لماذا يؤمن الناس بالهراء الأكثر سخافة و شناعة ؟ التشويهات الطائشة للواقع و الأوهام القاتلة ل - التقدّم بلا آلام - و الحاجة الملحّة إلى ثورة حقيقيّة معتمدة على العلم


شادي الشماوي
2021 / 11 / 14 - 00:12     

بوب أفاكيان ، جريدة " الثورة " عدد 719، 27 سبتمبر 2021
https://revcom.us/en/bob_avakian/wild-distortions-reality-deadly-illusions-painless-progress-and-urgent-need-real

" كنّا نؤمن ... ببعض الأشياء الأكثر خياليّة التي يمكن أن تتصوّروها ". ماكولم آكس معلقّا على " نظريّات " أمّة الإسلام عقب قطيعته معها (كما ذكره كلود أندرو كلاغ الثالث في كتاب " رجل أصليّ ، حياة و زمن آليجا محمّد " ).
لم يكن مالكولم آكس يستخدم كلمة " خياليّة " في موقفه ليعني شيئا مثل " كبيرا حقّا " – لا ، كان يقول إنّ عقيدة أمّة الإسلام " خياليّة " محضة و تؤدّى بالذين يتبعونها للإيمان بالأشياء الأكثر سخافة و شناعة . و في وقت آخر سيكون من المفيد التوغّل في بعض " الأشياء الخياليّة " و كيف تمضى ضد الواقع الفعلي و تؤدّى بعيدا عن ما يجب القيام به لتغيير الواقع خدمة لمصلحة كلّ المضطهَدين و في نهاية الأمر الإنسانيّة قاطبة . ( عقيدة أمّة الإسلام كذلك في نزاع بطرق لها دلالتها مع الإسلام التقليدي المؤسس قبل حوالي 1500 سنة من طرف محمّد إبن عبد اللّه في شبه الجزيرة العربيّة . في كتاب " لنتخلّص من كافة الآهة ! تحرير العقل و تغيير العالم راديكاليّا " (1) ، تحدّثت عن جذور الإسلام التقليدي و الطرق التي بها إلى جان المسيحيّة و الديانات الأخرى هو يخرج عن الواقع نفسه و يشجّع على علاقات إجتماعيّة بما فيها تلك بين الرجال و النساء فات أوانها وهي إضطهادية إلى أقصى الحدود .
و هنا سأركّز على المسألة التالية : لماذا بحث مالكولم آكس لفترة ...لماذا يبحث الناس اليوم مثل مالكولم آكس حين إلتحق بأمّة الإسلام ، عن سبب معاملتهم بهكذا طرق فظيعة و عن سبب كون العالم بهذه الفظاعة ... لماذا يحتاج الناس بيأس على فهم العالم كما هو لأجل تغييره راديكاليّا بواسطة ثورة تحريريّة ... لماذا يعتقد الكثيرون في " بعض الأشياء الأكثر خياليّة التي يمكن تتصوّروها " ؟
لست بصدد الكلام عن الفاشيّين المجانين و المحبّين لترامب و العنصريّين و الكارهين للنساء الذين كما كتبت سابقا :
" يعتقدون بشدّة و بحماس لاعقلاني أنّ تفوّق البيض و التفوّق الذكوري و علاقات إضطهاديّة أخرى ( فضلا عن نهب البيئة بلا قيود و لا حدود ) يجب الدفاع عنهم و فضهم بصرامة . و قد دفعوا إلى حالة جنون خبيث معانقين كلّ أنواع نظريّات المؤامرة ، إلى جانب الأصوليّة المسيحيّة المجنونة كإجابة على التهديد الذى يرونه لشعارهم ( أو " ما أمر به الإلاه " ) و تشديدهم على مزيد التنازلات للنضال ضد الإضطهاد و الفتّاك الذى " جعل أمريكا عظيمة ". (2)
لا ، لست أتكلّم عن الناس الذين هم " أهداف للكره الشديد لهؤلاء الفاشيّين وهم عُرضة للإضطهاد الأكثر فظاعة على يد هذا النظام الرأسمالي- الإمبريالي الذى نحن مجبرون الآن على العيش في ظلّه . لماذا يؤمن الكثير منهم بأشياء ليست غير واقعيّة فحسب – و أحيانا في نزاع شديد مع الواقع – بما في ذلك نظريّات المؤامرة الجنونيّة ؟
هناك أسباب مختلفة لهذا لكن في موقع القلب من الكثير من هذا واقع أنّ العديد من هذه النظريّات التآمريّة الجنونيّة و المعتقدات الأخرى المناهضة للعلم توفّر تفسيرا بسيطا لما تبدو كظواهر غريبة و عادة ما توفّر وهم أنّ فظائع العالم يمكن بصورة ما أن تعالج دون الحاجة إلى نضال مصمّم و تضحية حقيقيّة . و حتّى عندما يمكن لنظريّة تآمر خاصة أن تقدّم " تفسيرا " متقنا للأشياء فهي تعود عادة على شيء بسيط – مفهوم أنّ سوء معاملة بعض الناس أو عديد الناس هو وجود مجموعة من الناس السيّئين يمسكون بالسلطة التي تتسبّب في حدوث هذا .
