حكايات غير مترابطة


نادية خلوف
2021 / 10 / 21 - 10:47     

لا شيء أستطيع الكتابة عنه، فقط أسأل: هل لازلنا ندين العالم لأنّه لم ينصف السّوريين؟
بالطبع فإنّ إدانة العالم لأنّه سمح بقتل الأبرياء هي إدانة صحيحة . لكن هل كان هذا هدف المعارضة التي يتزعمها الإسلام السّياسي ؟ بالطبع لا. هم كانوا ينتظرون من الغرب أن يزيل الأسد ويعطيهم مكانه ، أعذرهم فهكذا قالت لهم دول النفط العربية ، وكما تعلمون أنّ الحرية في هذه الدول تعادل سويسرا !
لم تكن سورية يوماً صالحة للعيش منذ أن وعيت على الدنيا ، وكنت أتمنى و أنا في سنّ المراهقة أن أغادرها إلى أي مكان في العالم .
في إحدى المرات كنت غير راضية عن سلوك أولادي معي ، باعتبار أنهم بالغون ، لم أناقشهم ، وبعد عدة أيام أرسلت لابني رسالة قلت له فيها : يبدو أنني اشتقت أن أزور سورية، و أنا أحمل الجنسية السويدية ، سوف أذهب لأقضي فصل الشتاء . شعر ابني أنني غير راضية عن أمر ما . لم يجبني على الرسالة فقط قال لي في رسالة جوابية : ماما أنا أحبك ،كذلك فعل إخوته .
أفكر أنّني لو ذهبت إلى سورية بعد خمسة عشر عام من الفراق هل سوف أكون على ما يرام؟ لا شكّ أنّني سوف أكون غريبة . عندما أرسل لي أولادي نحن نحبّك كي لا أفكّر في الذهاب إلى سورية كانوا يدركون تماماً أنني قد أقتل بنيران صديقة !
في الحقيقة كان ذلك قبل مرضي ، ورغم المرض أفكر اليوم أن أصنع شيئاً في حياتي لم أفكر به من قبل ، كأن أمشي مع مجموعة من الشباب من الجنسين ونصل من السويد إلى أمريكا مثلاً تضامناً مع السّوريين المقتولين ، أو أن أعوّي أمام مبنى الأمم المتّحدة، أو أنهق أمام أمنستي . شيء ما يجعلني أعبّر عن نفسي. .
في السويد جمعية تدعى " لست عاهرتك" لم أكن أعرفها سابقاً، لكن اثنتين ممن يبعن الخدمات الجنسية ينتمين لها وتحدثن عن الرجل بشكل سليم لدرجة أنّني حسدتهما على مداركهما رغم أنهما قالتا : نريد البديل لأنه ليس لدينا خيار . إما بيع الجنس ، أو البقاء في الشّارع .وهن يبعن الجنس بخبرتهن الشخصية من خلال مواقع التواصل .
كم أتمنى أن تحكم سورية عاهرة تنتمي إلى جمعية كتلك التي تدعى " لست عاهرتك" ليس لها علاقة بالسياسة، أي ليست مثل بثينة، ولا مثل لونا . عاهرة مستقلة تعمل لحسابها الخاص بالدعارة الحرّة غير المقنّعة ، على فكرة : مكتب الدّعارة الشرعي في " المحرّر" هو مكتب للتجارة بالرقيق الأبيض ، وكون الآباء و الأمهات "ناموس سز " "بيناموس" بلا أخلاق سوف يحتفلون ببيع طفلاتهم ، وربما أطفالهم .
لقد عشت في الإمارات ، وكان و كلاؤنا من جميع الجنسيات ، لكنّني لم أرمثيلاً بينهم لقسم كبير من السوريين من كتاب، صحفيين ، فنانين ، رجال علم وثقافة وهم يعرضون أنفسهم للبيع .
أنظر في المرآة ، أقفز ، أبكي على الحسين، و ألطم نفسي ، ثم أسمع لكذيب البخاري ، فأقرأ حديثاً عن فلان ابن علان منقول عن فلان عن أم المؤمنين قال أبو هريرة : كذا وكذا.
كان أبو هريرة- حسب مايبدو لي وحسب ما قال لي أبي- مولعاً بالقطط ، ارتأيت أن أسمي السيدة الأولى " أم هرير" كونها حالياً هي أم المؤمنين . قريباً سوف تنتقل روح إمام الزمان بشار إلى رجل آخر ، وسوف يموت نصر الله بطلقة إيرانية . سوف يبنى ضريح للأسد كما ضريح الست زينب، ويتم جباية الكثير من الأموال من قبل آل الأسد ، أما أولاده فسوف تكون لهم ثروتهم في بريطانيا ، وروسيا، يحصدون الجوائز ، ويعمل أ ولاد السّوريين في شركاتهم. من يحلم أن يزيح الأسد، فهو واهم ، سوف تحلّ روحه ويفنى جسده.فقط .
تسألون متى سوف يهلك جسده ؟ لن يمرّ وقت طويل ، بعد التحرير. نعم سوف يستعيد سلطانه قريباً ، لسبب بسيط أن الشباب السّوري قد غرق بالمخدرات ، و النظام هو النظام سواء في المحرّر ، أو في جيش الأسد ، فهذه الطينة من تلك العجينة، وسوف يقوم صبي الأسد الجولاني بتقبيل وجنتي الأسد، وسوف تقول المحطات العربية : تصالح الأخوة !
عندما يتصالح الأخوة أبشروا بالتفجيرات.
لن يموت الأسد من قبل من يصرخون " الله أكبر" ، فهم مشغولون اليوم بنشر الإسلام ، ومراقبة جوامع الغرب إن رفعت الآذان عن طريق الميكرفون ، وعن الذين هداهم الله إلى الإسلام في الغرب الكافر . من سوف يقتل الأسد هم أولئك الذين يلطمون ، وعلينا أن نعرف أن شعارهم :" رفعات للسيادة ، وبشار للعيادة "، وقد صاحوا بذلك علناً ." بدون يعملوه حكيم عيون . حلفتلي أم حسين أنو مرر أيدو على عين أعمى أبصر . هي شهود عيان ". هناك سرّ سوف أهمس لكم به : داعش و أخواتها ، الجولاني ، التفجيرات كلها صناعة أسدية ، والإرهاب مظلوم بالتّهمة .