ليلتي


نادية خلوف
2021 / 11 / 27 - 08:29     

كيف يمكن أن أقضي ليلة دون ألم و السرطان يفعل فعله ؟ هذا ماحاولت أن أقوم به الليلة. رميت قرص المهدئ وبدأت ليلتي . وصلت إلى الثالثة صباحاً وبدأت أكتب مقالتي هذه .
في بداية الليل كنت خائفة من الألم ، الوحدة ، الليل ، وقلت لنفسي : ماذا لو كانت الليلة الأخيرة؟ علي أن أتمتّع بالوقت. ارحل أيها الليل ، واحسب أن الزمن لا يعرف العتمة و الضوء.
في الخارج صقيع ، لم يمنعني من فتح باب الشّرفة ، فقد لا أرى الثلج ثانية ، وهو يعطي لليلي رونقه ، بعد استشارات مكثقة مع نفسي اعتبرت أن الوقت قصير ، وعلي أن أتمتع به ، وهل هناك أجمل من الرقص ؟
شددت وشاحاً على خصري ، وضعت أغان راقصة ، بدأت في ليلتي ، غنيت لها: "هذه ليلتي وحلم حياتي "، ثم جلست على أرض المطبخ أبكي لأنني لم أستطع الاستمرار . حياتي هي في المطبخ حتى أنني في مرات كثيرة أنام فيه .
لا أعرف لماذا أدفع إيجار الشقة ، و أنا لا أستعمل سوى المطبخ؟
أعطيت لليل حريته ، تمددت على الصوفا في المطبخ ، وبعد الثانية عشر وضعت سفرة قمت بإعدادها خصيصاً للاحتفال ، أكلت حتى التخمة، ثم شربت الشاي ، وضعت شريط الأخبار فسرقتني لنوم الدقائق حيث أن نفس الشريط الإخباري أسمعه منذ أسبوع . قمت مذعورة فقد وعدت الليل بالسهر، أغلقت الراديو ، تفقدت الحمام . هل أستحم الآن ؟ ينصحونني بعدم الاستحمام في الليل ، لذا. . . سوف أستحم !
اعتبرت أنه يجب أن أحتفي بنفسي ، فعادة أنساها حينما يحين موعد الاحتفال. كيف سوف أحتفي ؟ قمت بتنظيف المنزل النظيف أصلاً ، وضعت الشاي و الجبن والعنب ، أكلت العنب مع الخبز. لذيذ!
في الثالثة وبعد الاحتفال قررت أن أكتب مقالة عن ليلتي ، فقد يستفيد منها المرضى . حتى الآن لم أتناول أقراص المهدئ ، مع أن الليل مر أكثره . يمكنني تهدئة نفسي بالجنون ، فالجنون كالحب يصنع المعجزات ، بل إن الحب لا يصنع معجزة ، نحن نتهمه بذلك ليس إلا . بقي من الليل بضع ساعات و أفضل طريقة لتقطيع الوقت هو شرب المتة، لكنّني لا احبها ولا أحترمها . إنه استثناء . طابت ليلتكم ، أتمنى لكم ليال دون جنون ولا مهدئات . . .