كيف وصلت الصين الى الاقتصاد الأول في العالم؟


احمد صالح سلوم
2021 / 12 / 2 - 12:34     

لا يوجد شيء اسمه اقتصاد سوق هذه دعاية امريكية لنهب الدول فهناك عشرين بنكا يديرون كل شيء في الأسواق الغربية بحيث ان العمال و الفلاحين يشتغلون عندهم كمقاولين بالباطن هناك شيء اسمه تبادلات استثمارات وليس سوق حر يتحرك بعقلانية لوحده.. و هذه الاستثمارات والتبادلات مع الاحتفاظ بمفهوم السيادة اي البنك المركزي الصيني وهذا ما فعله دينغ هسياو بينغ فهو حافظ على سياسة تخطيط مركزي لليوان.. وهذا ما ضمن للصين نموا مرتفعا ومستقرا بينما كل من توهم باقتصاد سوق تحركه قوى غيبية عقلانية فقد افلسوا وأصبح دولا شبه فاشلة او متراجعة وهم يشتغلون كعبيد لواشنطن وبيعت معاملهم وثرواتهم بسوق النخاسة الأمريكي ببلاش كمصر و تركيا والمغرب و غيرها..
حتى أوروبا الغربية لا يوجد لديها بنك مركزي سيادي وفقدت سيادتها بعد ماستريخت ولشبونة لهذا هي تتراجع لان لا يوجد سوق بل بنك فيدرالي امريكي وعدة بنوك فوق قآومية هو من يحدد كل شيء لمصلحة سلطة رأس المال الأمريكي فقط.. لو طبقت الصين وصفة كذبة السوق لكانت مثل تركيا والهند حيث يشتغلان بالباطن للاحتكارات الدولية دون أن نراه في مستوى معيشة أغلبية السكان ودون ان يرعبا واشنطن كما تفعل الصين بنسبة مناورة كبيرة..
ان تفاوض لتنتزع من الاستثمارات التكنولوجيا وانت تحتفظ بسيادتك اي ببنك مركزي صيني يتحكم بسياسة مخططة مركزية بالديوان وأشكال الاستثمارات الغربية غير أن تبيع بلدك في سوق النخاسة الدولي كما فعلته تركيا والهند و مصر وحتى الاتحاد الأوروبي..
اما حول استعادة هونغ كونغ بالتفاوض لم يكن هناك تفاوض بالمعنى الفعلي بل تسليم بموازين القوى الجديدة التي فرصتها الصين بقيادة حزبها الشيوعي فلو كان الأمر تفاوض كما يسموه بين الكومبرادور الفلسطيني العميل بقيادة الإرهابي محمود عباس وعصابته المجرمة ليس فيه سوي كائن ضعيف يبحث عن تعبئة جيوب قادته ببعض خدمات حماية المستوطنين وتوفير الأمن وسرقة المياه والأرض وقوة العمل الفلسطينية مثلا لوصلنا الي تكربس الاحتلال وتوسعه حول هونغ كونغ كما نراه في الحالة الفلسطينية.. اذا انسحاب الاحتلال البريطاني من هونغ كونغ هو مقارنة بين ارباحه وخسائره في حالة البقاء او الانسحاب.. فقدرة المفاوض او السياسي الصيني تسند على أقوى اقتصاد في العالم حتى في حينه لو تم تقييمه بالقوة الشرائية لليوان والدولار كما أقر اليوم صندوق النقد الدولي بحيث تم تقييم الناتج المحلي الصيني بحوالي ٢٤ تريليون بينما الأمريكي القائم على البلطجة العسكرية والنهب والحروب وإشاعة التوتر الدولي فقيمه الصندوق بعشرين تريليون دولار...
الصين شكلت داخل حتى الدول الغربية لوبيات تربح من إقامة استثماراتها في الساحل الصيني او الداخل كما بدأت تفرضه وتشجع عليه الحكومة الصينية مؤخرا لتلافي التفاوت الشديد بين دخل مدن الساحل ومدن الداخل... فالربح ليس بلا ثمن من القوة العاملة الرخيصة الصينية بل باثمان مفروض ومحسوب آثارها المستقبلية من حكومة شيوعية صينية لتحرير الأرض الصينية ومنها تايوان وايضا تعليم التكنولوجيا وفك أسرارها للعامل والمهندس الصيني ثم تمثلها والتفوق على الشركات الغربية نفسها.. بإنشاء مؤسسات تعليمية كفؤة داخليا بمستويات الماجستير والدكتوراة وايضا إرسال نصف مليون صيني لدراسة الدكتوراة في الغرب من أموال الدولة التي يقودها الحزب الشيوعي الصيني.. وهذا ما بدأ يرعب الغرب بأن الصين تجاوزت في كثير من المجالات درة تاجه اي تكنولوجيا الهاي تيك و المعلوماتية لتتفوق الشركات الصينية على نظيراتها الأمريكية و الاوروبية و اليابانية التي تنافسها في السوق الصينية والأسواق في العالم..