مأزق اليسار الكورستاني ..أسباب وسبل إستنهاضه ( الجزء الثالث والرابع )

الجزء الثالث :
1 ـ ان إقليم كوردستان على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي, لا يعتبر نظامه نظاماً رأسمالياً أو اشتراكياً أو حتى مختلطاً, وفي سياق كهذا تبدو المصطلحات الأقرب دقة في توصيف النظام على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي في الإقليم أنه نظام (اقتصاد السوق المنفلت من اية قيود والذى يتسم بالاحتكارالحزبي والفوضى).
وعليه ليس بمستغرب في مجتمع يتوسع فيه يوماً بعد اخر رموز الفساد السياسي و نفوذ حيتان الفساد،وتتفشى سياسات تهريب النفط وتبييض الأموال، إضافة إلى الوحدة الهشّة بين اربيل والسليمانية.
هناك مفارقة واضحة بين ظاهر النظام في الإقليم وباطنه. القوانين تقول شيئاً بينما الواقع يقول شيئًا مختلفاً, والخطاب السياسي يقول شيئًا، بينما قيادة الاحزاب الأوليغارشية تمارس سلوكاً مختلفًا تمامًا.
2 ـ قامت الاحزاب المتنفذه في الإقليم لعدم ايمانهم بالديمقراطية وتحت عناوين مختلفة بممارسات بلغت ليس فقط حد احتكار السلطات الثلاث في الإقليم، وإنما تجاوزت ذالك إلى احتكارالثروة و السلطة في المجتمع كله، اما الاحزاب الاخرى( من اقصى اليمن إلى اقصى اليسار ) التي سُمح بوجودها إلى جانب الحزبين المتنفذين، اصبحت بمرور الزمن مجرد توابع مذعنة لإرادة الحزبين الحاكمين الذين استطاعا ابتلاع الديمقراطية بسهولة بالغة.
و ارتباطاً بذالك، سعت الحزبين المتنفذين ، إلى شل وقمع كل مظاهر الحياة، إضافة إلى إنشاء نمط من عبادة الشخصية وإضفاء خصائص وقدرات فوق بشرية أو استثنائية على زعماء احزابهم واصبح شعار كل من لايؤيدنا لابد أن يكون ضدنا.
ان الفساد في إقليم كوردستان نابع من الإوليغارشية الحاكمة والتي تقف امام عجلة التغيير والاصلاح الحقيقي والجذري في شكل الحكم والمجتمع والاقتصاد في الإقليم الذي يسير بسرعة نحو الهاوية.
*اقتصاد ريعي :
من البديهي القول بان الإقليم هو إقليم نفطي , وان المصدر الوحيد لدخله هو النفط بالدرجة الاساسية وثم واردات ( المعابر الحدودية السرية والعلنية ), وان هذه الموارد تابعة لـ(قيادات احزاب العائلة )تم احتكارها من قبلهم ,وعليه ان اطلاق مصطلح (الوطنية وحتى القومية) من قبل الشيوعي الكوردستاني على هؤلاء الذين يقودون الإقليم إلى المجهول محاولة خطيرة لإضفاء الشرعية على وضع غير شرعي وعلى نهب ثروات الشعب من قبل قيادات احزاب العائلة المتمسكين او بالاحرى مغتصبين جميع مفاصل ومؤسسات وقطاعات الإقليم ( غير المنضبطة للمعايير الأخلاقية والقانونية والوطنية وحتى العشائرية), وان هذه الممارسات المافياوية مرفوضة حتى في اعتى المجتمعات الرأسمالية) .
