العودة من الموت


نادية خلوف
2021 / 12 / 4 - 23:42     

الحياة عبثية ، و الموت أقرب من الأمل ، كم حلمنا واعتقدنا أننا نسير خلف الحلم ، وعندما نحلم لا نكبر، تحاصرنا الطفولة الأولى ، ونظن أننا بدأنا للتو .
هل تمنيت الموت يوماً ؟ بالنسبة لي تمنيته في الأيام الفائتة حيث لم أعد أحتمل الألم . كنت أصرخ في داخلي هل من موت رحيم؟ ابنتي تبكي مقابلتي أشاركها أحياناً و أحياناً لا أستطيع ، ويمضي الوقت كأنني لا أعيش .
يخطر لي وقد كانوا يهتمون بي بينما كنت أرقد على سريري ، وقد ثقطت عندما وقفت ، فوضعوا لي سجادة صغيرة أمام قدمي تنذرهم بوقوفي فتأتي اثنتان من الممضات لتساعداني حتى في التواليت . كم يضايقني هذا ! فهل ألم بي الضعف إلى هذا الحد ، ولماذا أحيا إذن؟ الموت ليس بيدي ، وليس أمامي خيار
يتبادل أولادي الرسائل ، ويرسل لي ابني رسالة من لندن يقول فيها: عيشي من أجلي!
تخبرني ابنتي من كندا ، تقول لي: أخشى أن تموتي قبل أن آتي لآراك ، لكن مشاعري رحلت في تلك اللحظات . هل تشجيعكم شوف يفيدني ؟
ولا زلت أسأل نفسي من أنا؟ في مرة قال لي ابني ليتني ولدت كلباً شارداً ، ثم أردف : لماذا أنت بالذات ؟ لقد شربت صديقتك الخمر ومارست الدعارة بينما كنت تعدين لنا الحديقة للاختباء . عاد ابني من لندن ، وبكى على صدري . قائلاً : مهلاً يا أمي . لم أقدم لك السعادة. وهل هناك من يمكنه تقديم السعادة ؟رأيت حديقة في لندن تشبه حديقة بيتنا التي كانت لنا ملاذاً .
وأعود اليوم و أنا أمشي مترنحة لأسأل : من أنا ؟ويسندني ابني لنستقل السيارة ، ويدور بي في الشوارع .
في وقت تخرجي من المستشفى قالت لي الطبيبة: يجب أن تبقي يومين آخرين في العناية لكنني قلت لها أريد أن أذهب إلى بيتي . في بيتي ألعاب أحفادي وذكريات آخر لقاء لي مع أولادي . هو البيت الكبير الذي يلتجأ له أولادي و أحفادي في جو الغربة الموحش أحياناً . إنها عودة من الموت لا أعرف كم سوف تستمر . لكنها عودة حقيقية من الموت .