نضال و نداء و تعبئة في مدينة المكسيك ضد تغيّر المناخ العالمي


شادي الشماوي
2021 / 10 / 10 - 23:54     

)، مدوّنة و صوت المنظّمة الشيوعيّة الثوريّة ، المكسيكAurora Roja ترجمة من " الفجر الأحمر " (َ
جريدة " الثورة " عدد 720، 4 أكتوبر 2021
Revcom.us///en/combating-calling-out-and-mobilizing-against-global-climate-change-mexico-city

كانت واحدة من الفتيات تحمل لافتة كُتب عليها " إنّنا نعيش أزمة بيئيّة ". و كانت تشارك في مسيرة في ساحة قصر الفنون الجميلة بمدينة المكسيك ، إلى جانب آخرين من الشبّان و الكهول و الشيوخ . و قد نظّمت كذلك مسيرات أخرى في أنحاء أخرى من المكسيك على غرار ماريدا و غوادالاخارا . و كان كّ هذا جزءا من الإحتجاج العالمي من أجل البيئة في 24 سبتمبر 2021 و خلاله تظاهر مئات الآلاف غالبيّتهم من الشباب في 99 بلدا للمطالبة بالتحرّك الراديكالي و الفوريّ إعتبارا للوضع البيئيّ الإستعجاليّ الذى يهدّد مستقبل عديد الأنواع من الحيوانات و النباتات كما يهدّد أيضا الإنسانيّة في وجودها . و أثناء الإحتجاج ، وقع التذكير بجرائم القتل و الإختطافات و الإختفاءات بالقوّة المقترفة ضد المدافعين عن البيئة . ففى ظلّ الحكومة الراهنة ، وقع قتل 30 مدافعا عن البيئة في 2020 فقط . و بالتالى ، يصنّف المكسيك ثانى بلد في حجم أعداد القتلى من الناشطين البيئيّين في العالم ، خلف كولمبيا . و تشير دراسة حديثة أجرتها منظّمة الاقتصاد التعاوني و التطوّر ( OECD) إلى أنّ تغيّر المناخ عامل هام في ارتفاع عدد المهاجرين عالميّا إلى أكثر من 272 مليون في السنوات الحديثة . و صارت درجات الحرارة المرتفعة و الأعاصير و الجفاف أكبر و أشدّ وطأة و إرتفع مستوى البحار ضمن كوارث أخرى ما يجعل أجزاء هامة من الكوكب فعليّا غير قابلة للسكن . و إضافة إلى هذه الهجرة العاميّة المتنامية ، يُنتظر حدوث موجة هجرة داخليّة ( حركة نزوح داخل البلدان ) تهمّ 216 مليون إنسان مع حلول سنة 2050 ( وفق تقرير حديث للبنك العالمي عنوانه Grundswell ) و أيضا الكوارث التي تحدّث عنها المتدخّلون بالمصدح في إحتجاجات مدينة المكسيك .
المسيرة و التجمّع في ساحة قصر الفنون الجميلة جلبا إنتباه المترجّلين بالمنطقة . و فضحت عديد التدخّلات عبر المصدح و كذلك الرايات و اللافتات التي كان يحملها المتظاهرون و المتظاهرات و ربطت نوعا ربطا جدّيا للغاية بين الخطر الذى نجد أنفسنا في مواجهته و بين الإنتاج الرأسمالي و هذا شيء صحيح و هام . و مع ذلك ن لا تزال هناك أوهام في صفوف الكثيرين بأنّه سيكون من الممكن مواجهة الخطر بإصلاح النظام الرأسمالي – الإمبريالي الذى عنه نجمت هذه الأزمات .
و قد وثّق التقرير الحديث لندوة الحكومات حول التغيّر المناخي ( IPCC ) مرّة أخرى أنّ ارتفاع حرارة الكوكب و الأزمة البيئيّة يشهدان نسقا أسرع حتّى ممّا كان متوقّعا . و عمليّا لم تحقّق و لا حكومة رأسماليّة واحدة ( بمافيا الحكومة المكسيكيّة النفطيّة الراهنة ) أهداف إتفاقيّات باريس ، على أنّ هذه الإتّفاقيّات بذاتها و في حدّ ذاتها غير كافية تماما لإيقاف الكارثة الداهمة . و ما ولّد هذه الأزمة هو المنافسة الجامحة بين الرأسماليّين و الإمبرياليّين الكبار من أجل أرباح طائلة و الهيمنة على الألم ، إعتمادا على المحروقات الأحفوريّة و ممارسات أخرى تلحق الضرر بالبيئة . و كلّ هذا نتاج لذات جوهر الرأسماليّة – الإمبرياليّة و ليس يمكن إيقافه إلاّ بتغيير راديكالي للنظام .