على سبيل المثال لا الحصركمتابع للوضع السياسي والاقتصادي والثقافي والاجتماعي في الإقليم وحسب معايشتي الميدانية اقول :
* أن الوضع السابق والحالي للسوق في إقليم كوردستان الذي لا يخضع لأي قوانين تحمي المواطن الكوردستاني من جشع التجار ( حيتان الاحزاب ) , آن ما يحكم السوق هو قيادات احزاب العائلة وحاشيتها من كبار التجار المستغلين والمتحالفين معهم محتكرين السوق لكي يكمل احدهم الأخر , يقوم بعض المتنفذين بإصدار القرارات التي تحمي التجار وتضرب عرض الحائط بخيارات المجتمع, و تقوم هذه الحيتان بغسيل أموال لصوص المال العام في حلقة مفرغة ومفزعة وهي تسيطر على كل شيء وتتحكم في الأسعار وتقوم بإصدار القوانين التي تخدم مصلحتها وما ارتفاع أسعار كافة المواد المستوردة وبعضها تجاوزت أكثر من 100% في بضعة أسابيع دون أن يحرك أحداً ساكناً ألا دليل على هذا التحالف المشبوه بين السلطة الأوليغارشية وكبار حيتانها التي تتحكم في أمور معيشتنا ومستقبلنا وتنهب ثرواتنا لتكدسها في البنوك الإقليمة والدولية على حساب الشعب المظلوم والمقهور .
*(احتكار النفط ):
بدل الاعتماد على سياسة نفطية عقلانية بما يقلل تدريجيا من اعتماد الاقتصاد على عوائد تصدير النفط الخام والحفاظ على الثروة النفطية من الهدر ( باعتبارها انها ملك الشعب ), احتكرت العائلة الحاكمة في إقليم كوردستان مشروعية امتلاك النفط وتوزيعه وبيعه عبر الشركات الاجنبية , بحيث تستمد السلطة اليوم كل إيراداتها عن طريق بيع وعمليات تهريب النفط التي تمر عبر أراضي إقليم كوردستان العراق بقراروموافقة سلطة العائلتين المتنفذتين . و إن "تهريب النفط من أراضي الإقليم يذهب جزء منه نحو الجارة السيئة إيران عن طريق (كركوك ـ السليمانية )ويدخل الأراضي الإيرانية عبر منفذي (باشماخ)، في محافظة السليمانية ومنفذ (برويز خان) الحدودية في محافظة ديالى. وبيّن أنه (في الفترة الأخيرة، تم تغيير مسار التهريب إلى إيران بسبب الضغوط الأميركية على قيادة الحزبين( الاتحاد والديمقراطي ) ، ليمر عبر الطرق المتاخمة للحدود العراقية الإيرانية.
أما النفط المهرب إلى تركيا فيكون عبر المناطق التي تسيطرعليها ( عائلة البارزاني ) وتحديداً من محافظة دهوك.ومن الجدير بالذكر ان الإتفاقية الخمسينية للنفط والطاقة التي عقدت عام 2013 بين ( بارزاني وتركيا )كانت إتفاقية غائبة عن البرلمان وموافقته ، وعن الاحزاب الكوردستانية و الوزراء والمسؤولين ، وطبعاً عن الشعب الكوردستاني ايضاً وعن الحكومة الفدرالية في بغداد . فهذه الإتفاقية كانت محصورة بين عدد من الشخصيات البارزانية الذين كانوا ومازالوا يتحكمون في مقدرات الشعب في الإقليم ، وفي رئاسة الإقليم ، وهم مسعود بارزاني ونجله مسرور وابن شقيقه نيجيرفان .
* يجب ان يعرف الجميع وفي مقدمتهم قيادة الحزب الشيوعي الكوردستاني بان : الجهات المعنية في الإقليم هي من أعطت الضوء الأخضر لتركيا للتدخل في العراق ,وان تركيا المحتلة تمركزت منذ عام 1994 في اقليم كوردستان وأسست (60 قاعدة عسكرية واستخباراتية في العراق ) وبموافقة السلطة الكوردية .
وعليه ان السلطة الكوردية لا تستطيع ان تتحرك وتعمل من اجل انهاء الاحتلال التركي والايراني الغاشم وتدخلاتهما السافرة في إقليم كوردستان , لان بكل بساطة انها مكبلة بسلاسل اتفاقات ومعاهدات (اقتصادية وسياسية وعسكرية هشة وغير متكافئة) مع (ايران وتركيا) تستهدف الهيمنة والتدخل في الشؤون الداخلية الكوردستانية بالضد من مصالح الشعب في إقليم كوردستان.
