هل بالإمكان تفكيك السلسة الشيطانية ؟-6


سعيد مضيه
2021 / 10 / 16 - 14:42     

تفكيك السلسلة الشيطانية- السادسة والأخيرة
حقا كان بالإمكان أفضل مما كان لو أدركت قوى التغيير الديمقراطي الفلسطينية مسئوليتها في هذه المرحلة من الصراع القومي والاجتماعي، ولو نجحت في تفعيل قوى المقاومة الشعبيىة ، حيث الجماهير مجمدة او مغيبة مع الفكر السلفي. مسئولية القوى التي تقدم نفسها كيسار، قوى التغيير الاجتماعي الديمقراطي، أن تدرك بأن هجمة ضارية على عقول الجماهير الشعبية شنت منذ نصف قرن، غفل عنها اليسار المحلي والعالمي. ومثال الهجوم الغادر على اعتصام بيروت معبّر وشديد الوضوح: إعلام محلي وإقليمي ودولي ندد بالجريمة كإرهاب منظم مأجور من قبل الامبريالية وعملائها بالمنطقة؛ وإعلام على مختلف المستويات وعلى صعيد دولي ، اعتبره "اشتباك"، فتستر على الكمين العدواني المعد سلفا وسوف تتدخل ضغوطات سياسية ودبلوماسية لإنقاذ الإرهابيين ومن يقف خلفهم. وفي برنامج ثقافي أكد الصحفي اللبناني المرموق ، رفيق نصر الله ان"ما جرى اليوم جرى التدبير له خلال الشهور السبعة الماضية.
صراع ضار يحتدم هذه الأيام لاكتساب عقول الناس، حيث تشكل الثقافة والتربية القوة الرئيسة للسيطرة بدل الاقتصاد؛ ذلك انها تتوجه مباشرة لللتأثير في الشعب: ثقافة تلهيه بالمسكنات والتسلية وبالثقافة الكروية او ترجعه الى فكر السلف الصالح؛ وثقافة مضادة تنتشل الشعب من التغييب، ومن الإحباط والحيرة ومن تشوهات عهود الظلم والقهر والهدر. إزاء هذا الواقع لا يستقيم التكني باليسارية مع العزوف عن القراءة والبحث في تجارب الأخرين وفي البيئة المحيطة وفي الروح الاجتماعية . هذا العزوف أفضى مع الزمن الى عزلة عن مجريات الأمور في البيئة المحيطة والعزوف عن النقد الذاتي، وعن المراجعة النقدية للتجارب وتقصي أسباب الفشل، و الغفلة عن عوامل الوهن والتشرذم وثغرات التنظيم المخلة بالانضباط والمفككة لوحدة الإرادة. كل ذلك طاقات مبددة!
النقد والنقد الذاتي والمراجعة النقدية ، هي الى جانب التفكير النقدي حصيلة تحديث الفكر وصول الى تحديث الحياة الاجتماعية. التحديث عنقود متضافر من القيم الحداثية، تتلاحم بعلاقة السببية، فيأتي تحديث الخطاب الديني نتيجة ل ومتزامنا مع تحديث التعليم، مرورا بتحديث الثقافة والتفكير، وصولا لخطاب ديني عقلاني يراعي الحقائق والوقائع الموضوعية؛ بدوره يكتسب تحديث الخطاب الديني ألأهمية القصوى في تفعيل الحراك الشعبي، نظرا لأن الدين يرشد جميع تصرفات الأفراد والجماعات .
