الإنتخابات الأردنية وإصلاحاتنا السياسية والإقتصادية.


فؤاد أحمد عايش
2021 / 12 / 26 - 04:21     

ستشهد الأردن في الأيام القادمة إنتخابات البلدية واللامركزية لعام جديد ، فكم سبق وأن رأينا بأعيننا مدى ديمقراطية هذه الإنتخابات . ماذا بعد الإنتخابات ؟. ماذا بعد الإصلاح السياسي والإقتصادي ؟ كم حاولنا بأن نصلح في جميع المجالات ، وكم حاولنا بأن نكون في صف الإصلاح ومحاربة الفساد ؟. سألوني هل ستنتخب ؟. قلت لهم إن موضوع الإنتخاب بالنسبة لي موضوع مبدأ ولن اغيره ، فأنا لن أنتخبك لأنك أخي أو عمي أو ابن عمي ، ولن احتاج منك في المستقبل " واسطة " لكي توظف إبني ولن اطلبها منك ، ما تبحث عنه هو شخصية قادرة على طرح برنامج إنتخابي واقعي ومفيد للشعب ككل . قلنا وما زلنا نقول عندما يسند العمل السياسي إلى غير أهله ويتحول العمل النيابي ذا الطابع التشريعي والسياسي أيضا إلى بسطات لبيع أي شيء أو الإنتفاع من أي شيء عندها علينا أن نتبصر في ما فعلته أيدينا عندما اتخذنا قرارنا في إعطاء فلان الصوت والذي يمثل إرادته السياسية ، يشكل الإصلاح السياسي عائقا على الإقتصاد الوطني فلم ولن يتحقق الإصلاح الإقتصادي إلا بوجود إصلاح حقيقي وصادق في المجال السياسي ، فالإصلاح الإقتصادي مهم جذا لكسب ثقة الشعب ، فلم ولن تتحقق ثقة الشعب بالحكومة إلا إذا أثبتت الحكومة بأنها هي من تريد أن تحارب الفساد والفاسدين . ألم يأن الأوان لجماهير شعبنا أن لا تنسى يوم التصويت ماذا جرى خلال الأيام السابقة وماذا يفعل أغلب المرشحين ، متى سنصل إلى اللحظة التي تحاكم فيها قراراتنا وتعترف بتكرار الأخطاء والتي ساهمت مساهمة مباشرة في حالة الضعف والفوضى والفساد التي تعيشها الإدارة الحكومية وعلى مختلف الصعد , لماذا علينا أن نندم بعد أن يباشر أغلب المرشحين أعمالهم لنشاهد بأعيننا هذا الهزال والضعف في نوعية وثقافة من وقع عليهم اختيارنا لتبدأ بعدها رحلة المعاناة والإنتقاد والسب وكأنهم جاءوا من كوكب آخر لا بد من الإعتراف بأننا ساهمنا وبشكل مباشر في تردي الأوضاع التي وصلنا إليها وقد جاء الزمن الذي نتخذ فيه قراراتنا بوعي وبعيدا عن التعصب العشائري والمجاملات وفي أحيان أخرى تحت إغراء المال السياسي الملوث والذي سرقوا أضعافه من جيوبنا ليتركونا على أرصفة الوطن تنادي بأسقاط من كنا السبب في وصولهم لهذا المكان بعد أن زا جيوبهم انتفاخا . احذروا منهم فإنهم يوهمونكم بأنهم معكم وفي نفس خندقكم ويعملون من أجلكم ويكتبون عن معاناتكم وفقركم ومرضكم ويصدحون بأعلى الصوت من أجل كرامتكم ويصرخون ويبكون وتقترب الكاميرات تارة من دموعهم وتارة من تشنجات عروقهم . وفي حقيقة الأمر هم يعملون لأنفسهم ووظيفتهم ومركزهم ولما تم توجيههم إليه ، فلا تصدقوا كلامهم وخطاباتهم ولا تغرنكم دموعهم ولا تنتظروا منهم أي شيء هم لا يعملون لأجل أمالكم بل يخططون بالخفاء لزيادة الامكم ، فمهما تبدلت الأوراق السياسية ومهما تلونت وجوه السياسة ستبقى جميغا في جندق الوطن والملك . فأفتقار الواقع للأسباب المنطقية للإصلاح يجعل من التفاؤل سبيلا للهروب لصناعة واقفا إفتراضيا لا يجمعنا فيه سوى أمل الإنتصار.