الثقافة وسيلة لارتقاء الانسان روحيا وشرطا لأنسنة المجتمع وتحقيق نهضته , كما يراها الحزب الشيوعي العراقي في برنامجه.


عادل عبد الزهرة شبيب
2021 / 10 / 21 - 10:41     

سبق وان قال لينين ( اعطني منبرا للكلام وخذ كل الأسلحة ) معبرا عن اهمية الثقافة ودورها المؤثر في المجتمع , وكان القائد الفرنسي نابليون بونابرت يخاف الجريدة اكثر من خوفه من السلاح. اما وزير الدعاية النازي ( غوبلز ) فكان يقول : ( كلما سمعت كلمة ثقافة ( او مثقف ) تحسست مسدسي) , كما قام بحرق الكتب الثقافية في ساحات برلين لما لها من تأثير كبير في المجتمع .
اما الحزب الشيوعي العراقي فقد اكد في برنامجه على (ان اعادة بناء المشهد الثقافي – الابداعي في العراق تتطلب جملة سياسات واجراءات ومعالجات أساسية , من بينها : اعتماد اقامة مشروع ثقافي وطني , انساني النزعة وديمقراطي المحتوى يكون حاضنة لكل التيارات الداعية الى بلورة هوية وطنية
منفتحة متجددة تحترم التعددية الثقافية والفكرية وتتفاعل مع سائر روافد الفكر العالمي وتياراته . كما يؤكد الحزب على ضرورة تحرير الثقافة من قيود الفكر الواحد والرأي الواحد ومن الجمود والانغلاق وكل سمات الفكر الشمولي , وضمان عدم تسييس المؤسسات الثقافية للدولة او تسخيرها لمصالح حزبية او مذهبية , ورفض تهميش المثقفين والمبدعين واحترام استقلاليتهم ورعايتهم وتكريمهم والاحتفاء بانجازاتهم. ويشير الحزب في برنامجه الى تكريس الرؤية السليمة الى الثقافة باعتبارها وسيلة لارتقاء الانسان روحيا وشرطا لأنسنة المجتمع وتحقيق نهضته . مؤكدا على التزام الدولة بدعم العملية الثقافية والاسهام في ادارتها بالتعاون والتنسيق مع الوسط الثقافي ومنظماته غير الحكومية , وبتمويل النشاط والانتاج الثقافيين مع احترام استقلاليتهما وتأمين ما يتطلبه ذلك من مرافق حديثة في المحافظات كافة : مكتبات بكل انواعها ومتاحف ومسارح ودور سينما وقاعات عرض وغيرها .
ويتطرق برنامج الحزب كذلك الى حماية الموروث الثقافي المادي – من آثار ومبان تراثية ومعالم تاريخية ومخطوطات ومطبوعات وغيرها – والموروث الشفاهي والحفاظ عليهما . ويؤكد الحزب الشيوعي العراقي في برنامجه على ضرورة تبني الدولة سياسات ثقافية تهدف الى تشجيع الفكر والابداع وتأمين تفتحهما وانتشارهما , وبناء المؤسسات الضرورية لتحقيق ذلك , وبضمنها مجلس وطني للثقافة يعني برعاية الثقافة والفنون وتأمين متطلبات تطورهما المستديم . مؤكدا على اصدار تشريعات تكفل حرية الفكر والتعبير والابداع والنشر , وتحمي حقوق الملكية وتمكن المنظمات الثقافية غير الحكومية من ممارسة دور مؤثر في الحياة الثقافية . ويرى الحزب اهمية تفعيل دور المثقفين والمبدعين والنخب الثقافية على اختلاف اتجاهاتهم الفكرية والسياسية , في رسم واعتماد التوجهات والخيارات الوطنية في شتى مجالات حياة المجتمع , وفي بلورة الرؤى وانتاج الأفكار والتصورات , لإثراء الحوار والمساهمة النشيطة في استشراف المستقبل . وفي ادامة الوشائج العميقة بالمثقفين العراقيين ( علماء وفنانين وادباء واكاديميين ) في المهجر وتحفيز تواصلهم مع الوطن , وتشجيعهم على العودة اليه وتيسيرها . ويؤكد الحزب كذلك على ضرورة تبني الدولة تخصيص نسبة لا تقل عن 1 % من الدخل الوطني سنويا لدعم الثقافة , وتشجيع التنوير والتحديث الثقافيين ولحماية وحفظ الموروث الثقافي . ويرى الحزب الشيوعي العراقي في برنامجه ايضا اهمية تنشيط الثقافة العلمية والمعرفية من خلال دعم المنظمات والجمعيات المهنية والاكاديمية , وتشجيع مشاركة اعضائها في اقامة المؤتمرات العلمية .).
فلنجعل الآخرين يتحسسون مسدساتهم ...