ومن واجب قوى التغيير الديمقراطي الانخراط في الصراع الثقافي ولا تبقى محايدة ، لأن السياسة الفلسطينية تاريخيا نات بنفسهاعن الثقافة! على قوى التغيير ان تدرك ان التغيير الثوري للمزاج الشعبي والوعي الشعبي لا ينجز بمقال او بيان أو ندوة فكرية –سياسية؛ فكما وصف شرابي، المثقف والمحاضر الجامعي من تجرته الخاصة، فعملية "التحرر الذهني تتطلب عملية غسل دماغ جذرية وطويلة المدى ، وإعادة نظر في جميع ركائز الفكر الموروثة ، والمستمدة من الثقافة المهيمنة ، وإخضاع هذا الفكر لنقد مستمر وشامل". الفكر المحافظ أقوى تأثيرا على الجمهور من الفكر التقدمي ؛ ذلك انه ظاهرة مألوفة ، مترسخة في الوعي الجمعي. كذلك الجبرية مترسخة أيضا في الوعي الجمعي ، ينبغي أن يحل محلها إدراك علاقة السبب والنتيجة كمرشد في عملية المعرفة. عملية التوعية الجماعية تنقل الأفرد والجماعات من عناصر وجود دأبها اللامبالاة، لا تعي ما حولها ، الى عناصر واعية لبيئتها تسيطر على بقية عناصر الوجود، نظرا لتفعيل الدماغ المفكر.
اكتشف الشرابي ، إذ حرر عقله من ثقافة البرجوازية الليبرالية، أن المجتمع الأبوي، المحدث بقشور الفكر البرجوازي، حاجز يمنع تطور القوى المنتجة، ويحول دون إدخال المعرفة العلمية ليبقى العقل الجمعي رهن الجبرية مسيرا لامخيرا؛ وبذلك فإن القضاء على الأنظمة الأبوية منطلقٌ لأفق جديد وبعثٌ لنهوض وطني جديد، يدخل الوعي العلمي في الحياة. سلطوية الأبوية منعت تجذر العقلية العلمية في الشخصية العربية، فملأت فراغ المعرفة العلمية بالخرافات وبالسحر والشعوذات بها تفسر الظواهر. الدولة ذات النظام الأبوي ليست سوى سلطنات قديمة محدثة، حدّثت وفق أرقى مستويات العلوم والتكنولوجيا أجهزة القمع ومراقبة الجمهور. الدولة ظاهرة سياسية وثقافية؛ للدولة إيديولوجيتها التي لا تقتصر على النظام التعليمي لإعادة إنتاجها وتدعيمه. " السلطة لا تنوجد في أشكالها المرئية والتقليدية وحسب، بل إنها قائمة ضمنا ومنتشرة في شبكة علاقات تمحي فيها الفاعلية الذاتية، وتتجسد في أنماط فكرية" حسب استنتاج شرابي.
الأبوية تهدر المؤسسات والثروات لإشباع نزواتها؛ تتصرف بها وكأنها ملك شخصي. يعي المهمشون والمحرومون أن المرافق العامة ملك للسلطة وليست مسألة تسهيلات حياتية؛ وبذا "تغدو القاعدة ان تخرق القانون ما استطعت ، وفي ذلك انهيار لاحترام العلاقات الإنسانية" حسب شرابي.
عناصراليسار ، خاصة كوادره وقياداته مكلفة بواجب تمثل تجربة شرابي في التحرر من عبودية الفكر البرجوازي ؛ فالكثيرون داخل اليسار يستلهمون الفكر التقليدي، "يغمزون يسارا ويمضون باتجاه اليمين"! كتب شرابي في اعتراف صريح: "كشفت لي(عملية التحرر من عبودية الفكر البرجوازي) عن مقدرة الثقافة المسيطرة في إخضاع عقلية الفرد لقيمها وتضليلها على أعمق المستويات. وشعرت انني ابتدأت بكسر القيود الفكرية التي كبلتني ، وأصبحت أسير في اتجاه فكري مستقل استمده من قوة داخلية وليس من قوة تسيطر علي من خارج . أدركت أن الخطوة الأولى في التحرر تكمن في التحرر الذاتي ، وان بداية التحرر تكمن في التخلص من عبودية الفكر المسيطر".