وهنا اسأل : عندما يطالب الحزب الشيوعي الكوردستاني من الجهات المعنية في الإقليم والعراق بسرعة التدخل واتخاذ الاجراءات الدبلوماسية والسياسية لأنهاء الاحتلال التركي والانسحاب الفوري لتلك القوات المحتلة من اراضي الإقليم, الا تعرف قيادة الحزب الشيوعي بان (الجهات المعنية في الإقليم هي من أعطت الضوء الأخضر لتركيا للتدخل في العراق) ؟ الا تعرف قيادة الشيوعي الكوردستاني ان تركيا المحتلة تمركزت منذ عام 1994 في اقليم كوردستان وأسست (قواعدها العسكرية والاستخباراتية) وبموافقة السلطة الكوردية ؟ الا تعرف قيادة الشيوعي الكوردستاني انه بحسب القوانين و الاعراف الدولية لا تستطيع تركيا او اي دولة اخرى ارسال جنودها إلى اراضي دولة او ادارة اخرى من دون موافقة حكوماتها ؟
فهل من المعقول ان يطالب الحزب الشيوعي الكوردستاني من (الجهات المعنية في الإقليم والتي اعطت الضوء الاخضر لتركيا لإنشاء مستعمراتها وقواعدها الاستخباراتية وثكناتها العسكرية في كوردستان ان تتخذ الاجراءات السياسية والدبلوماسية لانسحاب القوات التركية المحتلة من اراضي الإقليم) ؟

يتبع


مأزق اليسار الكورستاني ..أسباب وسبل إستنهاضه (الجزء الرابع )

الحزب الشيوعي العراقي والمسالة القومية :
طرح الحزب الشيوعي العراقي منذ تاسيه في 31 اذار 1934 افضل حل علمي ومستفيض (واقعي وليس خيالي، منطقي وليس عاطفي، متزن وليس ساذج ) وعلى ضوء الماركسية – اللينينية لقضية الشعب الكوردي في العراق ، محدداً فيها بوضوح "مرحلة حركة التحرر الكوردستانية" .
* ظهر شعار "حق تقرير المصير للشعب الكوردي" كمانشيت في العدد الاول من (كفاح الشعب) الجريدة المركزية الاولي للحزب الشيوعي العراقي الصادرة في اواخر تموز عام 1935 وتم لاحقا التعامل مع هذا الشعار حسب المراحل التاريخية .
*اوضح الحزب الشيوعي العراقي منذ تأسيسه الأسس المتينة للاخوة العربية الكوردية ,الا ان القوميين اليمينيين الكورد وخاصة في قيادة ( حزب هيوا ـ الأمل ) , حاولوا انذاك عزل نضال الشعب الكوردي عن نضال الشعب العربي ( كما يفعل الشيوعي الكوردستاني اليوم ) .
فكتب الرفيق الخالد (فهد )مقالاً في جريدة القاعدة تحت عنوان ( الشعب الكوردي بحاجة لحزب عمل لا حزب أمل ) . لقد فضح الرفيق فهد في مقاله القادة اليمينيين واوضح أسس التاخي والنضال المشترك للشعبين العربي والكوردي وللشعوب الاخرى ضد العدو المشترك ( الاستعمار ) وناشد الشعب الكوردي لتوحيد نضاله المشترك في منظمات موحدة لها مناهج واضحة وتعبر عن مصالح الشعب العراقي . كما بادر الحزب الشيوعي العراقي إلى تاسيس ( الفرع الكوردي ) للحزب الشيوعي العراقي منذ مستهل العام 1944 واصدر صحيفة( أزادي ـ الحرية ـ لسان حال الفرع اعتباراً من نيسان 1945 )(1 ) .
* اهتم الحزب الشيوعي العراقي بالمسالة القومية الكوردية وثمة وثيقة منشورة في عام 1935 في جريدة (كفاح الشعب) لسان حال الحزب الشيوعي العراقي تتضمن الدعوة لإستقلال كوردستان , و من هذا المنطلق بدأ نشاط الحزب الشيوعي العراقي بين الشبيبة الكوردستانية و كان الرفيق الخالد (ملا شريف عثمان ره نكَه ره زاني)(2 ) اول رفيق كوردي حضر المؤتمر الاول للحزب الشيوعي العراقي المنعقد عام 1945 .
