ما السبيل للخلاص من المحاصصة الطائفية – الأثنية في العراق في رؤية الحزب الشيوعي العراقي ؟


عادل عبد الزهرة شبيب
2021 / 10 / 4 - 23:06     

مر العراق ويمر بالعديد من الأزمات المتتالية, وكما يرى الحزب الشيوعي العراقي في وثائقه فإن السبب الرئيسي في ذلك هو اعتماد نهج المحاصصة الطائفية – الاثنية , الذي ساهم المحتلون في ترسيخه والمستفيدون منه في ادامته , ولم تتمكن الحكومات المتعاقبة في العراق منذ 2003 وحتى اليوم من معالجة مشاكل البلد المتعددة , بل بالعكس فقد ازدادت وتعمقت , وتحولت مؤسسات الدولة الى هياكل وأطرا هشة جراء عدم وضع الشخص المناسب في المكان المناسب , وما يعنيه ذلك من اقصاء متعمد للعناصر الوطنية الكفؤة والنزيهة عن مواقع المسؤولية , اضافة الى غياب الرؤى الاستراتيجية لإدارة البلد في الجوانب كافة , كما ان اعتماد المحاصصة قد عرقل اقامة دولة المؤسسات والقانون ووفر في المقابل غطاء للفاسدين وحماية لهم من المساءلة والمحاسبة القانونيتين اضافة الى تجاهل مبدأ المواطنة وعدم التعامل مع العراقيين على قدم المساواة من دون تمييز بغض النظر عن قومياتهم وطوائفهم واديانهم ومواقعهم الاجتماعية . وان من شأن تكريس مفهوم دولة المكونات واستمرار المحاصصة ان يقودا الى المزيد من التشظي المجتمعي واضعاف الوحدة الوطنية وتمزيق النسيج الاجتماعي , وقد يشكل ذلك مقدمات وممهدات الى تقسيم الدولة .
ان المحاصصة الطائفية – الأثنية هي أس أزمة النظام السياسي وفشله البين في مختلف المجالات , لذا لابد ان يكون هدف الخلاص منها واعلاء شأن المواطنة أساسا لإقامة الدولة المدنية الديمقراطية وعنصرا رئيسيا في أية رؤية جدية الى عملية الإصلاح والتغيير كما يرى ذلك الحزب الشيوعي العراقي في تقريره السياسي الصادر عن المؤتمر الوطني العاشر للحزب .
وفيما يتعلق برؤية الحزب الشيوعي العراقي للطريق الى الخلاص من المحاصصة :-
1) شدة الضغط وقوة الدفع للعوامل الداخلية الفاعلة والداعمة , والقدرة على تحييد العامل الخارجي او اضعاف تأثيره عبر اصطفاف داخلي فاعل يتجه نحو الإصلاح والتغيير وينبذ ويزيل العقبة الأساس وهي نهج ونمط التفكير المحاصصاتي .
2) يمكن التخلص من المحاصصة بصيغ متدرجة ولكن في حزمة واحدة متكاملة ويأتي في مقدمتها تشكيل حكومة كفاءات واختيار العناصر النزيهة والمؤهلة لتأخذ مواقعها فيها ضمن خطة ومنهج متكاملين وبسقوف زمنية محددة على أن يشمل ذلك الهيئات المستقلة والدرجات الخاصة .
3) ضرورة تشكيل مجلس الخدمة ليمارس دوره في اختيار شاغلي الوظيفة العامة وفق معايير النزاهة والتحصيل العلمي والخبرة والكفاءة .
4) التشديد على التعامل مع جميع العراقيين من دون تمييز وعلى اساس المواطنة وتكافؤ الفرص والمساواة .
5) اعادة هيكلة مؤسسات الدولة المختلفة وعلى وجه الخصوص ابعاد الجيش والمؤسسات الأمنية على اختلاف تشكيلاتها عن المحاصصة .
6) أن يكون تشكيل الأحزاب والكتل السياسية والبرلمانية عابرة للطوائف والعناوين الفرعية تأخذ بالمواطنة وتتحرك وفقا لبرامج سياسية تغطي مساحة الوطن ولا تكون محض عناوين طائفية ومذهبية وقومية ودينية , سيكون عاملا مهما في التخلي عن المحاصصة المطبقة حاليا , ويفتح الطريق نحو تشكيل ائتلافات سياسية حاكمة على وفق برامج تسهل متابعة تنفيذها مقارنة بحكومات تقام على (( توافقات )) و (( ترضيات )) واعتبارات اخرى , فضلا عن تدخلات خارجية فاقمت المشهد السياسي وعمقت ازمته .
هكذا يرى الحزب الشيوعي العراقي الطريق للخلاص من المحاصصة الطائفية – الأثنية التي اضرت كثيرا بالبلاد .
فلنعمل معا من اجل التغيير واقامة الدولة المدنية الديمقراطية الاتحادية وتحقيق العدالة الاجتماعية واقامة دولة المواطنة والقانون والمؤسسات والمساواة , والعمل على مقاطعة الانتخابات المزمع اقامتها في العاشر من تشرين الأول 2021 لأنها سوف لن تؤدي الى التغيير المنشود في ظل السلاح المنفلت والمحاصصة وغياب قانون عادل ومنصف للانتخابات , وغياب قانون الأحزاب وعدم تطبيقه وفي ظل التزوير و استخدام المال السياسي لشراء الأصوات .