بعد غنجاز هذه العملية وضع كتابه " مقدمات لدراسة المجتمع العربي"عام 1974، ثم اكمل المهمة بإصدار مؤلفه النفيس " البنية الأبوية إشكالات تخل المجتمع العرب"، والذي ضرب حوله مؤامرة صمت من قبل مثقفي الأبوية.
تبدأ عملية التصعيد الثوري للجماهير الشعبية بمخاطبة النفسية الاجتماعية. وقد اهتم لينين بنفسية الجماهير واحترامها، ودعا الى التعمق فيها ومراعاتها لدى وضع برامج العمل. حذر لينين من التعامل بالإكراه مع الجماهير؛ فذلك تعويض عن القصور في اجتثاث التشوهات الموروثة عن عهود القهر والهدر، وفشل جهود التعبئة السياسية والفكرية. واهتم غرامشي بالنفسية الاجتماعية، كونها القاعدة التي يستدل الحزب من خلالها على المزاج الشعبي كي يتعامل معه بنجاح، وكذلك منطلقا لصك سبيكة الفكر التقدمي. واعطى غرامشي الأهمية الفائقة لعملية التعليم والتربية في مرحلة الطفولة ، لأنها تؤسس لمستقبل الحياة الفكرية للأجيال.
قضية التربية والثقافة يمكن التحكم بهما وتوجيههما بما يلائم ضرورة الصمود بوجه ممارسات الاحتلال الاقتلاعية: تربية أجيال تفكر بعقلانية وواقعية، تعي الواجب الوطني وتحافظ على الكرامة الوطنية. طبيعي أن تحكم السلطة قبضتها على العملية التعليمية؛ لكن التربية يجب النظر إليها قضية سياسية ومجال صراع، في حده الأدنى العمل في أوساط المعلمين والطلبة لتغليب تعليم عصري يرسي علاقة الاحترام المتبادل وإشاعة التفكير النقدي وروح المبادرة والبحث عن المعرفة. على أحزاب التغيير الديمقراطية تناول التربية قضية سياسية بامتياز، وتعليما للديمقراطية والكرامة الإنسانية والوطنية، وكذلك قضية تربية الوعي العلمي في شئون السياسة والاقتصاد علاوة على الثقافة والمهارات العملية.
ومع الكبار ، وخارج صفوف الدراسة، يتمسك الحزب الثوري بكون التغيير الاجتماعي مشروطا بشحن الجماهير الخارجة من محجر العزل الاجتماعي بجرعات الوعي العلمي. ان مبرر حتمية وجود الحزب الثوري المسترشد بالماركسية هو نقل الوعي العلمي بالتقدم الاجتماعي ذي التوجه الاشتراكي الى الجماهير، الحانقة والمتحفزة ، لكنها مرتبكة لا تعرف مخرجا من أزماتها. الوعي الاشتراكي أو الفكر الاشتراكي ينشأ على قاعدة المعرفة العلمية العميقة ، ثم يدخل هذا الوعي الى صفوف الطبقة العاملة من خارجها. يؤكد لينين خطأ من يتصورون أن الحركة العمالية (والجماهير الشعبية في ظروف بلادنا) يمكن ان تصل تلقائيا الى الوعي العلمي ، وبناء عليه حدد الوظيفة الاجتماعية لحزب اليسار . مهمة ودور ذلك الحزب ثقافية تتركز في إدخال الوعي العلمي، من خلال ممارسات عملية اجتماعية وسياسية.
