المستقلون الباحثون عن رصيف.. والحياد غير الايجابي


علي عرمش شوكت
2021 / 11 / 28 - 20:44     

تتبلور في الصراعات وبخاصة السياسية منها التي تنشب بين احزاب او جماعات. صورة " المستقل " عندما يتبين بانه لا يرتبط باي شكل مع احد اطراف النزاع. هذا اذا ما كان الملف محصوراً باطار ذات طابع خاص، ومتصلاً بجوهر الامر المتصارع حوله. ويبقى من شأن ذات الطرفين ، ما اذا كان له امتداداً ويشمل مصالح الجماهير ذات السمات الوطنية هنا يترتب، عليه الزام التوقف عند مفترق اعادة الحسابات، حيث تتضح المعالم سلباً او ايجاباً. مما يسهم بازالة اعذار من يلوذ بالحياد حاسباً حاله مستقلاً.
لسنا ممن يبحثون فرص اللوم للذين يرغبون الجلوس متفرجين على مدرّج ميدان الصراع، مرتدين " جلباب " الاستقلالية.. فلكل احد اسبابه ودوافعه التي تحكم مواقفه وتصنع نزعاته . بيد ان هنالك التزامات على المعني بالصراع، سواء كانت اجتماعية او سياسية اوغيرها، التي لا مناص لديه من الابتعاد عنها، مع ان ثمنها جلب العتب اوالملامة عليه، وربما النقد. كل ذلك ما يشكل كُدساً من مفردات الذم ، الامر الذي يكرس واقع الحال المرير ويديم الظلم وافرازه الفقر الشامل ، او حيال المصالح الوطنية الكبرى. حينها لن يبقى عذراً ويغدو التمسك بعروة الاستقلالية ركيكاً. اذا لم يكن مستهجناً ومداناً.
يريد السادة الفائزون في الانتخابات البرلمانية، تحت عنوان مستقلين ان لا ينحازوا الى احد اطراف الصراع الحالي الجاري في الساحة العراقية بذريعة التمسك بعنوان " الاستقلال " عن الكتل والاحزاب المنخرطة بما يسمى بـ " العملية السياسية " متغافلين عن اهمية الفرز الضروري، بين الصالح والطالح وبين من يسعى لانقاذ البلد من السقوط في الهاوية، ومن القوى التي تسحب العراق الى الكارثة. سيما وان الامر يتوقف على اصطفافهم وضم اصواتهم الى الجهات الوطنية، وفي هذه الحالة. يصبح الاستقلال والحيادية امام قضايا الوطن وانقاذ البلد من الضياع ، الانحياز غير المباشر للطرف السلبي، ويحسب اصطفافاً معاكساً ومضاداً للطرف الايجابي.. حيث سيكرس حالة الانحطاط والتدهور واشتداد الازمة.
وغالباًما يكون " الحياد " غير ايجابي سيما اذا ما كان الصراعواطرافه واضحة المعالم . وترتهن نتائجه بتقرير مصائر الشعوب والبلدان التي يحف بها الضياع في لجة الكوارث والاستعبادوالهيمنة الاجنبية التي ليس من شأنها سوى فرض العبودية والتخلف والنهب المنظم، وبسط النفوذ وجعل الشعوب عبارة عن وقود وهشيم لا حولة لها ولا قوة لاطفائه.
ان مفردة { المستقل } لا يحسن تقمصها في مضمار واجب الانغمار في الدفاع عن القضايا الوطنية. لان في ذلك الافصاح عن الموقف ازاء مصالح الشعب الاساسية ، وفي ذات الوقت فرزاً وتحديداً للانتماء الوطني والاعتزاز به، فليس مفهوماً التسمّر من قبل المستقلين والاستسلام لفقدان بوصلة الطريق نحو الخلاص في التغيير الشامل والدولة المدنية والعدالة الاجتماعية .