* ايد الرفيق الخالد فهد حركة البارزانيين عام 1945, كما اصدر بيانا في نفس العام ساند فية انتفاضة بارزان بقيادة مصطفى البارزاني وتضمن إدانة شديدة للحكومة العراقية اداة الامبريالية البريطانية، ودافع الحزب عن الثوار وفضح الهجوم الوحشي للجيش العراقي المساند بالطائرات الحربية الانكليزية ووزع هذا البيان بشكل واسع في بغداد .وبهذا الموقف اعتبر الحزب الشيوعي العراقي اول حزب سياسي في العراق يساند انتفاضة بارزان في تلك الفترة . وعند اعلان جمهورية مهاباد عام 1946 ارسل الحزب الشيوعي العراقي وفداً من الشيوعيين العراقيين لزيارة مهاباد دعماً للجمهورية الفتية ..
*ان التجارب الماضية ( البعيدة والقريبة ) اثبتت بان الشعب الكوردي لن ينال حقوقه القومية الا في ظل الديمقراطية في العراق , فان مسألة الحقوق القومية للشعب الكوردي لا يمكن فصلها عن مسالة الديمقراطية في عموم العراق من جهة والدول المجاورة منها ( تركيا ,ايران, سوريا ) من جهة ثانية , وهذه لا تاتي حسب رغبة اي منا , بل هي مسألة دياليكتيكية وواقعية , اذ ان مسالة حقوق القوميات في الدول المتعددة القوميات , ترتبط بشكل عضوي بمسالة الديمقراطية في تلك الدول وهذا العامل بالذات هو الذي تسبب في فشل اتفاقية11 اذار 1970 .
* (ايمانا باحقية طروحات الرفيق لينين الذي أصر على ضرورة أن يرفع حزب العمال الاشتراكي الديمقراطي الروسي شعار ( حق القوميات في تقرير مصيرها ) وذالك لكي يظهر للعمال والفلاحين من القوميات الاخرى غير الروسية أن العمال الروس ليست لديهم أي مصلحة في أضطهادهم ) , ومن هذا المنطلق اللينيني بذل الحزب الشيوعي العراقي جهداً مع الاحزاب الشيوعية في أيران وتركيا وسوريا من اجل تبني حل المسالة الكوردية في تلك الدول حلاً سلمياً , وعلى هذا الاساس وبجهد من الحزب الشيوعي العراقي تبنى الحزب الشيوعي التركي القضية الكوردية ورفع شعار (حق تقرير المصير للشعب الكوردي) ,والذي ساعد لاحقاً في اضعاف الاراء والمواقف الشوفينية في تركيا .
كما حاول الشيوعي العراقي مع حزب تودة الايراني لكي يتبنى مسالة حق تقرير المصير للشعب الكوردي والشعوب الأيرانية الاخرى , الا ان جهود الحزب الشيوعي العراقي فشلت في اقناع تودة الايراني لتبنى القضية الكوردية اسوة بالشيوعي التركي . كما اعترف الحزب الشيوعي العراقي بعدالة نضال الشعب الكوردي في سوريا , وأكد على ضرورة تقديم الدعم والمساندة في المستويات المختلفة .
* ساهم الحزب الشيوعي العراقي مساهمة فعالة في تطوير و إغناء الصحافة الكوردية في العراق ، بمختلف الجرائد و المطبوعات الدورية السرية و العلنية , فكانت صحيفة ازادي ـ الحرية ـ أول جريدة كوردية يصدرها الحزب الشيوعي العراقي , والتي لعبت دوراً مشهوداً و بارزاً في توعية الجماهير الكوردية الكادحة و نشر الافكار الماركسية اللينينية ليس فقط في العراق وانما في الأجزاء الأخرى من كوردستان. على سبيل المثال لا الحصر ، حينما تعرضت عشيرة (جوانرو ) في ايران في الخمسينات إلى حملة شرسة من قبل نظام محمد رضا البهلوي ، دافعت ازادي بكلّ وضوح وجرأة عن هذه العشيرة , وأصبحت لسان حال العمال و الفلاحيين و جميع المضطهدين من شعب كوردستان ، كما اهتمت بالتراث الثوري لشعب كوردستان .