كشفت المقالات الثلاث الأولى حلقات السلسة الشيطانية ، الواجب تفكيكها: المعرفة هي الفريضة الغائبة، حيث المعرفة هي القوة والسيطرة والتحكم بالمسار وبالمسيرة. ثقافة السلف الرائجة تحجر على الوعي الاجتماعي، تحجب عنه مشاكل الحاضرومهماته. يضاف لذلك ما نفذت اليه بصيرة نصر حامد ابوزيد حيث، الحاكمية، بموجب الفقه الأشعري السائد، تحيل التبعية للامبريالية "حاكمية من نوع لا يخطر للخطاب الديني على بال: انها حاكمية الغرب الراسمالي، الذي يمتلك المعرفة ، ويمتلك أدوات إنتاجها، ويمتلك، من ثم، حق اتخاذ القرارات المرتبطة بمصير العالم، وبمصير العالم العربي والإسلامي خاصة". وفي الداخل تنعكس حاكمية الأبوية استبدادا يتغلغل في خلايا المجتمع كافة، فيشيع القمع والقهر والهدرويعمم التجهيل.
حقيقة أدركها الدكتور مصطفى حجازي ولم يدركها الماركسيون العرب، بصدد مصير معلق بين بديلين: الإطاحة بالأبوية او الخروج من التاريخ. " ألإنسان العربي يقف أمام احتمالين: استمرار الضياع في المتاهة ليتحول الى فضلات بشرية والانضمام الى الفئات المستغنى عنها ؛ او التخلص من هوية الفشل وارتهاناتها وبناء هوية النجاح تتمثل في وجود مليء ذي معنى يتصف بالتمكن وحسن الحال". الطرد من التاريخ الذي حذر منه حجازي منذ العام 2006 - تاريخ صدور كتابه "الإنسان المهدور"- يشكل أحد احتمالات تتداولها دهاليز السياسات الدولية، وتحوم إفرازاتها في أرجاء المنطقة كالبعوض في فضاء مستنقع. وما الفتن والحروب الجارية بدول المنطقة الا مقدمات .
ننتقل الى المهمات السياسية الملحة في راهننا المترع بالجهل والعجز .
في المقال الخامس أطلعنا الدكتور أودي أديب في كتاب "نشوء وسقوط اليسار الفلسطيني" على حقائق ووقائع سياسية عديدة يهمنا منها الأن مخطط الصهيوينة تجاه العرب سكان فلسطين عبر الدهور. طبنكين كان عام 1919 مساعدا لبن غوريون ، وحاليا منسي؛ إلآ أن كلمته امام المؤتمر الصهيويني آنذك ما زالت ترشد النشاط الصهيوني. اتفاق الصهاينة فيما بينهم مقدس ؛ بينما اتفاقاتهم مع "الغوييم"مخادعة. قل طبنكين في المؤتمر: " ليس باستطاعة اي قوة في العالم توفير تسوية بيننا وبين العرب"! وكذلك هيرتسل، أبو الحركة الصهيونية ما رس نشاطا سعى من خلاله " نحو دمج الحركة الصهيونية في المنظومة الاستعمارية لتلك الفترة"... [45].
اما بن غوريون ، الذي كثف حضوره في أوساط الحركة وامسك بخيوطها الرئيسة، فقد لفت أنظار انصاره الى ملمحين عن عرب فلسطين : " الأول هو ان أرض إسرائيل خالية وباستطاعتنا أن نفعل كل شيء فيها حسب رغباتنا ، دون الأخذ بالحسبان سكان البلاد؛ والثاني هو أن الطرق الدبلوماسية مع العرب لا تؤمن وجودنا في البلاد... البلاد ستكون لنا نتيجة عملنا .."[77]. يعني بذلك حتمية اللجوء الى القوة المسلحة!
ولدى الكتاّب الصهاينة المستعربين، شمعوني وفيلنائي وأساف وأضرابهم فإن" الثابت أن ‘أرض إسرائيل وشعب إسرائيل ’ هما العنصر الثابت في البلاد ، واما العرب والمسلمون فهما العنصر غير الثابت ، المتحول والعابر".
معتقدات الصهيونية ومخططاتها المرشدة لسياساتها، بقيت مجهولة لدى السواد الأعظم من الفلسطينيين ، وعن القيادات القومية. وقائع موضوعية الغفلة عنها أفضت الى النكبة.
