مقتطف من كتاب لينين المختارات المجلد الاول


سعد الماركسي
2021 / 11 / 10 - 14:14     

إن اﻹستثمار قد تطور تطورا كاملا،ويبدو في شكله الصافي دون مختلف هذه التفاصيل التي تشوش اﻷمور فلم يبقى بمستطاع العامل ألا يرى أن ما يظلمه،إنما هو الرأسمال،وإنه يترتب عليه النضال ضد الطبقة البورجوازية وهذا المضال الذي يخوضه،والذي يستهدف تلبية حاجاته الاقتصادية المباشرة وتحسين وضعه المادي،إنما يتطلب من العمال بالضرورة أن ينتظموا وهكذا يصبح هذا النضال بالضرورة حربا،لا ضد أفراد بل ضد طبقة،ضد هذه الطبقة التي تنيخ بكلكلها على الشغيل وتظلمه،لا في المصانع والمعامل فحسب،بل على الدوام وفي كل مكان ولذا لم يكن عامل المصنع سوى الممثل المتقدم لجميع السكان المستثمرين،ولكي يتمكن من القيام بتمثيله هذا في غمار نضال منظم دائب،ليس تمة حاجة أبدا ﻹجتذابه بواسطة أية آفاق،يكفي لهذا الغرض أن نوضح له وضعه،والتركيب السياسي اﻹقتصادي للنظام الذي يظلمه،وأن نبيين له أن التناحر الطبقي امر ضروري محتوم في هذا النظام،إن وضع عامل المصنع هذا،في النظام العام للعلاقات الرأسمالية،يجعل من العامل المكافح الوحيد في سبيل تحرير الطبقة العاملة،إذ أن المرحلة العليا فقط من تطور الرأسمالية أي الصناعة اﻵلية الكبيرة،تخلق الشروط المادية والقوى اﻹجتماعية الضرورية لهذا النضال وفي كل مكان آخر،حيث أشكال تطور الرأسمالية أدنى،تنعدم هذه الشروط المادية فاﻹنتاج مجزأ إلى كثرة هائلة من اﻹستثمارات الضئيلة ( التي لا تكف عن كونها إستثنارات مجزئة،حتى في أكثر أشكال الملكية العقارية المشاعية مساواة)، ولا يزال المستثمر يملك،في معظم الوقت،إستثمارة صغيرة جدا تربطه على هذا النحو بهذا النظام البورجوازي الذي يترتب عليه النضال ضده وهذا ما يؤخر ويعرقل تطور القوى اﻹجتماعية القادرة على دك الرأسمالية إن اﻹستثمار الصغير،المجزأ،الفردي،يربط الشغيلة بهذه المحلة أو تلك،ويفرقهم ولايتيح لهم ادراك تضامنهم الطبقي،ولا اﻹتحاد بعد ان يدركوا ان سبب الاضطهاد ليس هذا الفرد او ذاك،بل النظام الاقتصادي برمته وبالعكس،تحطم الرأسمالية الكبيرة حتما كل رابطة تربط العمال بالمجتمع القديم، بهذه المحلة او تلك، بهذا المستثمر او ذاك وتوحدهم،وتدفعهم الى التفكير وتضعهم في شروط واحوال تتيح لهم خوض نضال منظم فالى الطبقة العاملة يوجه الاشتراكيون-الديمقراطيون كل انتباههم،كل نشاطهم وعندما يستوعب ممثلو هذه الطبقة المتقدمون افكار الاشتراكية العلمية،وفكرة الدور التاريخي الذي يعود للعامل الروسي،وعندما تنتشر هذه الافكار على نطاق واسع،وتؤسس بين العمال منظمات متينة، من شأنها أن تحول حرب العمال الاقتصادية المتفرقة الحالية الى نضال طبقي واع حينذاك يهب العامل الروسي على رأس جميع العناصر الديمقراطية،،ويدك حكم المطلق ويقود البروليتاريا الروسية جنبا الى جنب مع بروليتاريا جميع البلدان في الطريق الصحيح المباشر للنضال السياسي السافر نحو الثورة الشيوعية الظافرة.