم، واحترام المجلس الجماعي للإنسان، يترتب عن احترام الحقوق الإنسانية: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، والمدنية، بالإضافة إلى احترام حقوق العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، الأمر الذي يقتضي اعتبار أعضاء المجلس الجماعي، والعاملون في الإدارة الجماعية، يكونون قد تلقوا تربية حقوقية، بالإضافة إلى معرفتهم بمضامين الإعلانات، والمواثيق، والاتفاقيات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان، وحقوق الشغل، مما يجعلهم يعرضون عن كافة أشكال الفساد الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والمدني، والسياسي، ويخلصون في أدائهم لبناء الجماعة المتقدمة، والمتطورة، أي جماعة متقدمة، ومتطورة، وينشدون بناء الإنسان الجماعي، القائم على أساس حب الجماعة، أي جماعة، وتقدمها، وتطورها، حتى ترتفع مكانة الجماعة، وترتفع مكانة الإنسان، أي إنسان، في إطار الجماعة الترابية، الذي يوفر له المجلس الجماعي، كافة عوامل التقدم، والتطور الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والمدني، والسياسي، بما تقتضيه إنسانية الإنسان، في الجماعة الترابية، أي جماعة ترابية.

بي ـ ويليق بجماعاتنا الترابية، امتناعها: أعضاء، ومجالس جماعية، وإدارة جماعية، عن إنتاج الفساد الجماعي، من أجل المساهمة في تقدم المغرب، وتطوره؛ لأن أي شكل من أشكال الفساد، يعتبر ممارسة للتخلف، في أبعاده الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، وأي امتناع عن إنتاج الفساد الجماعي، وفساد الإدارة الجماعية، وقبلهما: الامتناع عن الفساد الانتخابي، الذي يقف وراء إنتاج الفساد الجماعي، وفساد الإدارة الجماعية، يعتبر تقدما، وتطورا، في اتجاه النهوض بالجماعة، اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، حتى تصير الجماعة مشهورة، بالامتناع عن إنتاج الفساد، الذي يعتبر مدعاة للتخلف، بأنواعه المختلفة، التي تعوق حصول أي تقدم، وأي تطور.

والجماعات الترابية، التي تمتنع عن إنتاج الفساد، تعتبر جماعات نموذجية، في العمل الجماعي؛ لأنها:

أولا: تزيل من طريقها، كل ما يعيق تطورها، وتقدمها، حتى تشرع في عملية بناء الجماعة الترابية، اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا، وبنيات تحتية، تحكم مئات السنين، وعمرانيا، وحضاريا، وفنيا، وعلميا، مما يجعل الجماعة، بما أوتيت من خيرات، وأعراف، تضاهي أعراف المدن الكبرى، وتقدمها، في كل مجالات الحياة، التي تتوقف عليها حياة الإنسان، التي لا تزدهر إلا في الجماعة الترابية، بما توفره الجماعة الترابية، من إمكانيات مادية، ومعنوية، ترفع شأن الإنسان، وتعطيه قيمة نوعية، مما يجعله يرتبط بها، ويستقر في بيوتها، ويساهم في بنائها، ويعمل على نسج حضارتها، ويساهم في رفع شأنها، ما دام أعضاؤها منفرزين عن انتخابات حرة، ونزيهة، وما دام هؤلاء الأعضاء، يتعاملون مع الوافدين عليهم، من سكان الجماعة الترابية، ومن خارج سكان الجماعة الترابية، بالحق، والقانون، ولا يبدو منهم تجاه الوافدين عليهم، شبهة فساد، وما داموا لا يقفون وراء عملية النهب، التي تجعل الجماعة فقيرة، لا تستطيع التقدم، والتطور، وما داموا يحرصون على أن يكون ما للمواطن، للمواطن، وما للجماعة، للجماعة.

جي ـ وتقدم المغرب، وتطوره، في المجالات الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، دليل على انتفاء الفساد، من جماعاتنا الترابية، نظرا للدور الرائد للجماعة الترابية، أي جماعة ترابية، في التقدم، والتطور الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والمدني، والسياسي، خاصة، وأن الجماعات الترابية، تتحمل مسؤولية كبيرة في:

ـ إعداد البنيات التحتية، التي تحتاج إليها، في إنجاز أي مشروع اقتصادي، أو اجتماعي، أو ثقافي، أو سياسي، مما يجعل الجماعة تحتل مكانة بارزة، بين الجماعات المختلفة، بما تعده من بنيات تحتية، للمشاريع المختلفة، التي تحتاج إليها الجماعة.

ـ إعداد الطرق المختلفة، في إطار تراب الجماعة، وتساهم في إعداد الطرق الرابطة بين الجماعات القريبة منها، كما تساهم في إعداد الطرق التي تربط الجماعة، بمختلف المدن المغربية، وعلى المستوى الوطني.

ـ إعداد وسائل النقل المختلفة، الخاصة بالسير فوق تراب الجماعة، وتساهم في إيجاد وسائل النقل، التي تربط الجماعة بمختلف الجماعات، وبمختلف المدن المغربية.

ـ إعداد حاجيات السكان، من الماء، والكهرباء، والأسواق التجارية، الأمر الذي يترتب عنه: تمكن المواطنين، من سكان الجماعة، من الحصول على حاجياتهم الضرورية، والكمالية، في نفس الوقت.

ـ الاهتمام بجمالية الجماعة الترابية، على جميع المستويات المعمارية، والسياحية، والترفيهية، والرياضية، وجمالية الشوارع، والأسواق، والأزقة، وغيرها، مما يساهم، بشكل كبير، في جعل جماعاتنا الترابية جميلة، وفي جعل وطننا أجمل.

وهذا الاهتمام الحاصل، في مختلف الجماعات الترابية، هو الذي يكسب المغرب معنى التقدم، والتطور، الذي يصير إليه المغرب.