ثقب أسود


محمود حمدون
2021 / 12 / 22 - 20:31     

أومأ إليّ, فاقتربت منه, بصوت خفيض قال: أتعرف أن النجم ورفع رأسه للسماء الصافية, راح يمسحها بعينيه وأكمل حديثه بصوت كدت بصعوبة أن أسمعه: يموت كما البشر, حين يقترب أجله, يدنو من نهايته, يتقوقع على نفسه بشدة, ثم ينفجر في الفضاء المترامي الأطراف, ثم فتح ذراعيه على اتساعهما و أغمض عينيه وهز رأسه بوجد شديد,.
فقلت وأنا أمط شفتيّ وأبحث بعيني عن سيارة أجرة: غريب فعلًا!
فقال: ليس هذا فحسب, بل الأغرب يا عزيزي أنه يترك خلفه ثقبًا اسود, يمتص كل شيء حوله.. وراح الرجل يشفط بفمه الهواء, ربما ليقنعني بعظيم فعلة النجم, قُبح جريرته, فلمّا رأى وجهي أضحى صخرة صماء لضعف استيعابي لحديثه,أردف, وهو ينظر حوله بوجل: أنا أقصد " النجم", أحسن دماغك تروح لبعيد!
كنت التقيته قبل نصف ساعة على عربة فول, بناصية الملجأ, فلما رآني من بعيد,أقبَلَ عليّ باش الوجه, مرحبًّا,وعلى لسانة عبارة كررها ثلاث مرات: أخيرًا.