ماذا تعني دعوة رئيس الاتحاد الدولي للكرة دولة إسرائيل ودولة الإمارات العربية لاستضافة مونديال 2030..؟


بشير صقر
2021 / 10 / 13 - 09:28     

تأتي الزيارة الحالية التي يقوم بها جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم ( فيفا ) لدولة الكيان الصهيوني مصحوبة بدعوة رسمية لها بالمشاركة مع دولة الإمارات العربية في استضافة نهائيات كأس العالم عام 2030 في الذكرى المئوية للمسابقة .. لتؤكد كيف تستدير أهم مؤسسة رياضية دولية وأكبر مؤسسة شعبية عالمية لمبدأ خلط الرياضة بالسياسة. وكيف يجري توظيف الرياضة لخدمة السياسة .. ليس لصالح الشعوب والفقراء بل لصالح الأنظمة الحاكمة والمؤسسات الدولية العاملة في المجال الرياضي.

ولما كانت دول أوربية عديدة مثل دول البلقان ( يوغوسلافيا ، بلغاريا ، وتشيكوسلوفاكيا ) لم تنجح طيلة 80 عاما في الفوز باستضافة هذا العرس الكروى رغم تقدمها في مضمار لعبة كرة القدم أضعاف دولتي إسرائيل والإمارات العربية استنادا لقراءة التاريخ الرياضي في الحالتين ، ولما كانت شعوبها (صربيا ، كرواتيا ، البوسنة والهرسك ، الجبل الأسود ، ) ( التشيك ، سلوفينيا ،كوسوفو ، بلغاريا ، ألبانيا..إلخ ) قد تم الزج بها في صراع دموي استمر حوالي عقدين من الزمان وأسفر عن تمزقها إلي عشر دول متناحرة ومتربصة ببعضها.. ولم توجه لها الدعوة لاستضافة بطولة رياضية دولية صغيرة لا ترقي لمستوى استضافة مونديال كأس العالم للكرة.

هذا ولا يخفي على أي متابع منصف توقيت زيارة المسئول الكروى الدولي لإسرائيل وتوجيه الدعوة التي تثير الشكوك أكثر مما تثيره الدعوة في حد ذاتها :

•حيث جرت بالتزامن مع إقامة المباراة النهائية لدورى الأمم الأوربية في إيطاليا بين كل من إسبانيا وفرنسا.

• كما جرت مع إحدي جولات تصفيات بطولة كأس العالم للكرة التي ستقام بقطر في 2022 ؛ وهو مناخ يساعد علي تداول الحديث بشأن دعوة الاستضافة والترويج لها.. في ظل توقف الدوريات الكروية التي تستحوز علي اهتمامام جماهير الكرة.
•وهو من ناحية أخري يعني المساندة المعنوية والأدبية لاتحاد الكرة الدولي ( فيفا ) لموجة التطبيع العربية الأخيرة (في الإمارات والمغرب والسعودية والسودان والبحرين ) مع الكيان الصهيوني.

•ويتصادف تزامنه مع الهجوم الأخير للطيران الإسرائيلي علي غزة ، ومع الشروع الإسرائيلي في مضاعفة سكان هضبة الجولان المحتلة ونقل المزيد من الأسلحة الثقيلة إليها ؛ ومع زيارة رئيس وزراء الكيان الصهيوني لمصر.


•هذا وقد أثار رفض أحد طياري شركة طيران الإمارات قيادة طائرته في رحلة من دولة الإمارات إلي تل أبيب ردود فعل واسعة تأييدا لموقف الطيار الرافض للتطبيع . وبسبب قيام شركة طيران الإمارات بتكذيب الخبر فور نشره .. ثم قيام عدد من الصحف ووسائل التواصل العربية - بإعادة نشر تغريدة الطيار علي صفحته – بما يعني.. نفي تكذيب الشركة فقد تصدرموقف الطيار من رفض التطبيع مع إسرائيل الكثير من وسائل الإعلام .. وبدا كما لو كان موقفا موحدا لكل الشعوب العربية دون أنظمتها الحاكمة.

من هنا وجب التصدي لهذه الانحيازات الصارخة من قبل أكبر مؤسسات الرياضة شعبية في العالم ( اتحاد كرة القدم الدولي- فيفا ). ونصحه بل وتحذيره بضرورة الالتزام بدوره المهني الذي لايمل الحديث عنه ليل نهار.. خصوصا وأن كثيرا من الخلافات والصراعات العالمية تتخذ فيها جماهير الرياضة عموما والكرة بشكل خاص موقفا مناوئا لموقف حكوماتها ولموقف كثير من الهيئات الدولية المشابهة للفيفا.. ولعلنا لا ننسى مظاهرات 15 فبرابر2003 التي غطت سبعمائة مدينة في القارة الأوربية رفضا للعدوان علي العراق.. الذي تم اتهامه كذبا بحيازته لأسلحة دمار شامل .. في الوقت الذي كذبت هيئة الطاقة الذرية هذا الادعاء وأبطلت حجيته القانونية تماما .


الأربعاء 13 ديسمبر2021 بشير صقر