حول وفاة أبيماييل غوزمان ، - الرئيس غنزالو - [ رئيس الحزب الشيوعي البيروفي ]


شادي الشماوي
2021 / 10 / 10 - 23:38     

جريدة " الثورة " عدد 720، 4 أكتوبر 2021
Revcom.us--en-death-abimael-guzman-chairman-gonzalo

في 11 سبتمبر 2021، توفّي أبيماييل غوزمان المعر على نطاق واسع بغنزالو ، رئيس الحزب الشيوعي البيروفي ، في سجن تحت الأرض في القاعدة البحريّة خارج العاصمة ليما أين بقي سجينا في عزلة طوال 29 سنة و محروما من أيّة إمكانيّة للحديث على الملأ بإستثناء خلال سيرورات الحكم المحدودة .
و قد سارعت وسائل اعلام الرسميّة السائدة على جانب الصحافة البيروفيّة المحلّية إلى نعته و تشويهه على أنّه " قائد عبادة شخصيّة " ضمن حركة شيوعيّة " إرهابيّة ". و هذا يجافى الحقيقة و هو جزء من مساعى لتسوية بين النضالات الثوريّة ضد النظام و الحركات الرامية إلى إرهاب الشعب . و خارج نطاق هذا المقال توفر تحليل شامل لحياة غنزالو و دوره أو للقيادة التي وفّرها للنضال الثوريّ في البيرو . و مع ذلك ن ثمّة حاجة إلى تقديم بعض النقاط التوضيحيّة التي توجّه الناس إلى ما نحتاجه راهنا .
كان غونزالو قائدا للحزب الشيوعي البيروفي ( pcp ) الذى شنّ حربا شعبيّة ثوريّة في الجبال الريفيّة للبيرو سنة 1980. و كان لهذا النضال المسلّح هدف أسمى هو تركيز مجتمع شيوعي خال من القوى الطبقيّة الإضطهاديّة المهيمنة على المجتمع البيروفي . و قد إسترشد هذا بفهمهم للماويّة و بأنّ هذه الحركة الثوريّة كانت تخاض خدمة للنضال العالمي ضد الإمبرياليّة، و من أجل الشيوعيّة عالميّا .
و في الوقت نفسه ، وُجدت نقاط ضعف و نقائص جدّية في فهمهم للشيوعيّة .بطرق هامّة ، كانت تلك صدى للنزعات مستشرية ضمن قى أخرى من الحركة الشيوعيّة العالميّة آنذاك ، و كانت تتعارض مع الشيوعيّة خاصة و قد تقدّمت بفضل إختراقات الشيوعيّة الجديدة التي طوّرها بوب أفاكيان (BA ) .
و قد شُنّت حرب الشعب التي قادها عنزالو من 1980 إلى إيقافه سنة 1992 من طرف السلطات البيروفيّة – بدعم من وكالات مخابرات امبريالية الولايات المتّحدة – زمن إضطراب كبير إذ حدث ذلك غداة الإنقلاب – عقب وفاة ماو تسى تونغ سنة 1976- على المجتمع الأكثر تحريريّة الذى عرفه التاريخ إلى حدّ الآن: المجتمع الإشتراكي الحقيقي لجمهوريّة الصين الشعبيّة إثر الإفتكاك الثوريّ للسلطة سنة 1949. و بعد وفاة ماو تسى تونغ ، نظّم معارضوه داخل صفوف الحزب الشيوعي الصيني إنلابا و إستولوا على السلطة . و طفقوا ينقلبون على مكاسب تلك الثورة و توجّهها معيدين تركيز و بناء مجتمع رأسمالي – بينما حافظوا على إسم الحزب الشيوعي الصيني و جمهوريّة الصين الشعبيّة و على هياكل حكمهما . غير أنّ ذلك لم يكن واضحا لغالبيّة الشيوعيّين و الشيوعيّات و بقيّة الناس ما أدّى إلى إضطراب و يأس كبيرين في صفوف الثوريّين .
في بلدان عبر العالم قاطبة ، عمل أنصار ماو تسى تونغ و المدافعون عنه على إعادة التجمّع و تلخيص ما جدّ مع هذه الإنتكاسة الكبرى في الصين و كيفيّة المضيّ قُدما ز و تولّى بوب أفاكيان قيادة تلخيص أنّ ما جدّ كان في الواقع إنقلابا على الثورة . و لخّص كذلك المكاسب العظيمة لقيادة ماو تسى تونغ . و كان عمل بوب أفاكيان هذا حيويّا في التقدّم غداة هذه الإنتكاسة . و كجزء من و مواصلة للتقييم العلميّ ، شرع بوب أفاكيان كذلك في البحث عميقا في بعض النقائص في المجتمعات الإشتراكيّة السابقة و في بعض المفاهيم النظريّة للشيوعيّة إلى حينها . (1)
و في الفترة نفسها ن في البيرو ، شنّ الحزب الشيوعي البيروفيّ بقيادة غنزالو حربا شعبيّة للجماهير المضطهَدَة ضد الدولة البيروفيّة الرجعيّة سنة 1980. و تمكّن غنزالو من توحيد نواة من القادة المتحمّسين للثورة و الساعين بتصميم إلى قيادة الجماهير في القيام بالثورة لا سيما في صفوف الفلاّحين بالريف البيروفيّ و في صفوف السكّان الأصليّين للبلاد . و كان ردّ القوّات المسلّحة للدولة البيروفيّة الرجعيّة بدعم من الولايات المتّحدة و إمبرياليّين آخرين بثورة مضادة خبيثة و قمعيّة قتلت الآلاف من البيروفيّين و البيروفيّات .
