طابور خامس لا يعلم ... اكثر خطرا من طوابير الخبز الطويلة على خبزته قبل خبزة الآخرين !!


محمد نجيب وهيبي
2022 / 1 / 7 - 22:07     

يعني في هالبلاد المنكوب أهلها ودولتها بحكم "التُّفّهِ" واللصوص والمافيات وكل أشكال الدواب عاشبة ولاحمة وكالشة من طيور ظلام و ثديات ترشح دهنا وزواحف ركيكة ، تشترك كلها في السطو على حقّنا في حياة كريمة ، يمتصون دمائنا حتى آخر قطرة ، يصهرون من عرقنا ذهبا يملأ خزائنهم ، يغزلون من آمالنا و آمال عيالنا حريرا يُغطّي عفنهم ويقيهم لسعات البؤس ، يُطاردون أحلامنا حتى ليصنعوا بها لوحات تُزيّن حفلات كذبهم الاعلامي المُترفة ترفيها عنهم من غزوات سبينا وقتلنا فرادى وجماعات ، و تخديرا لنا من حالة بؤسنا وتغييبا لنا عن عجزنا ...
في مثل هذا المشهد ، يصير صاحب المبدأ ، الذي يُعْمِلُ عقله للدفاع عن ثوابت الحريّة والعدالة والمساواة - بوصفها مداخل وحيدة لتصفية حضارية سلميّة لكل ما سبق - منبوذا ، مكروها من اشباهه - من عناصر القطيع- ممن لا حق لهم مثله في الرفض والاختلاف ولا قدرة لهم مثله على التغيير العنيف ولا حل لهم سوى وحدتهم - ولو على مضض - بشكل استراتيجي على مصالحهم الاستراتيجية ضد كل آلة القهر والطغيان " الدولاتية " المهيمنة بكل سلطاتها رسمية كانت او "قُطعانية" قاعدية او فوقية ، مُهيكلة او خارجية ، أمنيا وايديولوجيا وتشريعيا واعلاميا وفايسبوكيا ...
غُرفٌ "إخشيدية" ، واخرى "شيخيّة" و اخريات مُقسّمة بين كل ألوان " الدساترة" ، لعب بالدين بين شيعة وسُنّة و عجن للوطنية بين الداخل المنسي الوطني المنسي و مدن الرفاه المزعوم " البلدية" المنكوبة ، تلاعب بالمصلحة العامة وتعمية متعمدة للصراع التاريخي الحقيقي بين الطبقات حول إنتاج الثروة الوطنية و حق تملّكها ، ببن إحتكار حق الحياة للبعض من المترفين او " اشاعته" لعموم خالقي الثروة والحياة في هذا المجتمع البائس ...
اختراقات في كل مكان ومجال ، تخريب ممنهج للوحدة النقابية والعُمّالية ، سعي محموم لضرب المكتسبات الاجتماعية للاجراء ، تفتيت مُؤَسَّسٌ له لمُركزيّة المفاوضة حول تمثيل العُمّال والاجراء في كل مستويات السلطة الادارية للحفاظ على الحد الأدنى ، زرع " سرطانات" بالجملة في كل هياكل المجتمع المدني وقطاعات النضال النقابي ، تحت شعارات كاذبة وواهية " تشبيب" ، " تجديد" ، " تخصص" ، " الشعب يُريد " ...الخ ، ابتداع أشكال تشارك وحوار وتفكير لا رقابة ولا تشارك ولا حوار فيها او حولها ، صناعة خبيرة لقيادات ورقية تضرب "الزعامات" ذوات المشاريع المجتمعية او القطاعية المتكاملة ، تفكيك القطاعات المنتجة للثروة الاقتصادية-الاجتماعية تمهيدا للتفويت عبر تقزيم هياكلها النقابية ( وهو مشروع قديم من زمن خلق اللجان الادارية المتناصفة و التمثيل العمالي في التعاونيات والصناديق لخلق الازدواجية التمثيلية في المسائل الاجتماعية بين نقابات العمال ومختلف هياكل التسيير الاداري ...الخ ) ...
صراعات سُلطويّة-سُلطويّة هدفها حكمنا ومزيد سرقتنا والكذب علينا البارحة واليوم ، حكومة النهضة ضربتنا بالرشّ في سليانة وجيّشت روابطها الميليشياوية للاعتداء المادي على مقرات الاتحاد و دفعت قوات اختراقها " التقية" او ذبابها النقابي ل"تبريك" هياكله من الداخل ، حكومة الباجي " الندائية" لم تشذ عن هذا السلوك وأطلقت " مرتزقتها" الاعلامية و جماعة التقية و "ميليشياتها" الرسمية والمستترة ضد الاتحاد والشعب التونسي حيث ابدع امنها الجمهوري في قمع جماهير الجمهورية ، اما حكومات سعيّد السعيد الثلاث فقد صادرت بشكل تام كل ارادة حرّة للشعب التونسي عبر خرقها لكل القوانين والاعراف الاجتماعية والدستورية و الدولية ...الخ في انتهاكات بالجملة لحق التونسيات والتونسيين في المشاركة في ادارة شؤون حياتهم -واهمها الكشف عن المافيات التي تقتلهم يوميا - ، مزيد من شطط العيش ، مزيد من القمع ، ضبابية في كل شيئ ، في ما عدى التجبّر وتخويف ساكنة تونس و " افريقِّيا" من بطش السلطان وصاحب شرطته !!
كلهم اشتركوا مع بعض المرتزقة والمغيّبون و القافزون من خلال ركوب دواب الطابور الخامس وما تلاه من ترقيات على قياس الترقيات "الروبوتية" و البرمجية على الشاكلة " الرقمنلوجية" التشبيبية ، اشتركوا في مسعى تقزيمم التنظيمات الحزبية المناضلة و ضرورة " تفتيق الاتحاد العام التونسي للشغل " من بعضه البعض من الداخل ومن الخارج ...
سيعلم الطابور الخامس و لكن عندما لا ينفع -ربما- الندم أن كل نوتة يعزفها بفرح وانتشاء ويعتقد انها معزوفته الخاصة أنما هي جزء من تراجيديا قتل جماعي مكتوبة سابقا ليحمل وزرها ...
الحريّة هي اول بذور الاشتراكية والعدالة ، الانتضام النقابي الموحّد هو سقايتها ، اما أحزاب الطبقة العاملة فهي طبقة حمايتها من انتهاكات الاستغلال والانهاك ، تلك هي العناصر الثلاث التي قد تُشكِّلُ ( لو بونار انتاريور بريت ) .
----
الامضاء طابور خامس يعلم انه كذلك ويسعى لان يكون غير ذلك : محمد نجيب وهيبي