17 ديسمبر لا يحتاج دفاع الخردة السياسية والنقابية ومن استبدل الثورة بالدولة


بشير الحامدي
2021 / 12 / 17 - 15:52     

الخردة السياسية والنقابية لها أسماء كثيرة يمينا ويسارا
وبياننا لها وفي كلمة هو:
إن واجهنا عزلا في 17 ديسمبر 2010 فإن الأمر سيكون مختلفا في المرات القادمة عندما تنهض الأغلبية لافتكاك حقوقها كل حقوقها... لن يتأخر ذلك كثيرا يا حفنة الخونة المجرمين مهما أبطأ فما من انقلاب عمّر ولا أقصر من عمر الخيانة والخونة.
17 ديسمبر متواصل والأغلبية لم تخسر سوى معركة بينما الصراع مستمر وعملية الفرز متواصلة...
...
ولكل المشككين وللذين فترت عزائمهم ولمن بدلو مواقعهم نقول أيضا: الثورة يمكن أن تحدث ولكنها ليست ذلك الحدث المحدد قبليا في اذهان قلة من المتسلقين الذين استبدلوا الثورة بالدولة.
الثورة لا تستبدل بالدولة العادلة فليس هناك دولة عادلة ولا ديكتاتور عادل وهذه خرافة صدقها الأولون وللأسف مازال اسلافهم مكبلين تكبيلا بأوهامها. الثورة فعل وممارسة في الحاضر وبناء وتخطيط للمستقبل بشكل متشابك متلازم دوما. وعي وممارسة لا أسبقية لأحدهما عن الآخر.
الثورة يمكن أن تحدث ولكنها يمكن أن تتوقف ويمكن أن تُغدر ويمكن أن تُوجه ويُمكن أن يُرتد عنها القائمون بها أو من التحقوا بها ويُمكن أن تُجهض ويُمكن ان تُهزم لذلك هي سلسلة من الصيرورات المتعاقبة والأطوار والمنعرجات.
الثورة في الأخير سلسلة من الثورات.
الثورة لم تكن في أي تاريخ ولن تكون وما كانت عندنا حدث مخطط له بدقة يبدأ وينتهي كما يراد له دائما.
الثورة حدث لا يمكن أن يخضع لأي حتمية هذه الحتمية المعششة والمسيطرة على عقول وأذهان الكثيرين.
الثورة فعل صراع دائم والصراع في الأخير تحكمه شروط ويفعل فيه فاعلون مصالحهم متناقضة. المسألة كلها في التأثير في تلك الشروط وفي تملك الأغلبية لهذه الشروط شروط تحررها.
الثورة تحدث ولكن غالبا في ظل شروط لا تختارها الجماهير. الاستمرار بالثورة والنجاح فيها هو في أن تعمل الجماهير في ظل تلك الشروط وتكسب الانتصارات، بأن تحوّل دائما تلك الشروط إلى شروط في صالحها في صالح فعل المقاومة.
الثورة فعل ملموس واقعي ولكنه مشروط باستقلال المقاومة والمقاومين عن كل أجهزة الضبط والتطويع والقمع.
الثورة دين المقهورين على مرّ التاريخ من سبارتاكس لجيفارا لمحمد البوعزيزي. نجاح المقهورين في قلب الأوضاع جميعا لصالحهم مشروط بمدى وعيهم بأن لا يعيدوا حين تتويج مقاوماتهم انتاج نفس النظام ونفس الحكم .
المشروع الثوري مشروع في قطيعة مع نظام راس المال وكل الفاعلين على توطيده من داخله وعن أولئك الذين تأتي بهم أزماته لإنقاذه من الانهيار ومتى وعت الجماهير ذلك ستحقق مهمات خلاصها وتؤسس لمستقبل لن يكون إلا انتصارا لذلك الحلم الذي يجسد أكثر آمال الناس اشراقا وضحّت من أجله أجيال وأجيال والذي نسميه ثورة ظافرة....
ليس المهم أن ننسب نفسنا للثورة المهم أن نعي فعل الثورة وننخرط فيه ولا نتوقف. المهمة أصبحت اليوم أكبر مما قال "دانتون" [الجرأة، الجرأة أيضا، الجرأة أبدا.]

17 ديسمبر 2021