هتلر والإسلام: هتلر هو حامي الإسلام (حسب الدعاية النازية)


محمد الهلالي
2021 / 12 / 17 - 23:45     

دافع هتلر في كتابه (كفاحي) عن تفوق العرق الآري وعن دونية بقية الأعراق الأخرى بما فيها العرق العربي. لكن السياسة الخارجية للنازية الموجهة للشرق الأوسط وشمال إفريقيا ما بين 1930و1945 ارتكزت على شعار آخر هو: (هتلر هو حامي الإسلام).
إن الصورة التي تجمع هتلر بمفتي القدس أمين الحسيني تدل على اهتمام هتلر بالعرب المسلمين وعلى استعماله الإسلام كوسيلة، من بين وسائل أخرى، للحصول على دعمهم لسياسته النازية.
كانت الإذاعة الألمانية تبث أغنية تردد هذه العبارة: (الله في السماء وهتلر في الأرض). وهي جملة تدل بوضوح على استغلال الدين الإسلامي لصالح المصالح النازية.
نقرأ في كتاب دافيد موتاديل (David Motadel) الذي يحمل العنوان التالي: "المسلمون وآلة الحرب النازية" (Les musulmans et la machine de guerre nazie)، نقرأ أن الدعاية النازية كانت تخاطب المسلمين بالشعار التالي: (جاء هتلر ليُتم ما بدأه النبي).
ويذكر دافيد موتاديل أن هاينريشهيملر (الذي يعتبر من أقوى المسؤولين النازيين وأكثرهم شراسة وأحد قادة البوليس السري النازي المعروف بالجيستابو) أمر "بإيجاد آيات قرآنية تقنع المسلمين بأن القرآن بشر بقدوم هتلر، وأن هتلر مأمور من الله بإتمام ما بدأه النبي"، لكن المسؤولين في "المكتب المركزي لأمن الرايخ" شرحوا له أنه لا يمكن تقديم هتلر على أنه نبي، لكن بالمقابل يمكن تقديمه للمسلمين على أنه "عيسى" الذي عاد إلى الأرض ليملأها عدلا بعدما ملئت ظلما وجورا.
ارتبطت الدعاية النازية المستغلة للإسلام بوصول القوات الألمانية بقيادة رومل (Rommel) سنة 1941 إلى ليبيا لنجدة القوات الإيطالية هناك. ولقد حارب الألمان في تونس وليبيا ومصر.
من ناحية أخرى وجه راديو برلين الناطق بالعربية النداء التالي للمسلمين: (اقتلوا اليهود قبل أن يقتلوكم).ويذكر الكاتب أن محمد الخامس اعترض على القوانين المعادية لليهود التي أصدرتها حكومة فيشي التابعة للنازيين.
كما ذكر أن الإخوان المسلمين في مصر تعاطفوا مع دول المحور، كما يذكر أن البعثة الألمانية في القاهرة دعمت جماعة الإخوان المسلمين ماليا، ويضيف أن بعض أعضاء الجماعة وزعوا منشورات مؤيدة للنازية.
كما تطرق المؤرخان الألمانيان مارتن كوبير وكلوس ميكائيل مالمان (Martin Cüppers et Klaus-Michael Mallmann) لهذا الموضوع في كتابهما "الهلال الخصيب والصليب المعقوف: الرايخ الثالث، العرب وفلسطين" (Croissant fertile et croix gammée. Le IIIe Reich, les Arabes et la Palestine). وهو أول كتاب يرصد بصفة شاملة تطور العلاقات بين الألمان النازيين والعرب المسلمين ما بين 1933 و1945.
ويرى المؤرخان الألمانيان أن السياسة الخارجية الألمانية النازية أيدت "الوطنيين العرب" في مسألة التحرر الوطني. كما وجد العرب في النازيين سندا محتملا لقضيتهم العادلة. ولقد اعتمد هذا التحالف الاستراتيجي على "تفاهم وتواطؤ" أيديولوجي. وابتداء من سنة 1938 "نشرت عدة مقالات في مصر وسوريا وليبيا تقارن هتلر بالنبي محمد" (حسب الكاتبين). ولقد كان أمين الحسيني مُفتي القدس يستشهد في أحاديثه منذ سنة 1930 بالوثيقة الشهيرة المُختلف حولها وهي "بروتوكولات حكماء صهيون" (Protocoles des Sages de Sion).
يقدم هذا الكتاب الرواية الألمانية لعلاقة النازيين بالعرب في الشرق الأوسط ومن المؤكد أن الرواية العربية لهذا التحالف ستكون مهمة.