لهذا ، وسط الإحتجاج ، وزّعت الحركة الثوريّة مطويّة " الثورة " للمنظّمة الشيوعيّة الثوريّة ، المكسيك ، الذى لقي ترحيبا من الجماهير في التجمّع و خلال المسيرة . و تؤكّد المطويّة بأنّ الثورة ضروريّة و إستعجاليّة و ممكنة للإطاحة بهذا انظام الرأسمالي و بناء مجتمع إشتراكي جديد كمرحلة إنتقاليّة إلى الشيوعيّة . و فقط مثل هذا النظام بمستطاعه أن يضع حاجيات البيئة و الإنسانيّة فوق الأرباح و من هنا يتمكّن من التعاطى الإستعجالي و الجماعي و العلميّ مع الأزمات البيئيّة التي تتسبّب فيها الرأسماليّة . و قد حمل عديد الناس أيا لافتات ملوّنة كُتب عيها شعار " ألا يكفيكم ؟ ... المشكل هو النظام و الحلّ هو الثورة ". و عرضت الحركة الثوريّة تلك اللافتة أثناء المسيرة في ساحة قصر الفنون الجميلة .
و عقب المسيرة ، توجّه حشد حيويّ جدّا إلى ثوكالو [ أهمّ ساحة ] بمدينة المكسيك. و كانت الشوارع الأساسيّة للمدينة مثل مادرو مكتضّة بالرايات و اللافتات المصنوعة يدويّا التي حملها الكثيرون . و وقع الإستماع إلى شعارات متنوّعة أنشدها بإستمرار المتظاهرون : " لا لقطار مايان ، نعم لغواكامايا " [ غواكامايا هو إسم من عهد المايا لنوع من الببّغاء الملوّن غاية التلوين و قد إضمحلّت أصناف منه ] ، " الثورة أو الإندثار " ، ، " لا وجود لكوكب آخر نقطنه " ، و الكثير من الشعرات الأخرى جرى تبنّيها و إنشادها طوال المسيرة . و قد أعلنت الراية في مقدّمة المسيرة " علينا بتغيير النظام و ليس المناخ ".
و لم لم تتمكّن المسيرة من بلوغ ثوكالو لأنّ الحاكم البلدي أقام حواجزا حديديّة و صفوفا من الشرطة في الشارع المؤدّى لها و قد كان حسب بع المعلّقين مفتوحا للسير قبل بضعة ساعات . متحدّين حرّاس النظام القائم ، نظّم المحتجّون مسيرة أخرى قبالة الشرطة و الحواجز . و بهذا الحصار الرسميّ للمسيرة ، إنفضح نفاق الجمل العسليّة للحكومة القائلة ب " إنشغالها بالبيئة " ، بينما في الواقع تغذّى مدينة المكسيك ارتفاع حرارة الكوكب ببثّها سنويّا 547 ألف طنّ من ديوكسيد الكربون في الجوّ . و إضافة إلى ذلك ، يموت 14 ألف إنسان سنويّأ في هذه المدينة وحدها بسبب التلوّث.
و يسجّل الإحتجاج العالمي من أجل البيئة مجدّدا إستعجاليّة مواجهة واقع الكارثة البيئيّة الجارية دون أوهام خاطئة . فعلينا أن نكفّ عن تصديق ثعبان تجّار النفط في الحكومات الرأسماليّة و غيرهم من ممثّلى النظام عينه الذى تسبّب و يتسبّب في هذه الأزمات المهدّدة لمستقبل الحياة على هذا الكوكب .
لنتخلّص من الأوهام و لنعدّ للثورة لإنقاذ الكوكب و لنفسح المجال لمستقبل أفضل بكثير للإنسانيّة .
" الفجر الأحمر " ، لسان حال المنظّمة الشيوعيّة الثوريّة ، المكسيك
[email protected]
http://aurora-roja.blogspot.com