* ان تصعيد التصريحات التي يقودها قيادة الحزب الشيوعي الكوردستاني بين فينة واخرى حول قيام دولة كوردستانية مستقلة في هذه المرحلة تعمل على مضاعفة المشاكل وتعميقها داخليأ واقليميأ , لا بل ان بعض قادة الحزب الشيوعي الكوردستاني ينجذبون الى تصريحات انفعالية عاطفية لا اساس لها حتى يجدوا انفسهم في مأزق حقيقي بدون ملاحظة للمحددات الداخلية والإقليمية والدولية .
في الوقت الذي كان على الشيوعيين الكوردستانيين ان يربطوا بين حق تقرير المصير للشعب الكوردستاني ( وليس الكوردي ) وبين الديمقراطية في العراق والتي تناضل القوى اليسارية والديمقراطية العراقية من اجل تحقيقها , فتوحيد شعار الديمقراطية للعراق والفيدرالية لإقليم كوردستان هو توحيد قوة ونضال الاحزاب اليسارية والديمقراطية في العراق , وإقرار حق تقرير المصير للشعوب الكوردستاني وفق (المنهج الماركسي اللينيني ) المنهج الذي يضعنا امام حقيقة مفادها : (لايمكن حل القضية القومية في دولة متعدِّدة القوميات إلا في ظل نظام ديمقراطي حقيقي ) .
*تتناسى قيادة الشيوعي الكوردستاني حقيقة مهمة وهي : ان طريق إستقلال إقليم كوردستان يمرّ من عواصم الدول الأقليمية ( طهران وانقرة ) قبل بغداد ، فهذا الأمر هو واقع ( de facto ) جيوسياسي مفروض على الإقليم , وان مواقف الدول الإقليمية وتحالفاتهم لمواجهة قرار ونتائج الإستفتاء هي خير دليل هذا الواقع. ولاسباب معروفة لاداعي لذكرها هنا .

اخيرا علينا ان لاننسى ايضاً بان الحزب الشيوعي العراقي هو (اول حزب عراقي ) رفع شعار إقامة الفيدرالية في كوردستان ضمن (عراق ديمقراطي فيدرالي موحد) وذالك في ايلول 1991 وفي اعقاب انتفاضة اذار المجيدة , وبعد اعلان منطقة كوردستان شمال خط العرض 36 منظقة ملاذ امن , من قبل مجلس الامن الدولي , حيث تدارست اللجنة المركزية مستجدات القضية الكوردية بشكل علمي وواقعي ومنطقي , عند صياغة مشروعي برنامج الحزب ونظامه الداخلي , وقررت تبني شعار (تطوير الحكم الذاتي وصولا إلى الفيدرالية والاتحاد الفيدرالي حيث يرتبطان بمبدأ حق تقرير المصير للأمم والشعوب وكحل علمي ومنطقي قابل للتطبيق ) (راجع وثائق الشيوعي العراقي) .
ومن الجدير بالذكر ان هيكلية السلطة في إقليم كوردستان اليوم وألية ممارستها ، وعلاقتها مع الدولة المركزية هي عابرة للفدرالية .بمعنى اخر إن الإقليم منذ عام 1992 ولحد اليوم يمتاز بنوعٍ خاص من الاستقلال يختلف تماماًعن الأنظمة الفدرالية في العالم .

يتبع
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ ازادي ـ الحرية , اول صحيفة سرية شيوعية صدرت باللغة الكوردية و ناطقة باسم الحزب الشيوعي العراقي ـ الفرع الكوردي. صدر العدد الأول منها عام 1945 و تابعت الصحيفة صدورها بصورة سرية إلى ما بعد ثورة 14 تموز المجيدة ، ثم أبصرت النور بصورة رسمية بتاريخ 1 / 5 / 1959 ,وتواصل حضورها إلى يوم اغلاقها في اواخر تشرين الثاني 1960, وكان صاحب امتيازها الشهيد المحامي والصحفي (نافع ملا يونس الذي لعب دوراً بارزاً فيها واغنى الجريدة بكتاباته الثرة والقيمة .
