نطفو على بحر الهويات المتلاطمة: التلاطم الهوياتى أم التلاطم الطبقى؟


خالد فارس
2021 / 12 / 1 - 16:15     

أولا: #التلاطم_الهوياتى (تلاطم هويات):

لم تكن تقسيمات #قرن_سايكس_بيكو_وعد_بلفور سوى تقسيمات صلبة على أساس الهوية, تقسيم من منطلق الهوية, يتبعه سياسات هوية لادارة تقسيمات ناعمة. وهو امتداد للنظام السياسى الاقطاعى العثمانى الحاكم, الذى رهن النظام السياسى الى حكم عائلة (آل عثمان), مثلت الهوية الجمعية للمسلمين وغير المسلمين العرب وغير العرب, حيث أدارت انقاسامت هوية صلبة وناعمة.

كانت العائلة والطائفة والقبيلة, وأرادتها كذلك, قوى الغرب الإمبريالى, إمتدادا للحكم العثمانى, أن تبقى عائلة وطائفة ومذهب, جوهر الحكم السياسى.

يمكننا القول أننا نعيش منذ أكثر من 700 عام في قلب حكم الهويات, على امتداد الوطن العربى (الاستثناء نادر جديا ونسبى ضئيل), أنه بالفعل رقم قياسى لم يحدث في أي أمة, سابقاً.

لا يمكن مقارنة ذلك في #امبراطوريات_البلاط التي عاشت قبل الميلاد, لأنها امبراطوريات حملت مشروع حضارة (الفراعنة, الفينيقيين البابليين...), التي كانت امبراطوريات متفوقة على الإمبراطورية العثمانية, في صناعة حضارة العصر القديم, وفشلنا في حضارة العصر الحديث.

لا تقاس المسائل في التمدد الجغرافى, بل في بناء المجتمع وانتاجه لوسائل عيش حديثة عصرها.

تشكلت أجهزة الدولة, العسكر والمخابرات والأمن والاعلام, لكى تدافع ليس عن وطن يحمل مشروع حضارة, بل وطن يحمل مشروع هوية, ونشأت حروب أهلية صلبة وناعمة (انقسامات في المجتمع وتفتيت المجتمعات الى هويات قَبَلِية أو إثنية أو مذهبية....



ثانيا: #التلاطُمْ_الطبقى

فَشِلَ اليسار في نقل الصراع الى تلاطم طبقات تَدَفْع (تتنافس لكى تكون هي المركز الاجتماعى وليس الهويات) نحو مشروع حضارى, بل انخرط هو أيضا في سياسات الهوية. وهناك يسارييين فيهم مرض الهوية, أكثر من مما يتخيله العقل الطبيعى.

حتى مشروع التحرر الوطنى المتمثل فى الاستقلال الوطنى والقومى وهزيمة المشروع الصهيونى, تم محاصرته من خلال صراعات هوية.

وباء الهوية الحزبية هو احد تجليات صراعات الهوية, وباء الهوية الاصلانية (الدين, القبيلة, العرق, السلالة..) أصبحت مصدراً لتعريف الحقوق.

كان على اليسار أن يرفض سياسات الهوية, ويدفع باتجاه بناء وممارسة سياسة طبقات اجتماعية نقيض ممارسة سياسات الهويات, حتى لو جاء ذلك في سياقات تعزيز الطبقة المتوسطة أو التحالف مع راسمال لديه نزعات وطنية تحررية وليس هوياتيه مثل عائلات الاقطاع أو زعامة العائلة والقبيلة والطائفة والمذهب .

خ.ف.

كاتب عربى

حساب تويتر: https://twitter.com/khalidmf
حساب فيسبوك: https://www.facebook.com/profile.php?id=706712116