عندما تستاءُ من جَرَس المُنّبِه


امين يونس
2021 / 11 / 27 - 13:43     

" … هنالك حالَتَين تنزعج وتستاء فيهما ، من المُنّبِه او جرس التنبيه : الأولى حين يرُن ، والثانية حين لا يرُن ! . أي أنك تستاء في كلتا الحالتَين . ففي الحالة الأولى ، حين يوقظك المنبِه وأنتَ لم تشبع من النوم اللذيذ بعد سهرةٍ الى وقتٍ مُتأخِر . والحالة الثانية ، عندما لا يرُن أي يفشل في إيقاظك وتنبيهك في الوقت المحدد وأنتَ لديك موعِدٌ مُهِم " .
……………
هنالك حالتَين تستاء وتنزعج فيهما ، من حزب الدعوة وعصائب أهل الحق والفتح والحكمة والمجلس الأعلى وكتائب حزب الله بل وحتى التيار الصدري . الحالة الأولى عندما يفوزون في الإنتخابات ويحصلون على مقاعد كثيرة ، والحالة الثانية عندما يخسرون . انهم مُزعجون سواء فازوا أو خسروا ! .
ففي الحالة الأولى يتمادون في التحكُم في كل شئ وتقنين فسادهم المستشري ويستميتون في تهميش الآخرين ، ويحتكرون السُلطة والمال ويفرضون أجنداتهم الطائفية . وفي الثانية يُحدِثون الفوضى ويهددون الأمن ويتسببون في القلاقل ولا يعترفون بالنتائج .
………….
في المثال أعلاه … المُنّبِه ، مسكين ولا يستأهل الإستياء منهُ ، فأنتَ الذي تُوّقِته حسب رغبتك وإحتياجك .. لكن المُشكلة في الأحزاب التي ما أن شربَتْ من كأس السُلطة ، وذاقتْ طعم النهب المُنّظَم ، فأنها " ما تنطيها " بعد ! . وتُعرقِل تشكيل الحكومة وتُحاصر المنشآت الرسمية وتُهّدِد السلم الأهلي ، مُطالبةً بحصةٍ مهمة من السلطة والنفوذ والمال رغم خساراتها وفقدانها لشعبيتها… وإلا فأنها ستستخدم ميليشياتها وسلاحها ودروناتها لتهديم ما تبقى من وَطَنْ ! .
لا يقتصر الأمر على الأحزاب الشيعية التي تمتلك ميليشيات وسلاح منفلت ، بل ان الأحزاب " السنية " و " الكردية " أيضاً ، المتنفذة والتي مارستْ السلطة في مناطقها وإستحوذت على الموارد طيلة السنوات الماضية ، ليستْ مُستعدة إطلاقاً للتخلي عن إمتيازاتها الخُرافية ، حتى لو خسَرَتْ إفتراضاً .