التضامن المطلق مع المعتقلة السياسية الأمازيغية كاميرا نايت سيد


كوسلا ابشن
2021 / 12 / 12 - 20:39     

في إطار الحملة الممنهجة للنظام العسكري الدكتاتوري لتطهير منطقة لقبايل بالخصوص من أهلها, وتصفية القضية الأمازيغية في كامل التراب دزايري, شن النظام الفاشي منذ أشهر حملة إختطافات و إعتقالات تعسفية في صفوف الحركة الأمازيغية المناضلة, و من ضمن هذه الحملة الفاشستية إختطاف المناضلة الأمازيغية كاميرا نايت سيد, رئيسة المؤتمر العالمي الأمازيغي في 24 غشت 2021, ولم تعلن السلطة الدكتاتورية عن إعتقالها, إلا بعد إعلان ممثل المؤتمر العالمي الامازيغي, بأنه سيرفع القضية لدى الجهات الدولية لكشف حقيقة إختفائها.
لم تنجح السلطة الدكتاتورية في إخفاء آثار جريمة الإختطاف, وبالتالي لم تفلح في تصفية كاميرا جسديا, وإخفاء آثارها بعيد عن الأنظار, ليبقى إختفاءها لغزا, كما هو أسلوب الأنظمة الفاشية. فشل مخطط التصفية الجسدية بأسلوب كاتم الصوت, عوضه النظام الفاشي بأساليبه اللاإنسانية في زنازن الإعتقال, بحرمان المعتقلة السياسية كاميرا نايت سيد من بأبسط حقوقها, المتمثل بحقها في التطبيب و ما تتكفله القوانين الدولية لحماية حياة المعتقلين السياسيين. خلافا للحماية القانونية الدولية, إعتمدت أجهزة القمع العسكرية, على إنتهاك حقوق المعتقلة السياسية كاميرا, و رغم معرفة الجهاز الإداري لسجن القلعة بمرضها العضال, لم توفر لها هذه الإدارة, عن قصد الخدمات الطبية, ولا توفير الوضعية الملائمة لوضعها الصحي داخل الزنزانة, منها الحصول على الأغطية والألبسة الملازمة لفصل الشتاء, و الهدف من حرمانها من هذا الحق, راجع الى إرادة النظام الفاشي لتصفية كاميرا ببطئ و تحميل المسؤولية ل"لقدر". و لا نستثني ما مورس ضد كاميرا من القهر اللاإنساني, مثل التعذيب الجسدي و الإرهاب النفسي. هذه الاساليب القذرة والمخالفة للقانون الدولي, مارستها الأنظمة الفاشستية عبر التاريخ لإنهاء حياة المناضلين والمناضلات داخل سجون الأنظمة العسكرية الفاشستية, وأهم مثال على ذلك ما مورس ضد أكبر معارض للفاشية, المناضل أنطونيو جراميشي, الذي لم يطلق سراحه إلا لأن النظام الفاشي كان على علم بحتمية موته, فلم يعيش جراميشي بعد إطلاق سراحه إلا أسبوعا واحدا ليستشهد في بيته, ولا ننسى إغتيال المناضل الأمازيغي, المعتقل السياسي كمال فخار, الذي أستشهد داخل معتقل العار للنظام الفاشي العسكري, بسبب حرمانه من التطبيب و الأدوية.
بمناسة الإحتفال بيوم حقوق الإنسان, على المجتمع الدولي و المنظمات الحقوقية الدولية متابعة ما يجري في دزاير من إنتهاكات فظيعة لحقوق الإنسان و خصوصا إنتهاكات حقوق الشعب الأمازيغي. في الوقت الذي يحتفل فيه العالم بيوم حقوق الإنسان, ففي سجن القلعة تعيش المعتقلة السياسية الامازيغية كاميرا نايت سيد ظروف مأساوية, قد تؤدي الى نهاية حياتها إذا لم تتدخل المنظمات الحقوقية الدولية بسرعة بالضغط على النظام العسكري الفاشي لإطلاق سراحها قبل فوات الأوان.
كاميرا مناضلة أمازيغية, تدافع عن حقوق الأمازيغ في كل ربوع بلاد الأمازيغ (شمال افريقيا), وترأس منظمة معترفة بها دوليا. فالنظام العسكري العنصري ما زال يتوهم أنه قائد القومية العروبية في بلاد الأمازيغ (شمال افريقيا), وعلى هذا يحاول إسكات كل الأصوات المخالفة و المضادة للشوفينية العروبية, وإعتقال كاميرا نايت رئيسة المؤتمر العالمي الأمازيغي, هو استهداف للقضية الأمازيغية, و إنتهاك حقوق الإقتصادية والإجتماعية والسياسية والثقافية واللغوية للأمازيغ. النظام الدكتاتوري العنصري بطبيعة سياسته العنصرية الفاشستية وإستراتيجيته الهادفة الى تغيير هوية البلد من هويته الطبيعية الأمازيغية الى هوية اللاطبيعية المزيفة, ينهج سياسة الإستبداد و القتل و إنتهاك حقوق الإنسان, و لا يسمح بحركة نضالية أمازيغية منظمة قادرة على تفكيك النظام الأحادي الشوفيني, و تقديم بديل تحرري و تقدمي وعلماني, وهذه الحركات النضالية متغلغلة حاليا في أوساط النضال الشعبي اليومي و خصوصا في منطقة لقبايل شعلة النضال الأمازيغي في بلاد الامازيغ (شمال افريقيا), وتعد المناضلة كاميرا نايت احدى قيادات النضال الحقوقي في بلاد الأمازيغ (شمال افريقيا), ونظرا لكفاحها و نضالها تعرضت للإختطاف و الزج بها في معتقلات الفاشية العسكرية العنصرية, وهي الآن مهددة بالقتل البطئ, إن لم تتدخل المنظمات الحقوقية الدولية الراعية لإعلان حقوق الإنسان لإطلاق سراحها بدون قيد ولا شرط.
ما جدوى من إعلان حقوق الإنسان إذا كانت المنظمة الدولية ليست قادرة على الضغط على الدول المنتهكة لهذا الإعلان, وما داعي بالإعلان عن حق الفرد في حرية الرأي و التعبير, إذا كانت الدول الموقعة على الإعلان هي نفسها من تنتهك حقوق الإنسان. المطلوب من المنظمة الدولية الوقوف مع كل المضطهدين في العالم, وإدانة كل الأنظمة المنتهكة لحقوق الإنسان وخاصة الأنظمة العرقية الكولونيالية في شمال افريقيا (بلاد الامازيغ) و المطالبة بإطلاق سراح معتقلي القضية الأمازيغية و إطلاق سراح كل معتقلي الرأي.
التضامن المطلق مع المناضلة كاميرا نايت, و التضامن اللامشروط مع كل المناضلين الأمازيغ في معتقلات الأنظمة الكولونيالية الفاشستية العنصرية في بلاد الامازيغ.