فيما مضى.... والآن


عباس علي العلي
2021 / 11 / 12 - 19:00     

فيما مضى
كان الرب واحدا ووحيدا
يصنع من الطين الاحمر أشكالا شتى
كهيئة الحيوان
والطير ومخلوقات جميلة
وبشرا
ولا يختم على أدبارهم تأريخ الصنع
ولا منتهى النفاذ
وكأن الامر ليس بسر
كان فيما مضى كل شيء جميل
وكلما يكثر الضجيج حول الرب
تراه يمنح الوجود
والوجوه
أحلاما ويختصر ذلك دوما على أنه مجرد ذكرى
حتى فطن أبن آدم
فهمس في أذن الرب
لو أتخذت عليهم أجرا
من ذلك اليوم
تغيرت أخلاق الرب
وصارت في السماء
أرباب عددا
***
لا تحملي أزهارك أيتها الأنيقة
وتذهبي للقاء
فوصايا الحب
تقول
أنك زهرة الوجود الأبدية
مشرقة في كل الفصول
وإليك تهدى قصائد الورد
فقط أمنحيها فرصة واحدة لتسبح
في الأحلام
وأن تتعطر بأبتسامتك
فتمطر حتى الشمس
في تموز
أنهارا من عشق لا يقاوم.
****
أيها المارون في درب كربلاء
في كل عام
تحبل الأرض من أقدامك
أجيالا من أحرار
يأكلون جسد الباطل
كي يموت للأبد
أستمروا فالأخبار تقول
أن البقايا الباقية
تحتاج صرخة أخيره
لينهد ذلك الجسد الفاني
ويعلن عن عرس الحرية