2 ـ الرفيق ملا شريف عثمان ـ اسمه الحزبي ـ فؤاد ـ لقبه الادبي الذي عرف به هو ـ (ره نكه ره زاني), كما عُرف في الاوساط الشعبية في مدينة اربيل بـ(الملا عروس ـ اي الملا الروسي ـ لانتمائه للحزب الشيوعي العراقي), وهو من مواليد اربيل 1925 ـ ومن عائلة دينية اربيللية معروفة, كان ( ره نكَه ره زاني) يجيد اللغات (الفرنسية والعربية والتركية) بطلاقة اضافة إلى لغته الكوردية . يعتبر (ره نكه ريزاني) من الماركسيين الاوائل في كوردستان , شارك في عام 1944 في المجلس الحزبي (الكونفرنس) الاول وفي شباط عام 1945 انضم الى الحزب الشيوعي (القاعدة) وانتخب من قبل الرفيق الشهيد ( يوسف سلمان يوسف ـ فهد) عضواً في اللجنة المركزية , استقال من الحزب الشيوعي العراقي عام 1947 , لعدم ثقته بالقيادة الجديدة ( قيادة مالك سيف و يهودا ابراهيم صديق) وذكر في رسالة استقالته : (لا اعمل في الحزب بغياب قائده العظيم الرفيق فهد) ـ راجع كتابات مختارة ـ فهد ـ بغداد مطبعة الشعب ـ 1973 , توفى في اربيل عام 1976 .

المصادر :
1 ـ الدستور العراقي الذي صوت عليه اغلبية الشعب العراقي .
2 ـكتابات الرفيق ( يوسف سلمان يوسف ـ فهد ـ من وثائق الحزب الشيوعي العراقي
3ـ لمحات من تاريخ الحزب الشيوعي العراقي ـ إعداد احمد دلزار ـ منشورات طريق الشعب ـ 2002
4 ـ ستالين ..القيصر الاحمر يعود ـ أحمد ناصيف ـ كتاب , الطبعة الاولى 2008
5 ـ الحزب الشيوعي الكوردستاني ـ النظام الداخلي
6 ـ كارل ماركس ـ كراس ـ فلاديمير أ ـ لينين , سلسلة ( قضايا فكرية ) منشورات طريق الشعب ـ تشرين الثاني 1999
7 ـ حركة شعوب الشرق الوطنية التحريرية, كتاب الصادر من دار الطبع النشر باللغات الاجنبية ـ موسكوـ مقالات فلاديمير ايليتش لينين ـ حق الامم في تقرير مصيرها .
8 ـ كارل ماركس ـ عصام عبد الفتاح ـ كتاب, الطبعة الاولى 2008
9 ـ البيان الشيوعي ـ كارل ماركس وفريدريك أنجلس ـ أواخر سنة 1847 , ترجمةمن الألمانيةد. عصام أمين
10 ـ لقاء الباحث مع االدكتورعارف حيتو ـ مدير عام في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية في إقليم كوردستان .
11 ـ تقرير مجموعة البنك الدولي ( World Bank Annual ـ عن معدل مشاركة الإناث في القوى العاملة ـ في أقليم كوردستان ) ,ومجموعة البنك الدولي هي أحد أكبر مصادر التمويل والمعرفة للبلدان النامية في العالم، من خمس مؤسسات يجمعها التزام مشترك بالحد من الفقر، وزيادة الرخاء المشترك، وتشجيع التنمية المستدامة.
12 ـ لقاء الباحث مع سكرتير الشيوعي الكوردستاني ـ الرفيق كريم احمد ـ اربيل ـ 2009
13 ـ لقاء مع عضو برلمان اقليم كوردستان د. شايان العسكري ـ حول التواجد التركي في الإقليم ـ أربيل ـ2020
14 ـ بين قيادة شيوعية مترهلة ومتأمرين ـ الضربة الغادرة في فرصة السطوع ـ شه مال عادل سليم ـ بحث منشور في موقع الناس .
15 ـ لقاء الباحث مع القيادي في الحزب الشيوعي الكوردستاني الرفيق عبدالرحمن فارس عبد الرحمن (ابو كاروان) , 2018 ـ اربيل
16 ـ معايشة الباحث الميدانية في إقليم كوردستان .