المسلم وتهنئة ومواساة أخيه المسيحي وغيره


عبد العزيز فرج عزو
2022 / 1 / 7 - 04:44     

إن تهنئة غير المسلمين من المسيحيين وغيرهم من ديانات اخري في أعيادهم وافراحهم ومواساتهم وعزائهم في مصابهم
هي من أخلاق البر والرحمة الذي امرنا الإسلام به نحوهم أما اراء المتشددين والمتطرفين وجمودهم وانغلاقهم فهو خروج
عن مقاصد الشريعة الإسلامية السمحة وإن آراء هؤلاء المتجمدين ليست ملزمة علي كل مسلم بل هي اراء متطرفة ليس
لها صلة بدين الإسلام لا من قريب ولا بعيد.
والإسلام والقران حجة عليهم وليس هم حجة عليه والنبي صلي الله عليه وسلم هو أكثر الانبياء الذين دعوا للحفاظ علي
الاوطان وكان دائما شديد الحرص علي أن يبث روح الوطنية ومحبة الوطن في قلوب كل من حوله والإسلام الحنيف
يدعونا للتواصل مع كل الأديان وحتي مع الذين لا يدينون بدين والأدلة علي ذلك كثيرة في القرآن الكريم بسم الله الرحمن
الرحيم ( لتجدن اشد الناس عداوة الذين ٱمنوا اليهود والذين اشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين امنوا الذين قالوا إنا نصاري
ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون ) سورة المأئدة الآية رقم ٨٢ وايضا قوله تعالي بسم الله الرحمن الرحيم
( لا بنهاكم الله عن الذين لم بقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين)
سورة المائدة الآية رقم ٨ وقد حذر النبي صلي الله عليه وسلم من الكراهية وظلم الآخر وتقييد حريته والاعتداء عليه بسبب
عقيدته أو جنسه أو لونه أو عنصره وخير دليل علي ذلك أبرامه معاهدة مع غير المسلمين فور دخوله المدينة المنورة تقضي
بانهم مواطنون لهم ما للمسلمين وعليهم ما علي المسلمين من حقوق وواجبات واوجب علي الصحابة البر بهم والإحسان
إليهم والدفاع عنهم وعدم الاعتداء عليهم أو إيذأئه‍م كما قابل النبي صلي الله عليه وسلم وفد نصاري نجران وأكرم وفادتهم
وسمح لهم بالصلاة في المسجد عندما حان موعد صلاتهم فقاموا ڤي مسجد النبي صلي الله عليه وسلم يصلون وقال دعوهم
فصىلوا الي المشرق اي في جزء من المسجد ثم بعد حديثه صلي الله عليه وسلم معهم ومجادلته إياهم لم يفرض عليهم اتباعه
بل تركهم وما أرادوا فقالوا له فلنتركك علي دينك ولنرجع علي ديننا ولكن ابعث معنا رجلا من اصحابك ترضاه لنا بحكم
بيننا في اشياء اختلفنا فيها من أموالنا فإنكم عندنا رضا ) السيرة النبوية لابن هشام رحمه الله تعليق محمد عبد السلام تدمري
المجلد الثاني ص ٢٢٦ و٢٢٥ فتقدم اي وطن مرهون بتسامح أفراده وقدرتهم علي العيش بسلام والتعاون الإيجابي بينهم بغض
النظر عن اختلافهم حتي يتمكنوا معا من الذود عن وطنهم والحفاظ علي مقدراته وحماية مرافقه من أهم مبادئ التسامح الديني
قبول الآخر والإقرار بحقيقة أن الاختلاف سنة من سنن الله تعالي في خلقه فالمجتمع الذي يسوده الاستقرار والسلام بين كل
أفراده دون تمييز بينهم هو مجتمع فاضل ومتحضر وراقي وهذا ما حث عليه دين الإسلام وكل الشرائع السماوية الاخري
والنبي صلي الله عليه وسلم قبل الهدية من غير المسلمين وزار مرضاهم وعامتهم واستعان بهم في سلمه وحربه حيث لم ير منهم
كيدا كل ذلك في ضوء تسامح المسلمين مع مخالفيهم في الاعتقاد ولم يفرق المولي عز وجل بين المسلم وغير المسلم في المجاملة
وإلقاء التحية وردها قال تعالي ( وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها ) سورة النساء الآية رقم ٨٦ والتهنئة في الأعياد
والمناسبات كلها ما هي إلا نوع من المحبة والخير والإسلام وصانا بالجار خيرا سواء أكان مسلما أو غير مسلما فقلد ورد عن
مجاهد أن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما ذبحت له شاة في أهله فلما جاء قال اهتديتم لجارنا اليهودي فإني سمعت رسول الله
صلي الله عليه وسلم يقول مازال جبريل يوصيني بالجار حتي ظننت أنه سيورثه ) رواه ابو داود والترمذي فالإسلام لم يفرق بين
اتباعه وأصحاب الديانات الأخرى ومن ذلك ما رواه البخاري في صحيحه أنه مرت بالنبي صلي الله عليه وسلم جنازة فقام فقيل
له انها جنازة يهودي فقال اليست نفسا ) ولذلك يجب أن يسود الود والوئام بين المسلمين وغير المسلمين وإن كانوا مختلفين معنا
في الدين لقوله تعالي ( لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي ) سورة البقرة الآية رقم ٣٦٦ والخلاصة أن جواز تهنئة المسيحيين
بأعيادهم والبر بهم يتوافق مع مقاصد الدين الاسلامي ويبرز سماحته ووسطيته وأن هذا الأمر من شأنه تزكية روح الأخوة في الوطن
والحفاظ علي اللحمة الوطنية ووصل الجار لجاره ومشاركة الصديق صديقه فيما يسعده من مناسبات الخير وكل الأعمال الطيبة
ألاخري في الحياة.