الكاظمي تجربة حكم مدني ناجحة في العراق


عماد عبد الكاظم العسكري
2021 / 12 / 11 - 01:40     

استطاع مصطفى الكاظمي خلال فترة توليه منصب رئاسة الوزراء في العراق أن يقدم تجربة ناجحة في القيادة والإدارة والحكم المدني بعد فشل الأحزاب الإسلامية في العراق بعد ٢٠٠٣ في إدارة الدولة وتعتبر فترة حكم الكاظمي من الفترات الإيجابية والنموذجية في قيادة الدولة والمجتمع وتعزيز دور العراق في المجتمع الدولي وإقامته لعلاقات متوازنة مع الدولة الإقليمية مما ساعد في استقرار الأوضاع السياسية والاجتماعية في المنطقة والعراق خصوصا إلا أن الأحزاب الإسلامية الفاشلة لاتريد ديمومة هذا النجاح واستمراره لأنه يؤثر على مستقبلها ووجودها في العراق بعد نجاح الكاظمي في الحكم المدني الديمقراطي والسعي لإثبات جدارته في قيادة الدولة وفق منظور الدولة المدنية الديمقراطية فالاحزاب الإسلامية والقوى المتطرفة في العالم لاتريد للحكم المدني أن يتسيد في الدول التي تبرز فيها القوى الإسلامية والقوى المتطرفة لأن ذلك يحد من هيمنتها وسطوتها على المجتمع ويضعها موضع المحاسبة والمراقبة والخضوع للقوانين والأنظمة وهذا ينافي طموح الأحزاب الإسلامية بالهيمنة على الدولة والمجتمع باسم الدين والاسلام مع العلم أن الدين الإسلامي ليس حزبا أو حركة سياسية إنما هو عقيدة وانتماء روحي ولايمكن لهذه العقيدة أو الانتماء الروحي أن تتحول الى حزب أو حركة سياسية تختزل منظومة إسلامية وروحية في توجهات ومنطلقات حركة اوحزب إسلامي في إدارة الدولة لأن المجتمع متعدد الاعراق والقوميات والديانات لذلك فشلت الأحزاب الإسلامية في إدارة الدولة والحكم لأنها لم تستطيع فهم الواقع الاجتماعي ككل للمجتمع واختزلت المجتمع بما تعتقده من أفكار وايديولوجيات دينية لا تتماشى مع الواقع الاجتماعي والسياسي للمجتمع العراقي ولذلك تحاول هذه الأحزاب والحركات الإسلامية إفشال التجارب المدنية والديمقراطية في الحكم حتى تبقى هي القوى المتحكمة بالدولة والمجتمع والمهيمنة على قراره السياسي والاقتصادي لأن ذلك يحقق مصالح هذه القوى في البقاء والتحكم والسيطرة والنفوذ فلم يجني العراق خلال فترة حكم القوى الإسلامية للدولة غير الفساد والفوضى والفشل واحتلال المدن والتظاهرات وقتل المتظاهرين والاضطرابات الداخلية والعلاقات المتوترة مع دول الجوار وانعزال العراق عن المحيط الإقليمي وفشل السياسة الخارجية وهدر الثروة فضلا عن الصراعات السياسية والطائفية في المجتمع السياسي وانعكاساتها السلبية على المجتمع لذلك نجد أن ما حققه الكاظمي خلال فترة تولية رئاسة الوزراء في العراق نموذجا راندا في الإدارة والحكم المدني الديمقراطي للدولة العراقية