لغة الصمت


نادية خلوف
2021 / 10 / 20 - 09:38     

العمر مزحة ، الحبّ كذبة
أبحث عنّي
أضيع بين الضجيج
صراخ ، صراع ، وهذا العالم مباع
الكلّ شاعر، وليس بك بشاعر
على الأرض تجري أوهام ، أحلام
ولا مسّرة
يسكن الندى على المروج ، ننسى الطبيعة
نتبادل سهام الموت ، نسلب، نقتل ، نضيع بين الأيّام
يهرم سيّد ، يسقط بين أكوام النفايات
لا شيء جديد . كل شيء قديم
هنا سوق عاهرات قريش ، وهناك خيمة القول و الصّول
أتلطى بين السّوق والخيمة
تمرّ قربي الأيام
تنساني هناك ، فلا أهرم
أسمع صدى يلاحقني
تهرم النساء في الثلاثين
ويبقى الفتى فتى حتى الثمانين
فقط أنت لا تهرمين
. .
مررت على الذكرى وفي عينيّ بكاء
لا ذكرى لدي . ضاع العمر هباء
الحب، الوطن، السعادة لا تسكن قلوب النساء
هم أدوات استعارة
أنسحب من بينهم
أبكي وحيدة ،يصفعني الحاضر
أغمض عينيّ ، أنادي ملك الموت
يتجاهلني ، يتمتم : لا زال لديك وقت
يجلس قرب رأسي يغني لي كأنّه أمي
يشرب قهوته
تعوّد على زيارتي كل ليلة
يحرسني ، أحياناً يجثم على صدري
أسلّمه أمري
. . .
لا يهم إن أنجزت أم لم أنجز
فات الأوان
لم أتعلّم اللعبة
أجلس على شرفة الحياة
أسأل : لماذا أحاط بي الغباء؟
تركت مصيري للريح
اعتذر منّي
اعتذر من الجميع
قال: أنا السبب
حزنت عليه لحد الانتحار : لا عليك
لم يحدث أمر كبير
الأمر بسيط
أخذت عمري وشبابي
لا بأس فأنت السبب، ولست أنت السبب
كان يستخفّ بي ساعة الاعتذار
. . .
لست ضحية ، أصرخ كي أسمعني
كنت صامتة
تمنيت أن أنبش شعري على مسرح
تمنيت أن أقول : يسكنني الجنون !
ماذا كان سوف يجري لو عبرّت عني؟
لا شيء بالطبّع . سيرة يتسلى بها الناس
فليتسلوأ !
نادمة أيها الجنون . لم أكشف عنك
كنت أفتخر بك بيني وبين نفسي
خبأتك في غرفتي العلوية
مكان هربي ، وحكاياتي السّرية
فيها أشق ثيابي
أتعرى، ألطم ، كأنّ الحين مات
لا أحد يراني غيري
أعضّ على ثوبي و أصرخ إلى متى؟
تمسح ابنتي بيديها الصغيرتين على وجهي
أبتسم
أقول لها : لا تخافي ! لن أغادر
لن أتركك للريح
يحلّ الصّبح
يلامس النسيم قلبي
أنسى البارحة
أغني للحياة
أكرّر الموقف كلّ يوم
لا أعرفني
مرّة يغمرني الأمل
و أخرى تفلت منّي نفسي