و نمت حرب الشعب و تطوّرت . و في " مناطق إرتكاز " الثورة ، تمرّدت النساء ضد اليود البطرياركية / قيود النظام الأبوي للقتاليد الإقطاعيّة . و أعلن الفلاّحون المساهمين في النضال الثوريّ تصميمهم على الإطاحة بنير إمبريالية الولايات المتّحة خدمة للثورة العالميّة . و قد بثّ كلّ هذا الأمل في أنحاء البلاد و في المنطقة و حول العالم و تلقّى الدعم من القوى الشيوعيّة عبر العالم ، القوى التي كانت تدافع عن و تسعى إللى تركيز نفسها على مساهمات ماو تسى تونغ . و لمّا وقع إيقاف غنزالو ، توحّد الذين ألهمتهم حرب الشعب في البيرو و الداعمين لها عالميّا للدفاع عن حياته و قدّموا المساعدة و الدعم لمن حاولوا إنجازتلك المهمّة .
و في الوقت نفسه ، من المهمّ ملاحظة أنّه وُجدت من البداية نقائص جدّية و لها دلالتها في فهم الشيوعيّة و الماويّة كما تقدّم بها و صاغها غنزالو . و قد أدّى ذلك و ساهم أيضا في ما إقترف من أخطاء و تراجعات جدّية حينما وقع إيقاف غنزالو سنة 1992.
فعلى سبيل المثال ، وُجد تأثير بارز للفكرة المناهضة للعلم و التي مفادها أنّ إنتصار الشيوعيّة حتميّ . (2) و هذه النظرة الخاطئة تتعارض مع المنهج العلميّ الذى نحتاجه لتفسير الواقع الموضوعي و تغييره ، وهو ضروريّ للتقدّم بالثورة صوب تحرير الإنسانيّة قاطبة – الشيوعيّة . (3) و إجمالا ، وُجد تقليل من قيمة و معارضة للمقاربة العلميّة التامة . كما ظهرت نزعات ضارة و دينيّة صلب الحزب الشيوعي البيروفيّ في التعاطيّ مع غنزالو على أنّه معصوم من الخطأ ،و أحيانا يُقال " إنّه ضامن الإنتصار " . و ساهمت هذه الهنات و الأخطاء في تضليل الذين كانوا يتّبعون قيادة غنزالو عقب إيقافه سنة 1992.
و فضلا عن ذلك ، في علاقة بالإنتقال الإشتراك إلى الشيوعيّة ، تقدّم الحزب الشيوعي البيروفي بمفهوم " عسكرة المجتمع " و مركزيّة " العنف الثوريّ" و الحاجة إليه إلى تحقيق إلغاء كافة أشكال الإستغلال عالميّا . و هذا خاطئ و شديد الضرر و في الواقع يمضى ضد الفهم الذى طوّره ماو تسى تونغ في هذا الشأن الحيويّ و ما وقع تطويره حتّى أكثر نوعيّا من طرف بوب أفاكيان مع الشيوعيّة الجديدة . (4)
ناظرين إلى ذلك بأفق تاريخيّ ، تبرز هذه النقائص بشكل أحدّ على ضوء مزيد تطوير الشيوعيّة الجديدة . و إلى جانب هذه المسائ ، كانت بعض هذه القضايا محور صراعات و إنقسامات حول قضايا الخطّ الإيديولوجي و السياسي المركزيّة بما فيها في صفوف القوى الشيوعيّة سابقا التي تقدّمت قبلا لتشكّل وحدة غداة الهزيمة في الصين .(5) [ في إطار الحركة الأمميّة الثوريّة –من 1984 إلى 2006]
و اليوم ، بهذا المضمار ، الأهمّ هو وجود شيوعيّة جديدة طوّرها بوب أفاكيان وهي تضع الشيوعيّة على أساس علميّ أشمل و أرسخ . و تعالج الشيوعيّة الجديدة التناقضات الحيويّة في نظريّة و ممارسة الحركة الشيوعيّة و من ذلك تأكيد الشيوعيّة الجديدة على أنّ الثورة التي نحتاجها بصورة ستعجاليّة ليست للثأر و لا هي لأن " يكون الأخير الأوّل ، و الأوّل الأخير " و إنّما لوضع نهاية في جميع أنحاء العالم لوجود " الأوائل " و (عدد أكبر ) " الأخيرين ". الهدف هو تحرير الإنسانيّة من كافة الإستغلال و الإضطهاد و الوسائل الضروريّة في القتال من أجل هدف يكون منسجما مع و تعبيرا عن ذلك الهدف . و يشدّد هذا على الحاجة الملحّة إلى التقدّم بعديد الفيالق الجديدة عبر العالم لمن يعتمدون على إختراقات الشوعيّة الجديدة – كمحرّرين للإنسانيّة .
و للمزيد بهذا الشأن ، ندعوكم إلى الإطّلاع على " الشيوعيّة الجديدة " لبوب أفاكيان و" الشيوعيّة : بداية مرحلة جديدة ؛ بيان للحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتّحدة الأمريكيّة " و غيرهما من الأدبيّات المتوفّرة على موقع أنترنت revcom.us و كذلك أعداد مجلّة " تمايزات " و موقعها على الأنترنت هو Demarcations-journal.org .
هوامش المقال :
1. To learn more about this, go here.
2. This was expressed, for example, with such formulations in PCP documents as “we are condemned to victory”´-or-“15 billion years of matter in motion are all headed toward communism.”
3. For more, go here and here.
4. For more, go here and here (pp. 16-18).
5. For more, go to Communism: the Beginning of a New Stage: A Manifesto from the RCP, USA.