الصراط المستقيم


نادية خلوف
2021 / 11 / 30 - 09:45     

مع أنني من الفرقة الناجية التي وعدها الله بالجنة ن لكن لا بدّ من المشي على الصّراط في طريقي إلى الجنّة خوفاً من المتسللين.
ومشيت بكل فخر على الصراط ، فأنا ذاهبة إلى الجنّة بقدمي . ما أسعدني ! تحقق حلمي ونجوت من الوطن إلى الجنة مباشرة بفضل انتمائي للفرقة الناجية .
نحن أبناء الفرقة الناجية التي أنعم الله علينا بالإسلام فنصبنا علينا إماماً نعبده ، نصدق كل مايقول لنا ، وها أنا الآن في طريقي إلى جنة الخلد . كان يرافقني أحد الملائكة ، فجأة ظهر أمامنا حاجز من نور فطلب الملاك أن نتوقف . قال النور : أنا اللله . قدمي ورقة أعمالك!
يالسعادتي ! لم أضر أحد ، بعد دقائق غضب النور تحول لونه إلى الأحمر: أيها الملاك ! أعدها .
إلى أين يعيدني أيها الرب العظيم و أنا لم أخطئ ؟ سوف يعيدك إلى الدنيا لتعيشي حياة طبيعية فيها الخطأ و الصواب.
لكنّني عملت بكل تقاليد الدين الحنيف.
-كنت بقرة !
-عفوك يارب . هذه أول مرة أعرف أن الرّب يتكلم بالبذاءة . أنا إنسان .
-كيف تثبتين ذلك ؟ ألم تكوني بقرة عبد المعطي زوجك ، ليس هذا بل كنت البقرة الحلوب أيضاً .
كنت أطيع زوجي أيّها الرب !
ولماذا تطيعينه في المعصية وتنفقين عليه؟
أعادوني إلى الدنيا مرغمة فكرّرت ماقمت به في المرة الأولى الثانية، و الثالثة ، وفي كل مرة يعيدونني. ماذا أقول لكم عن الدنيا . هي سامة لا تصدق متى تنجو منها . رأيت في الدنيا دماراً ، رأيت ظلماً وكنت أقبل بها في كل مرة .
في المرة الأخيرة أردت أن لا يعيدونني فعملت في الدعارة ، لم أكن أحبها لكنها كانت مربحة، وكان علي أن أخطئ حتى لا يعيدني الله مرة أخرى إلى الدنيا ، ولما صعدت ومسشيت على الصراط انبسطت أسارير الرّب . قال لي: هذه في ميزان حسناتك . خذها إلى الجنّة . قادني الملاك إلى الجنة هي فعلاً جنة ، مليئة بالفتيات الجميلات ، وليس فيها شيوخ أو دعاة ، سألت " هل سوف أكون وحيدة. أجابني الرّب: فزت بالجنّة ولدينا عدد كبير مثلك سيقمن على إمتاع الملائكة " جنود الله" عرفت يومها أن وظيفتي في الدنيا هي وطيفتي في الآخرة . . .