لأجل الثورة الثقافية


أحمد زوبدي
2021 / 11 / 17 - 23:47     

لأجل الثورة الثقافية /

الثورة الثقافية في المغرب أصبحث ضرورة ملحة في مناخ أصبح فيه الوضع الإجتماعي يعرف احتقانا لا يطاق. السياسة لم تعد قادرة على فهم ما يجري لأنها سلبت من الفرقاء الذين عليهم ممارستها بشكل صحي : يتعلق الأمر هنا بالدولة/ الحكومة والأحزاب. الدولة تم تفكيكها وتحويلها إلى أداة لخدمة الاوليغارشيات. الأحزاب التقدمية تم التخلص منها بشتى الأشكال من خلال اختراقها وزرع داخلها كائنات تعمل على إضعافها ليتم تهميشها وتحويلها إلى كانطونات. الأحزاب إياها لم تعد قادرة على تأطير السكان. الدولة لم تعد هي كذلك قادرة على تلبية الحد الأدنى من الخدمات للسكان مثل النقل والصحة والتعليم, إلخ, لأن الفساد أصبح هو القاعدة وليس الإستثناء. كل هذا أدى إلى تمزق العلاقات الاجتماعية وبدأت تعم الفوضى وتم ملء هذا الفراغ من قبل أصحاب الإسلام السياسي والإسلام المتزمت الذين يوظفون الفقراء عبر اللعب بمشاعرهم و عواطفهم من خلال ,على سبيل المثال, بناء المساجد بشكل مثير للانتباه , محل العمل على ملء هذا الفراغ بالثقافة وتطوير فضاءات ثقافية متعددة كالمقاهي الثقافية والندوات والموائد المستديرة واستعمال التكنولوجيات الجديدة منها الإلكترونية لتكثيف التواصل بين الفئات التي لها الرغبة في تطوير معارفها الثقافية.
من جهة أخرى, الثقافة تبدأ بتوفر المغرب على منظومة تعليمية تخضع لشروط التعلم والتربية كأداة لتوعية الفرد وكطريق لحل المشاكل الاجتماعية من خلال تنمية الحوار والتواصل. للأسف الكبير تحول قطاع التعليم إلى سوبيرات لبيع السلع لأجل الربح. لقد تم الزج بالمدرسة العمومية إلى الحضيض حيث أصبحت تنتج في غالبيتها المشرملين وقطاع الطرق ولم تعد تنتج الكفاءات, كما كان الحال من قبل..
المطلوب اليوم هو تكثيف الجهود من طرف المثقفين الغيورين للتأثير بشكل كبير على الوضع الشاذ الذي توجد عليه البنيات الاجتماعية من خلال تطوير آليات التثقيف على الأقل على مستوى الكتابة والتنديد بما وصلت إليه المآسي الناتجة عن الاختيارات اللاشعبية واللاديموقراطية التي يمارسها ويكرسها النظام السياسي القائم.
الثورة الثقافية هي الحل وتعرف نفسها أنها كذلك.