فى ذكرى رحيل مناضل : الشاعر حسن عقل وحلمه


سعيد العليمى
2021 / 12 / 1 - 16:14     

يستحق رفاقنا الاعزاء الذين رحلوا الكتابة عنهم فى ذكرى رحيلهم منهم الشاعر المناضل حسن عقل الذى عرفته عام 1972 مع الراحل رؤوف سالم ومصطفى نور الدين عطية اطال الله عمره ( خلية كلية الاداب - جامعة الاسكندرية ) - عضوا فيما سيصبح حزب العمال الشيوعى المصرى فيما بعد - وكان مسؤولا للاتصال بين المعتصمين من الطلاب وقيادتهم الحزبية الميدانية والمسؤول المركزى عن منطقة الاسكندرية آنذاك اواخر 1972 - كان يحمل دائما فى داخله حساسية الشعراء ورهافتهم وتميز رفيقنا حسن عقل بنزعة تهكمية ساخرة لم تمنعه من ممارسة مهامه العملية بجدية . حين وجهت الضربة البوليسية الاولى للتنظيم فى صيف 1973 وصمدت القيادات امام التعذيب والضغوط كتب قصيدته الشهيرة " الحلم " وحيا فيها من قالوا " لا " . كان د .جمال عبد الفتاح قد خضع للتعذيب فى معسكر مصطفى باشا فى سيدى جابر فاهدى القصيدة له . وكان عدلى حسين وكيل نيابة امن الدولة العليا ( محافظ القليوبية فى زمن مبارك ) قد وصف المتهم الاول فى القضية سعيد العليمى ( المسؤول المركزى عن منطقة الاسكندرية ) بأنه " متهم اللا " لأن اجاباته على اسئلة التحقيق كلها كانت بالنفى المطلق . قصيدة الحلم من اجمل ماكتب حسن يتجلى فيها حسه الثورى الشعرى برومانسية شفافة . نحيى ذكرى الرفيق العطرة التى ستظل فى قلوبنا الى الابد .
اننى ابالغ فى الحلم وابيح لنفسي ان ارتفع دافعا خطوى فى اتجاه الشمس منشدا كلمات الحقد فى وجه كل العتاه وأعيد حساب البراعم *************** المدينة المقنعة بزرقة البحر ترحل كل يوم فى جنون الموج الى موانئ الاهتراء ساحبة خلفها ، فلول الفتيان العطشي الذين باتوا منبهرين على ارصفتها المزركشة وانت ، تأتينى وئيدا حاملا لوح الصخر ، وازميل التحدى تعلمنى تهجية الوطن ***************** أيها المتهم بالحقيقة ان قولك الرجولى "لا" قد احال تبجحهم رعبا وحطم كل ارقامهم واسترد شرف الابجدية ***************** اذ يستجوبونك بصدمات الكهرباء فيشلهم ردك البطولى "لا" المح ببصيرة الثقة الملايين تشق الشوارع وتنتهك حرمة الميادين الزجاجية فتتهاوى حوائط الاعلان ودمى القصور ، تسقط خلف ستائر جبنها وتماثيل الشمع ، تذوب تحت شمس المعركة الفاصلة . ***************** باسم كل شهداء الوردة وردة المستقبل تنمو بادئة من اوردتنا يقينا سوف نلتقى سوف نلتقى ، حيث تدق الاجراس للذين بالامس كانوا مستضعفين وحيث تصمت الحناجر وتخفق كل الصدور للذين حققوا ذات الانسان فيهم وماتوا ، وهم اقوياء سوف نلتقى ليس وحدنا ..وانما فى الطرقات،وفى كل الساحات على محطات القطارات ،وعلى السطوح بين الجموع...نغنى جميعا للفرح تحت سماء الحلم .
من ديوان "الحلم" للشاعر المبدع حسن عقل .