لكن الحقيقة الأساسيّة هي التالية : مصير أفراد البشر و البشر ككلّ لا يتحدّد ببعض التآمر ... لا يتحدّد بنشاطات عنيدة و غامضة لزمرة صغيرة من الناس أو إلاه أو بعض الآلهة أو قوى أخرى ما وراء الطبيعة ... ليس محدّدا بجينات مجموعة أو أخرى .لا ، وضع البشر يتحدّد بالطرق التي هي أجل معقّدة و يمكن أن نفهمها و نشرحها – بواسطة العلم – و على هذا الأساس ، يمكن جوهريّا تغييره في مصلحة كافة المضطهَدين في كلّ أنحاء الكوكب و في نهاية المطاف الإنسانيّة قاطبة .
و الفهم العلمي الحيويّ في كلّ هذا هو أنّ الناس الذين يعيشون في المجتمعات المنظّمة كأنظمة – أنظمة قائمة على الطرق التي يتفاعل بها الناس مع بعضهم البعض و مع بقيّة الطبيعة لأجل تلبية حاجياتهم الأساسيّة و العناية بأجيال المستقبل . و لهذه الأنظمة بعض العلاقات الأساسيّة و طرق سير هذه الأنظمة مستقلّة عن إرادة أيّ أفراد أو مجموعات معيّنة من الناس ، حتّى الذين يحتلّون الموقع المهيمن صلب هذه الأنظمة .
و اليوم ، نعيش في ظلّ نظام الرأسمالية – الإمبريالية المسيطر على العالم وهو السبب الجوهريّ للعذابات الرهيبة ليس لجماهير الشعبيّة في هذه البلاد و حسب و إنّما أيضا جماهير الإنسانيّة عبر العالم . و من الممكن وضع نهاية لهذا العذاب – الذى ليس يسرق الحياة و يسحق الأرواح فقط بل هو كذلك غير ضروري تماما – غير أنّ هذا غير ممكن إلاّ بالتوصّل إلى فهم علميّ لكيف يسير عمليّا هذا النظام و كيف أنّ ذات " سير" هذا النظام قد أدّى بالأشياء إلى نقطة حيث الإطاحة الثوريّة بهذا النظام و تعويضه بنظام مختلف راديكاليّا و تحرّريّا ممكن – وهو أمر نحتاج إليه حاجة ماسة .
في عديد من المؤلّفات ، فصّلت القول في هذه المسائل بشيء من العمق . (3) و هنا الشيء الحيويّ للتأكيد عليه هو أنّ بلوغ هذا الفهم لا يمكن أن يحصل أبدا بالإيمان بأشياء ك" التشويهات " " الخياليّة " للواقع و الوهم القاتل " للتقدّم بلا آلام " الذى لا يتطلّب حقّا تضحية – لأنّهم يجعلوننا ننعم بشعور جيّد أو يوفّرون لنا الرفاه و الأمل على أساس خاطئ . لا ، معرفة العالم و تغييره على النحو الذى يمكن تغييره ، لأجل تحرير الناس في كلّ أنحاء الكوكب من الإستغلال و الإضطهاد ، غير ممكنينإلاّ بالإعتماد على العلم – التطبيق الصريح للمنهج العلمي – الذى وفقه الواقع المادي و سيرورة تفاعل البشر مع الواقع هما مصدر الأفكار و النظريّات و العقائد و ما سواها ، و هو المحكّ الأخير لصحّة الأفكار و النظريّات و العقائد إلخ ن عدم صحّتها . لهذا تشدّد الشيوعيّة الجديدة التي طوّرتها على و منطلقها هو المنهج و المقاربة العلميّين الأكثر إنسجاما لتفسير العالم كما هو هو عمليّا و لتغييره راديكاليّا إنطلاقا من ذلك .
----------------------
هوامش المقال :
1. Away With All Gods! Unchaining The Mind And Radically Changing The World, Insight Press, 2008. See in particular Part Two “Christianity, Judaism, and Islam—Rooted in the Past, Standing in the Way of the Future,” in particular the section “Islam Is No Better (and No Worse) Than Christianity.” Excerpts from other sections of this book by Bob Avakian are also available at BA’s Collected Works at revcom.us.
2. From Bob Avakian—Revolutionary Leader, Author of the New Communism: THIS IS A RARE TIME WHEN REVOLUTION BECOMES POSSIBLE—WHY THAT IS SO, AND HOW TO SEIZE ON THIS RARE OPPORTUNITY. This article is available at revcom.us.
3. In addition to “This Is A Rare Time,” see, for example, Bob Avakian, The New Communism, The science, the strategy, the leadership for an actual revolution, and a radically new society on the road to real emancipation (Insight Press, 2016), especially “Introduction and Orientation, Foolish Victims of Deceit, and Self-Deceit,” and Part 1 “Method and Approach, Communism as a Science” and Breakthroughs, The Historic Breakthrough by Marx, and the Further Breakthrough with the New Communism, A Basic Summary. Go to revcom.us to learn about these and other important works by Bob Avakian.