الحلم الصيني

الحلم الصيني بمثابة الفكرة المهيمنة للسياسة المتجددة كفكرة وطنية (روح الأمة الصينية)، أساسها التنمية الاقتصادية الاشتراكية، والحفاظ على المفهوم العلمي للتنمية وتحفيزها، والتناغم الثقافي. يعتقد شي جين بينغ أن هذه هي الفكرة الأكثر طموحًا التي تم طرحها في العقود الأخيرة، والتي تعكس الازدهار والانتعاش الوطني للصين. تستخدم هذه الكلمة للتأكيد على أهمية التغيير في الصين العودة إلى عظمتها السابقة، وعدم الوصول إلى دولة جديدة، وتتغلب أخيرًا على النتائج السلبية لما يسمى بـ "قرن الإذلال الوطني"، والذي استمر من بداية حرب الأفيون الأولى (1839-1842) وحتى نهاية الحرب الصينية اليابانية عام (1945). لذلك، ليس من قبيل المصادفة أنه في 29 نوفمبر 2012، أعلن شي جين بينغ لأول مرة عن مفهومه لـ "حلم الصين" خلال كلمة ألقاها في معرض "طريق النهضة" في المتحف الوطني الصيني، والذي زاره مع أعضاء اللجنة الدائمة للمكتب السياسي للحزب الشيوعي الصيني. حيث كان أحد المعروضات الدائمة للمتحف، تاريخ الصين من حرب الأفيون الأولى حتى يومنا هذا، مع التركيز بشكل خاص على "قرن الإذلال الوطني". وصف شي جين بينغ في خطابه هذه المرة على النحو التالي: "لقد تغلبت الأمة الصينية على صعوبات غير مسبوقة وتكبدت خسائر فادحة في تاريخ العالم الحديث". لفت العديد من العلماء الانتباه إلى أهمية "الإذلال" و "الإحياء" لتشكيل الهوية في السياسة الداخلية الصينية. وهكذا يعتبر وانغ تشنغ أن "الإذلال" جزء لا يتجزأ من خلق الهوية الوطنية والإمكانات الوطنية لفترات مختلفة من التاريخ الصيني، ويجادل كالاهان بأن "قرن الإذلال القومي" هو "سرد" للتاريخ الصيني الحديث، ويقترح فهم القومية الصينية الحديثة في سياق "قرن الذل القومي". يجب أن يتغلب الوعي الذاتي لدى الشعب الصيني على تجربة الإذلال التي عانت منها بسبب الإمبريالية الغربية واليابانية، وإعادة الصين إلى حالتها الطبيعية من القوة كدولة الوسطى (中国، zhōngguó) في العالم، والتي ستصبح إنجازًا لـ "الحلم الصيني". وهكذا، على عكس "الحلم الأمريكي" المرتبط بحماية الحقوق الفردية، فإن "الحلم الصيني" هو تعزيز حقوق البلاد، فمفهوم "الحلم الصيني" الذي يدعو إلى إحياء الأمة تحمل، بالإضافة إلى السياسة والاقتصاد، محتوى أيديولوجي مهم. إن تضمين مفهوم "الإحياء الوطني" في هذا المفهوم هو إعادة التأهيل الرسمي للفكر الصيني التقليدي، وهو نهضة كونفوشيوسية، على الرغم من أنه لا يزال شديد الحذر. أثار ظهور المفهوم الجديد مناقشات قوية، داخل وخارج الصين، حول ما يعنيه أن تكون صينيًا، وكيفية فهم الصين والأهم من ذلك، ما هو مستقبل الصين والعالم. الحلم "هو جوهر الاشتراكية ذات الخصائص الصينية، وهي إشارة أيديولوجية على أن الصين لا ينبغي أن تكون فقط مصنعًا عالميًا وأكبر سوق، ولكن أيضًا دولة ذات مستوى معيشة مرتفع.