الخطير اليوم!!


أحمد بيان
2021 / 11 / 21 - 21:21     

ما هو الخطير اليوم؟

الخطير اليوم هو أننا نعرف جيدا طبيعة النظام القائم بالمغرب وأساليبه الإجرامية ومناوراته (اللعبة الديمقراطية، شعارات حقوق الإنسان والتنمية -النموذج التنموي-...) ومخططاته التفقيرية والتجهيلية وارتباطه بالامبريالية والصهيونية.
الخطير اليوم هو الزحف الصهيوني المتواصل ببلادنا على المستويات السياسية والعسكرية والاقتصادية والثقافية.
الخطير اليوم هو تعاظم التأثير والاختراق الظلاميين والشوفينيين تحت مظلة النظام وبدعم منه، ماليا وإعلاميا.
الخطير اليوم هو أننا نعرف مهامنا، أي المهام النضالية الملحة، ونتجاهلها. إننا نختلق الأعذار أو نفتعل الحروب الهامشية والمصطنعة لنبتعد عنها. وبدون لبس أو لف، أعني هنا المناضلين وكل من يدعي الانتماء إلى "عالم" النضال، وخاصة النضال الحارق (النضال الثوري)، ولا أستثني نفسي. وألح هنا على جدوى النقد والنقد الذاتي والمحاسبة، بعيدا عن التضليل والافتراء وتصفية الحسابات.
الخطير اليوم هو الذاتية المفرطة، بما تحمله من ترسبات سلبية، وأخطرها عدم الانضباط والتطلع الى النجومية والسعي بالنسبة للبعض الى الحفاظ على "كاريزما" متوهمة وعلى بعض "الامتيازات" التي تسحر وتأسر خاصة البورجوازية الصغيرة.
الخطير اليوم هو ممارسة التحريفية باسم الثورية، وللأسف من أجل اكتساح الهامش القاحل.
الخطير اليوم هو طمس التجارب النضالية النموذجية، أي التجارب الثورية والإشادة بالانتهازية والإصلاحية، وهو أيضا عقد تحالفات غير منسجمة تفضي في كثير من الأحيان الى انتكاسات وخيمة على حاضر ومستقبل قضية شعبنا.
الخطير اليوم هو صنع "نجوم" كارطونية بغاية توجيهها حسب الأهواء والأهداف والمصالح الضيقة في المجالات السياسية والنقابية والجمعوية، ومحاصرة المناضلين الثوريين والمبدئيين وعزل الطاقات المناضلة.
الخطير اليوم هو التسيب والعشوائية وحتى العفوية. الخطير اليوم هو المكر المفضوح باسم التكتيك. الخطير اليوم هو الولوج المريح إلى المعلومة، بعض المعلومة، وتوظيفها في جميع الاتجاهات إلا الاتجاه الصحيح.
الخطير اليوم هو ادعاء الديمقراطية وفي نفس الوقت الإساءة اليها وتشويهها داخل الأحزاب السياسية والنقابات والجمعيات وباقي الإطارات الجماهيرية.
الخطير اليوم هو التعايش مع الذل والتردي بكل معانيهما السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
الخطير اليوم هو الصمت حيث يجب الكلام، والكلام وللدقة الثرثرة حيث يجب الصمت.
الخطير اليوم هو "نضال" الموضة والبهرجة الفارغة، وقطع الطريق على الأشكال النضالية التي من شأنها تغيير موازين القوى لفائدة الجماهير الشعبية الكادحة.