يخلص أودي أديب الى الاستنتاج: "كان بإمكان الحزب الشيوعي(الفلسطيني) ليس فقط انتقاد القيادة الصهيونية والهستدروت ، إنما وفي الوقت ذاته، تقديم وحدة الحزب الداخلية امام العاملين كمثل يحتذى به كمصدر إيحاء للنضال من اجل دولة فلسطينية ديمقراطية ومستقلة"[138]. وهذ لم يتحقق بسبب انشطار الحزب تحت ضغط الصراعات، حيث اليهود عملوا ممثلين للصهيونية اليسارية وليسوا مناضلين ضد الصهيونية . ومن جانبه لم يلتزم أودي اديب بخلاصته هذه وتصرف "صهيونيا يساريا" بامتياز، من تلك الفصائل التي تساقطت على رصيف صهيونية بن غوريون.
اعتبر بن غوريون النكبة في مذكراته"عنفا متوحشا لحد كبير" ، لكنها الضرورة ، هي خطوة تعقبها أخرى بمثل أهميتها ؛ فكان عدوان حزيران 1967 بقصد وضع الشعب الفلسطيني داخل سجن كبير يجري حرمانه من حق تقرير المصير ومن حق الاعتراض على التغييرت التي يجريها الاحتلال. قدم إيلان بابه تفاصيل " السجن الأكبر على الأ{ض":
"كان المطلب الرئيس المفروض على السكان ان يقبلوا بان لا رأي لهم على الإطلاق بتقرير مستقبلهم"[98]. تضمن النهج المتبع " قضاء شاملا على كرامة الإنسان وحريته وغالبا على حياته في مواجهة اي فعل فردي او جماعي، تخريبي او اعتبر تخريبيا حسب نظرالحكام الجدد "[177].
وعندما تفجرت الانتفضة عام 1987، أخفت إسرائيل حقيقة أن الانتفاضة رد فعل على المعاملة اللاإنسانية تحت وابل من الدعاية؛ فزعمت ان "من اطلقت الانتفاضة كانت قوة سياسية جديدة حماس . برزت حماس على الساحة "[276]
وحشية الإجراءات الإسرائيلية بعد فشل كامب ديفيد " اتت نتيجة الطاعة شبه الكاملة التي أبداها النظام القضائي لنزوت الحكومة والجيش وطلباتهما. وهو ما مكن الجنرالات والسياسيين من تخطي الخطوط الحمر التي وضعها الإسرائيليون لأنفسهم. وفي منتصف التسعينات تقريبا اندمج النظام القضائي عضويا وغير مشروط في إدارة السجن الكبير. [293].

يخرج إيلان بابه من تحليله الى استحالة تطبيق حل الدولتين. فالاحتلال دمج مجتمع الضفة وغزة ضمن نظام ابارتهايد، والاحتلال لا أفق لإنهائه. ويقول بابه :" لقد حان الوقت لرسالة جديدة، رسالة ليس فيها سوى طلب واحد نقي وواضح ومبرر، وهو صوت لكل شخص. حق التصويت الكامل لجميع السكان الذين هم تحت الحذاء الإسرائيلي. شراكة كاملة في انتخاب من يديرون حياتهم وحقوقهم ومستقبلهم، مثل النساء في سويسرا، ومثل العبيد في أمريكا، ومثل السود في جنوب إفريقيا.
"شعار ‘صوت واحد لكل شخص’ له قوة خاصة. هذه لغة يعرفها العالم ويتذكرها ويحترمها. وربما ستنجح في إيقاظه من سباته وتحطم صمته وتجبره على النظر مباشرة إلى أعماق الواقع الذي تسعى إسرائيل إلى إخفائه عن أعينه، وهو أن خمسة ملايين شخص يتم سحقهم تحت ديكتاتورية من الصعب تخيل شرها، وحتى حقهم الديمقراطي والأساسي محرومون منه.